عبدالملك دروكدال.. مهندس «النسف» في الجزائر
الأربعاء 01/أغسطس/2018 - 10:58 م
عبد المالك دروكدال
عبدالهادي ربيع
تواصل الأجهزة الأمنية الجزائرية، عمليات تمشيط موسعة، لليوم الرابع على التوالي، مصحوبة بقصف جوي للمنطقة الجبلية «لبيسي» الممتدة بين بلديتي بني بشير وعزابة بولاية سكيكدة الساحلية - شرق الجزائر، للقضاء على فلول الإرهابيين المتحصنين بالمنطقة.
وذكر موقع «أنباء تونس» نقلًا عن مصدر عسكري جزائري أن القوات تمكنت من محاصرة 20 إرهابيًّا في المنطقة الجبلية الضيقة بـ «بيسي» والقضاء على 4 إرهابيين والقبض على آخر وتدمير 10 أوكار كانت تستخدم كمخابئ، متابعًا أن زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك دروكدال، يقود الإرهابيين المحاصرين.
بدأ تاريخ عبدالملك دروكدال المعروف بـ«أبو مصعب عبدالودود» (المولود 20 أبريل عام 1970 بقرية زَيان بولاية البليدة شمالي الجزائر)، مع الجماعات التكفيرية أثناء دراسته بالجامعة في كلية التكنولوجيا بجامعة البليدة عام 1992، وعلى وجه التحديد حين تعرف على أمير «حركة الدولة الإسلامية» «السعيد مخلوفي»، الذي أقنعه بالانضمام للحركة سنة تخرجه، وبعدها انضم للمسلحين في الجبال.
استفادت الحركة المتطرفة من تخصص «أبو مصعب» العلمي فأسندت إليه مهمة صناعة المتفجرات، واهتم قادة الحركة به وبمهارته في صناعة التفجيرات وخبرته العلمية، فكلفته عام 1996 برئاسة ورش التصنيع العسكري لــ«كتائب الأهوال والنسف»، كما أسند إليه فيما بعد إمارة كتيبة «القدس» والتي أشرف خلالها على التصنيع والتكوين العسكري للمسلحين.
كما وكلت إليه عام 2001 إمارة الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أُسست خريف 1998، وفي يوليو 2004 استخلف على إمارة الجماعة بعد مقتل أميرها «أبوإبراهيم مصطفى»، التي ظل أميرها حتى أعلن مبايعته لتنظيم «القاعدة» 24 يناير 2007 لتصبح الجماعة فرعًا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، من خلال وساطة «أحمد فاضل نزال الخلايله» أبومصعب الزرقاوي (مؤسس ماسمي بتنظيم «التوحيد والجهاد» في التسعينيات والذي ظل زعيمه حتى مقتله في يونيو 2006)
ومن خلال إمارته لفرع تنظيم «القاعدة» شارك «أبو مصعب عبدالودود»، في العديد من العمليات المسلحة، التي تسببت في إدراجه في 27 أغسطس 2007 في قائمة مجلس الأمن للإرهاب بشأن تنظيم «القاعدة»، كما أصدرت محكمة تيزي أوزو في الجزائر، حكمًا غيابيًّا بالسجن المؤبد في حق «دروكدال» في مارس 2007.
وينشط التنظيم أساسًا في الجزائر، لكن نفوذه يمتد إلى جنوب الصحراء إضافة إلى تدريب التنظيم للعناصر المسلحة من دول الجوار لتنفذ عمليات داخل أراضيها كموريتانيا والمغرب وتونس.
ومن أشهر العمليات المسلحة التي شارك فيها «أبو مصعب عبدالودود» من خلال إمارته للتنظيم، هجمات أكتوبر 2006 بالسيارات المفخخة على مقرات قوات الأمن في بلدتي «درقانة» و«الرغاية» شرقي الجزائر العاصمة، إضافة إلى الهجوم الذي نفذه مسلحوه في ديسمبر 2006 على حافلة عمال أجانب لإحدى شركات النفط الجزائرية قرب بلدية «وشاوي»، وعدة هجمات على منشآت أمنية أخرى.
ورغم الملاحقات الأمنية فإنه مازال حرًا طليقًا يقود التنظيم في عملياته المسلحة، ويظهر من وقت لآخر في مقاطع مصورة أو تسجيلات مسجلة.
وجدير بالذكر أن محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قسطنطينة قضت في الحادي عشر من مارس 2018 بعقوبة الإعدام على، عبدالملك دروكدال، و11 آخرين في اتهامهم بتأسيس جماعة إرهابية.





