غضب إيراني ضد «العبادي».. و«العامري» يقترب من رئاسة حكومة العراق
الثلاثاء 14/أغسطس/2018 - 10:00 ص
هادي العامري وحيدر العبادي
علي رجب
حملة إيرانية منظمة تستهدف النيل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عقب مواقفه بشأن العقوبات الأمريكية ضد إيران، وهو الهجوم الذي اعتبره البعض بمثابة تهديد لمصير الرجل في الفوز بولاية ثانية لرئاسة الحكومة العراقية، فيما رأى آخرون أنه يشكل حماية للمصالح العراقية، ويرفع حظوظه في الفوز برئاسة الحكومة.
مجتبى الحسيني
وقد شن ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في العراق، مجتبى الحسيني، أمس الأحد هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد موقفه الأخير من العقوبات الأمريكية على طهران، واصفًا إياه بـ«الشخص المنهزم».
وقال الحسيني، في بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية: «إن تصريحات رئيس الوزراء اللا مسؤولة، لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق وتطهير أرضه من لوث داعش»، مشيدًا بمواقف الأحزاب الشيعية العراقية وقادة فصائل الحشد الشعبي الذين رفضوا العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
وأعربت أحزاب وفصائل شيعية مقربة من إيران، عن رفضها لموقف «العبادي»، وقال بيان لـ«حزب الدعوة الإسلامية» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي: «نطالب جميع الحكومات الحرة في العالم، وخصوصًا الحكومات الإسلامية، برفض العقوبات الأمريكية الجائرة ضد إيران، ومقاومتها»، وبدورها أعلنت «عصائب أهل الحق» (أحد الفصائل الرئيسية في الحشد الشعبي)، في بيان لها عن «أسفها لموقف العبادي تجاه العقوبات الأمريكية ضد إيران»، مضيفة أن «حكومة العبادي تعمل خارج فترتها الانتخابية وبدون غطاء برلماني، وموقفها غير ملزم للحكومة المقبلة»، كما طالبت «منظمة بدر»، الفصيل الرئيسي في «الحشد الشعبي»، في بيان لها «الحكومة العراقية بأن تقف مع إيران مدافعة ومساندة».
وأعلن العبادي، الثلاثاء الماضي، أن الحكومة العراقية «لا تتعاطف» مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، لكنه سيلتزم بها لحماية مصالح الدولة العراقية.
الباحث في الشأن الإيراني محمود جابر
مستقبل العبادي
ويشكل موقف «العبادي» من العقوبات الأمريكية على إيران، مؤشرًا من قبل القوى الشيعية لوضع خط أحمر على توليه رئاسة الحكومة الجديدة في ظل وجود مفاوضات لتشكيلات الحكومة العراقية بعد إعلان نتائج العد اليدوي.
ورأى الباحث في الشأن الإيراني محمود جابر، أن تصريحات العبادي لم تكن موافقة لفرض عقوبات ضد طهران، بل هو أعلن رفضه لهذه العقوبات، ولكنه سيتخذ الإجراءات التي تحمي العراق من التعرض لعقوبات أمريكية، كما فعلت غالبية الدول وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف «جابر»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن تأثير موقف «العبادي» من العقوبات الأمريكية، على مستقبله السياسي، أو حتى تقليص فرص اختياره لرئاسة الحكومة، هي مسألة غير صحيحة؛ فالعبادي حظوظه قائمة في الفوز بولاية ثانية، وأن يكون رئيس الوزراء العراقي المقبل.
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، «أعتقد أن وجود العبادي، على رأس الحكومة يعنى طمأنة الإقليم من سياسات العراق واستمرار بنائه».
المحلل السياسي الكردي حسن قوال رشيد
العامري رئيسًا بموافقة سعودية
من جانبه أكد المحلل السياسي الكردي حسن قوال رشيد، أن حظوظ العبادي، في الفوز برئاسة الحكومة أصبحت متراجعة، مشيرًا إلى أن الأقرب لرئاسة الحكومة العراقية سيكون شخصية مقربة من إيران.
وأضاف «رشيد»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن «رفض إيران استقبال العبادي، يؤكد أنها استبعدته من تولي حقيبة الحكومة المقبلة، وبحسب الأنباء الواردة من داخل العراق؛ فإن هادي العامري، يعتزم زيارة السعودية لأخذ الضوء الأخضر بتوليه الحكومة، مقابل انسحاب الحشد من المناطق المتنازع عليها، حيث إن هذا أحد شروط المملكة لاستقبال العامري، وها هي عناصر الحشد بدأت بالانسحاب الفعلي من الكثير من المناطق وحل الجيش العراقي محلهم».





