ad a b
ad ad ad

مقام السيدة خديجة.. موروث شعبي يعاند التاريخ

الأحد 05/أغسطس/2018 - 04:24 م
المقام المنسوب للسيدة
المقام المنسوب للسيدة خديجة بعد هدم القباب
سارة رشاد
طباعة
على مسافة كيلومتر واحد من الكعبة المشرفة، تقع قبة صفراء لا تعلو كثيرًا عن الأرض، عُلق على بوابتها لوحة تعريفية تشير إلى انتساب جسد مسجى بالداخل إلى السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد، الزوجة الأولى للرسول صلى الله عليه وسلم.

كان ذلك في القرن الثامن الهجري، عندما رأى أحد أولياء الله بمكة، نورًا يخرج من قبر، ولما علم حاكم مكة، في ذلك الوقت، بالرؤية أمر ببناء قبة فوق القبر، جازمًا بأنه للسيدة خديجة.
مقام السيدة خديجة..
الواقعة التي يشكك فيها كثير من مدققي التاريخ، حتى قال عنها الباحث والإعلامي السعودي حمد الجاسر، في محاضرة ألقاها بجامعة أم القرى تحت عنوان «الآثار الإسلامية في مكة المشرفة» عام 1982: إن «وسيلة معرفة قبر السيدة خديجة يشوبها نوع من الجهل»، معتبرًا أن الجزم بمكان دفن السيدة خديجة غير معلوم، والاعتماد على منام أمر غير منطقي. 

صوت العقل
صوت «الجاسر»، الذي يبدو قريبًا من العقل وممثلًا لتيار من الباحثين، لا يُعجب الحالمين سواء من أهل مكة أو هؤلاء المتوافدين عليها زوارًا؛ إذ اعتاد حجاج بيت الله زيارة المرقد الذي يُنسب للسيدة خديجة، رافضين أي رأي يدعوهم للتأكد من صدق معتقدهم.

وتمثل قضية موقع مرقد السيدة خديجة إحدى القضايا الجدلية بمكة؛ إذ يجتهد فوج من الباحثين للتشكيك في الموقع الحالي، مقرين بأن موقع الدفن لم يُذكر في أي سند تاريخي، فيما يرغب العامة في الاستسلام لكونها دُفنت في هذا المكان المعلوم.

ويسمى المرقد المنسوب للسيدة خديجة بـ«مقبرة المعلاة» كان في الماضي عبارة عن قباب تم هدمها في العصر الحديث.

وتفيد المعتقدات الشعبية إلى أن جد الرسول (عبدالمطلب)، وعمه (أبو طالب) دفنا فيها، إلا أن الأبحاث التاريخية تنفي هذه المعلومة.

واعتمدت في نفيها على معلومة تقول: إن القبرين المنسوبين لـ«عبدالمطلب» و«أبوطالب»، بُنيا في القرن 11 الهجري، أي بعد بناء القبة المنسوبة للسيدة خديجة بأربعة قرون.

وتابعوا أنهم يُنسبون في الحقيقة إلى شخصين آخرين، هما عبدالمطلب بن حسن بن أبي نمي، وأبوطالب بن حسن بن أبي نمي، وبمرور الوقت نسي الناس الأشخاص الحقيقيين، مستقرين على أن المقابر الثلاث يُنسبون للزوجة الأولى للرسول وجده وعمه.

تقديس صوفي
ويحظى المقام المنسوب للسيدة خديجة بقدسية لدى الصوفية، فبحكم العلاقة المتينة بين أهل التصوف وآل بيت الرسول، فيعتبر المتصوفة أن مراقد أهل بيت الرسول أماكن مقدسة.

ومن هذا المنطلق يتعامل المتصوفة مع مقامي الإمام الحسين، والسيدة زينب بقلب القاهرة بخصوصية؛ إذ يحتفظون لهما بمكانة في قلوبهم تناطح حتى مكانة الجامع الأزهر.

الكلمات المفتاحية

"