يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ليس رسلان وحده.. المنوفية عاصمة «المدخلية» في مصر

الخميس 19/يوليو/2018 - 12:24 م
المرجع
عبدالهادي ربيع
طباعة

يسعى التيار السلفي المدخلي إلى الانتشار والتمدد داخل الوطن العربي والدول الإسلامية، وقد نجح في كسب ثقة بعض الحكومات والأنظمة ليبقى حيًا في ظل ظروف سياسية عصفت بكثير من الجماعات الإسلاموية المختلفة، إلا أنه  يواصل انتشاره، ورغم أن التيار منشأه الحقيقي في المملكة العربية السعودية على يد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ومحمد وزيد المدخلي، إلا أن وجود مشايخ كبار مثل محمد سعيد رسلان في مصر جعل محافظة المنوفية (إحدى محافظات مصر) حيث يسكن «رسلان» بمثابة عاصمة جديدة للتيار.

الشيخ محمد سعيد رسلان
الشيخ محمد سعيد رسلان

يحاول محمد سعيد رسلان نشر مذهبه الديني بين أبناء محافظته وفي مصر ودول العالم المختلفة انطلاقًا من مسجده (المسجد الشرقي بقرية سبك الأحد- أشمون- المنوفية) الذي خصص الطابق الثاني منه كمعهد لإعداد الدعاة (يُعرف بمعهد الفرقان).


يدرس رسلان وطلبة علمه، على رأسهم ابنه عبدالله، عدة مواد ومقررات أهمها: «شرح عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، شرح التحفة السَّنِية للمقدمة الآجرومية في النحو للشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث من تحقيق أحمد محمد شاكر، غاية المُريد في علم التجويد، والرحيق المختوم في السيرة النبوية».


هذه المواد لا تختلف كثيرًا عن غيرها من كتب معاهد وزارة الأوقاف –التي كان يتبعها حتى عام 2013- إلا أن رسلان يُدرس مواد أخرى تبرز شخصية التيار لطلاب المعهد، منها: «القصة الكاملة لخوارج عصرنا، موجز تاريخ الأندلس، والتحف فى مذهب السلف».


ويتبع رسلان -بشكل غير مباشر- معهد آخر لإعداد الدعاة بمسجد «عمر بن الخطاب» بمركز منوف، يدعى «معهد إعداد الدعاة بمنوف»، ويدرس في هذا المعهد طلبة رسلان وأشهر تلاميذه، وعلى رأسهم الشيخ سعد يوسف أبوعزيز، الذي يُدرس كتاب «الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة»، وأسامة المحروقي، الذي يدرس كتاب «غاية المريد في علم التجويد»، والشيخ محمد قريطم، الذي يُدرِّس «شرح الأربعين حديثًا النووية» و«شرح المنظومة البيقونية للشيخ ابن عثيمين»، والشيخ طلعت رجب، الذي يدرس «شرح أصول في التفسير»، و«قواعد اللغة العربية وتدبر القرآن الكريم» من خلال مجالس مختلفة لـ حامد أبو نوران، أما تلميذ رسلان الأكبر الشيخ صلاح غانم فيُدرِّس لطلاب المعهد مادة «العقيدة»، من خلال شرح كتاب «أعلام السنة المنشورة»، وجميع هؤلاء المدرسين من طلبة رسلان وغير مشهورين إلا بين أتباعه، باستثناء صلاح غانم وسعد يوسف أبوعزيز وحامد أبونوران.

صلاح غانم
صلاح غانم

صلاح غانم:

لم تأتِ شُهرة صلاح غانم إلا نتيجة اتخاذه من شيخه رسلان قدوة ومثلًا أعلى، ورغم كونه خطيبًا بالأوقاف وتلقى العلم في الأزهر الشريف فهو يستنسخ بشكل أو بآخر خطب رسلان، حتى إنه يُقلد أسلوبه الخطابي، وعباراته البليغة ويرتدي نفس زيه، حتى إن كثيرين من طلبة رسلان يترددون على مسجده (أولاد غانم، ثم عمر بن الخطاب بمنوف) إذا لم يستطيعوا الذهاب إلى «سبك الأحد»، ويلقبونه غانم بـ«رسلان منوف».

ليس رسلان وحده..

حامد أبو نوران:

يهتم التيار المدخلي باللغة العربية اهتمامًا بالغًا، ويقدرونها ويقدرون من يعلمها، لذا بلغ أبونوران مرتبة كبيرة بين أبناء التيار، رغم عدم تحصيله لرصيد علمي آخر في غير اللغة العربية، وعلوم تعليمها للمبتدئين خاصة.

ليس رسلان وحده..
ليس رسلان وحده..
سعد يوسف أبو عزيز
سعد يوسف أبو عزيز

سعد يوسف أبوعزيز:

ولد سعد يوسف أبوعزيز، في نوفمبر 1960، بقرية «غمرين»- إحدى قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية- ولم يدرس في الأزهر الشريف، إلا أنه التحق بأحد معاهد إعداد الدعاة ما أكسبه معرفة بالعلوم الدينية، كما حفظ القرآن الكريم وهو شاب ففاز بإحدى المسابقات، وكانت الجائزة رحلة عمرة إلى البيت الحرام، حيث كانت بداية رحلته العلمية، إذ حضر بعض دروس ابن عثيمين، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ عبدالسلام السحيمي، والشيخ صالح السحيمي.


عاد أبوعزيز إلى مصر ليتصل بعد ذلك بالشيخ محمد سعيد رسلان، واتخذه إمامًا بعد أن تأثر به وبمنهجه الدعوي.


حاول أبو عزيز نشر المذهب السلفي فحارب ممارسات التيار الصوفي في قريته وما جاورها من القرى الريفية، وبدأ يذيع صيته وانتشر أتباعه حتى قضى تمامًا على زيارة أضرحة الصوفية والاحتفال بالموالد.


ومع بداية الثورة المصرية، في 25 يناير 2011، حاول طلبة رسلان نشر أفكار تياره السلفي بين الشباب الثائر ليثنيهم عما يراه خروجًا على الحاكم، ويقود البلاد إلى الفوضى.


ومع صعود التيار الإسلاموي للمشهد المصري حاول أبوعزيز، من على منبره بـ«مسجد الزاوية الغربية بغمرين»، دفع الشباب بعيدًا عن المشاركة في الانتخابات والمشاركة في التحزب الديني التي يصفها بكثرة كـ«غثاء السيل».


كما حذر من خطر جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات التي تستغل الشباب باسم الدين، وتصدى لأفكار الجماعات التكفيرية، واصفًا إياهم بالمجرمين فوق العادة، مطالبًا المسلمين بعدم التستر على أعضاء الإخوان المجرمين، إضافة إلى دعوته إلى الوقوف إلى جانب الجيش المصري ضد الإرهاب باعتباره حائط الصد المنيع.

"