«الصعافقة».. الفتنة التي ضربت «المدخلية» في مقتل
السبت 04/أغسطس/2018 - 08:28 م
العتيبي وربيع المدخلي ومحمد المدخلي
عبدالهادي ربيع
يحمل التيار السلفي المدخلي بداخله عوامل فشله وموته السريع، فرغم انتشاره الواسع في أنحاء العالم كافة، نتيجة لمبادئه المهادنة، من طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه، وعدم إجازته حمل السلاح أو العمل بالسياسة والانضمام إلى الجماعات الإسلامية والأحزاب الدينية، إلا أن هذه المبادئ سمحت لشيوخ التيار وكذلك صغار المنتسبين إليه بالتوسع في التبديع والتجرؤ على الشيوخ، بمن فيهم شيوخ التيار من باب العرف الديني «الجرح والتعديل».
وأحرقت في الأسابيع الأخيرة، نيران التبديع والتجريح، شيوخ التيار المدخلي، فانقلب كثير من الطلبة على كبار شيوخه ورموزه إلى أن انتهى الأمر بظهور ما يعرف بـ«الصعافقة» أو «الحدادية الجدد».
و«الصعافقة»، جمع صعفوق وهو العبد الأسود، ورغم ما التسمية من عنصرية وسب؛ إلا أن «المداخلة» يرون ذلك من باب تعزير المبتدع، وكان أول من أطلق هذه التسمية الشيخ محمد بن هادي المدخلي، ووصف بها نزار هاشم السوداني؛ أما «الحدادية»، فهم تيار داخلي بدأه شيخ مصري كان يقيم في المدينة المنورة، ويُدعى محمود الحداد، ويعرفهم المداخلة بـ«الذين ألسنتهم حداد على العلماء ولا يحترمونهم ولا يرون إلا أنفسهم»، مثل الداعية المصري هشام البيلي.
ومن أشهر «الصعافقة» (كما صنفهم الشيخ محمد بن هادي المدخلي، في درسه الشهير الذي جاء تحت عنوان: «آن لمحمد بن هادي أن يخرج عن صمته»): «عرفات المحمدي، ونزار بن هاشم السوداني، وعباس الجوني، وعبد الإله الرفاعي، وأبو أيوب المغربي، وهانئ بن بريك، وعبدالله بن صلفيق».
محمد المدخلي يحدد الصعافقة
وهؤلاء «الصعافقة»، سبق وأن ذكاهم شيوخ التيار المدخلي من قبل، خاصة ربيع بن هادي المدخلي، ويعتمدون على بعضهم، في نشر أفكار التيار وتوسعة رقعته في جميع دول العالم مثل عرفات المحمدي، الذي يجوب الدول الأوروبية لإلقاء الدروس في معاهد ومراكز التيار، وعبد الإله الرافعي الذي يعتمد عليه التيار كذلك في المغرب العربي، والأخير يمثل ركيزة أساسية في توغل «المداخلة» إلى أوروبا عبر فرنسا وبريطانيا على وجه التحديد.
ويعامل «المداخلة»، هؤلاء الصعافقة معاملة ازدراء وتجنب وتحذير وتبديع، حتى وصل الأمر إلى عدم إجازة الجلوس معهم أو السلام عليهم، من باب هجر المبتدع.
دورة مكناس وإحياء فتنة الصعافقة
لم يرض شيوخ التيار المدخلي، عن الأزمة الجديدة التي أُحييت على يد «محمد بن هادي»؛ فأدانوه ومنعوا الاستماع إليه، وكان منهم ربيع بن هادي المدخلي، الذي قال عنه: «إن أخي محمد، ليس لديه درة دليل في ما رمى به إخوانه من أهل السنة»، ومن غير الراضين أيضًا الشيخ عبيد الله الجابري، والشيخ حسن بن عبدالوهاب البنا وغيرهم، وأصدر هؤلاء بيانات إدانة من مختلف دول العالم ما أظهر (إلى جانب الانشقاق الداخلي في التيار المدخلي نتيجة لهذه الأزمة) مدى اتساع التيار وانتشاره وسيطرته على العديد من دول العالم من إندونيسيا إلى كندا.
وأقام أحد هؤلاء الموصوفين بـ«الصعافقة»، وهو «عبدالإله بن عبدالعزيز الرفاعي»، أمس الجمعة 3 أغسطس 2018، دورة علمية بعنوان: «دورة السلطان محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله العلوي الثالثة»، بقصر المؤتمرات بمدينة مكناس المغربية، وهذه الدورة تنظمها جمعية الصفا ودار الحديث بمكناس، وانقسم المداخلة في المغرب والعالم الإسلامي على هذه الدورة وحضورها، وهو ما دفع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، إلى التدخل بشكل مباشر وإلقاء كلمة صوتية إلى أبناء التيار داعيًا إياهم إلى التوحد وعدم التفرق، ومبينًا أن من يتكلم في السلفيين بدون أدلة واضحة وضوح الشمس، ومن لا يملك الأدلة يجب أن يضرب بكلامه عرض الحائط وينتقد ويخالف، ولا يتبع، ومؤكدًا أن الشيخ عبد الإله، سلفي على منهجه، ومن تكلم فيه فكلامه باطل.
ربيع المدخلي يدعو لحضور دورة مكناس
كما ألمح الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، إلى ابن عمه محمد المدخلي قائلا: «والله إني أستغرب من كثير من السلفيين، الذين يقلدون التقليد الأعمى، لمن يتكلم بالباطل»، ولم يُرض هذا التصريح كثير من طلبة العلم من شيوخ التيار الذين أثنى عليهم الشيخ ربيع نفسه من قبل، ما دفعهم للهجوم عليه، مثل أسامة العتيبي، إضافة إلى الوصف الصريح من الشيخ ربيع لابن عمه محمد، حين قيل له الشيخ محمد بن هادي يحبك، فأجاب: وأنا أحبه، ولكنه تغير علينا.
كلام محمدالمدخلي في العتيبي قديما
ويبدو أن هذا التغير أصاب «العتيبي»، أيضًا الذي أثنى عليه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، من قبل بل اعتمده مداخلة ليبيا من كبار الشيوخ ووجهت له المنطقة الغربية العسكرية دعوى لإلقاء الدروس والمحاضرات فقال العتيبي: «دورة مكناس دورة صعافقة منحرفين لا يحل لسلفي حضورها ولا الدلالة عليها، وشيخنا الشيخ ربيع حفظه الله عالم ولا يحل تقليده فيما خالف الدليل، ومكافحة الصعافقة دين وتقوى ولست بالخب ولا الخب يخدعني يا ابن صلفيق»، وهو ما دفع كثيرون من طلبة المدخلي، إلى الدفاع عنه مثل ابن صلفيق، الذي قال للعتيبي: «ما رأيت قليل أدب وطويل لسان كابن عطايا الفلسطيني، الشيخ ربيع يدعو لحضور دورة مكناس، وهو يقول لا يحضرها إلا جاهل أو منحرف».
تزكية ربيع المدخلي لابن عطايا العتيبي
ورغم ما يبدو من وقوف لـ«العتيبي» في صف محمد المدخلي؛ فإن الأخير سبق وحذر من الأول، وهو ما يوضح أن أزمة «الصعافقة» قلبت الموازين داخل التيار السلفي المدخلي، وبدأت شرارة حروبه الداخلية.





