ad a b
ad ad ad

الجهاد المسلح.. استراتيجية القاعدة للانقلاب على الأنظمة الشرعية

السبت 14/يوليو/2018 - 11:09 ص
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
طباعة
تختلف آليات تغيير السلطة والوصول إلى الحكم، من تنظيم إلى آخر؛ فتنظيم «القاعدة» منذ ولادته الأولى، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، اعتبر أن جميع الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية والإسلامية مرتدة عن الدين الإسلامي، لكونها لا تحكم بما شرع الله، وبناءً على ذلك فإن جميع حكام هذه الدول لدىَ عناصر هذا التنظيم كفار خارجون عن الملة، والحل الأمثل للقضاء عليهم هو حمل السلاح والمجابهة.


أبو مصعب السوري
أبو مصعب السوري
وتضمنت دائرة التكفير عند «القاعدة» جميع مؤسسات الدول وسلطاتها الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، معتبرًا القائمين عليها كفارًا يجب قتالهم، أما نواب الرؤساء والمساعدون والموظفون في هذه المؤسسات فلا يعتبرهم التنظيم كفارًا، وتسري عليهم القاعدة الشرعية «العذر بالجهل». 

واعتمد تنظيم «القاعدة» في جهاده المسلح ضد مؤسسات الدولة والأنظمة الحاكمة على 3 أسس، وضعها «أبو مصعب السوري» في كتابه «دعوة المقاومة الإسلامية»، وهذه الأسس الثلاثة هي: إرادة القتال (أي القدرة على فعل المقاومة والجهاد)، وقد قسم مراحل الجهاد والقتال إلى (إرادة، وإعداد، وانبعاث)، وتتكون إرادة القتال بعد نضوج العاطفة الدينية والقناعة به. 

واتبع التنظيم أسلوب حرب العصابات، لتنفيذ مخططه في الانقلاب على السلطة وإنهاك النظام الحاكم، حيث عرفه بأنه فن استراتيجي مكون من تكتيكات عسكرية أصبحت معروفة ومدروسة، وصارت علمًا له أصوله، وفيه يوظف الضعيف أعماله ضمن إمكانياته القليلة، من أجل إجهاد الخصم عبر الحرب الطويلة المدى لإدخاله في أوضاع سياسية تضعه أمام خيار الانسحاب أو الانهيار من داخله.

وأوضح أبو مصعب السوري، في كتابه أن حروب العصابات ليست حرب تدمير شامل لقوى الخصم وجيوشه من أجل كسب الحرب وإنما هي وسيلة لإدخال العدو في أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية تضعه في حال الهزيمة والاندحار.

الجهاد المسلح.. استراتيجية
واستكمالًا لرؤية القاعدة حول الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة، فإن كتاب «أبوبكر ناجي»، الذي يحمل عنوان: «إدارة التوحش»، والذي يزيد عدد صفحاته على 100 صفحة، يتبع نهج التنظيم الأم نفسه لمحاربة العدو، حيث اتبع استراتيجية إنهاك الخصم عبر ثلاث مجموعات وخلايا منفصلة في كل مناطق العالم الإسلامي لتحدث فوضى وتوحش متوقعة في مناطق عديدة.

وقسم «ناجي»، المراحل التي يلجأ إليها التنظيم لتحقيق أهدافه، إلى مرحلة النكاية والإنهاك، ثم مرحلة إدارة التوحش، ثم مرحلة شوكة التمكين (أي قيام الدولة)، وتعتمد المرحلة الأولى على إنهاك قوات العدو وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع التقاط أنفاسها بعمليات، وإن كانت صغيرة الحجم، وكذا جذب شباب جديد للعمل الجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس.
"