ad a b
ad ad ad

كرة القدم في ملعب «الإليزيه»

الخميس 12/يوليو/2018 - 01:01 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
باريس – د. احمد يوسف
طباعة
كرة القدم في ملعب
من المعروف أن زعماء فرنسا لم يهتموا بكرة القدم إلا منذ عام 1998، وذلك بعد فوز فرنسا بكأس العالم في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك.

ففي هذا الوقت أدرك الرئيس الفرنسي أن هذه اللعبة الشعبية أصبحت وسيلة سياسية بامتياز للتأثير على الرأي العام، ويمكن الاستفادة منها في رفع شعبية الرئيس.

وبعد ذلك بقليل، أصدر عَالِم السياسة الفرنسي الشهير «باسكال بونيفاس» كتابًا عن كرة القدم وملاعب السياسة، حدَّد فيه الأطر التي تحكم العلاقة بين رجال السياسة ولاعبي الكرة.

وركز «بونيفاس» على الجانبين الإعلامي والاقتصادي للعبة كرة القدم، موضحًا أن الإفادة السياسية لرئيس الدولة تتبعها إفادة اقتصادية للدولة وحراك إعلامي كبير يشغل الرأي العام لفترة معينة، ينسى فيها الناس مشكلات البطالة، والتناحر السياسي، والصراعات الدولية، وغيرها.
كرة القدم في ملعب
وقد طلب الرئيس الأسبق «شيراك» أن تُوضع صورة زين الدين زيدان، بطل الفريق القومي الفرنسي، على قوس النصر، وكان هذا حدثًا فريدًا؛ لأن قوس النصر مرتبط في أذهان الفرنسيين بإمبراطور فرنسا الأعظم نابليون بونابرت.

ورأى محللون كثر أن كرة القدم أصبحت وسيلة سياسية لصهر الأجناس المختلفة التي تجمع الشعب الفرنسي من عرب وأفارقة وأوروبيين وفرنسيين، فيما رأى آخرون أنه بالعكس تمامًا، فقد تكون الساحرة المستديرة وسيلة يستخدمها اليمين المتطرف لكشف طغيان العنصر الأفريقي والعربي على الفريق القومي الفرنسي.

وتحت زخم زين الدين زيدان لم يستطع المتطرفون النيل من التنوع العرقي والثقافي لمنتخب فرنسا لكرة القدم، وهو ما فهمه كل من سكن قصر الإليزيه بعد «جاك شيراك».
كرة القدم في ملعب
ومن المعروف ولع الرئيسين «نيكولا ساركوزي، وفرانسوا أولاند» بكرة القدم، لكنه يظل ولعًا محدودًا، مقارنة بولع الرئيس الحالي «إيمانويل ماكرون»؛ وربما يكون لشباب الرئيس الحالي ومظهره الرياضي أحد عناصر اللغة الإعلامية الجديدة التي يُحاول الإليزيه تسويقها.

ومن المعروف أيضًا، أن الرئيس ماكرون قد اتخذ قرارًا باستضافة لاعبي الفريق القومي على غداء في قصر الإليزيه، بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية في كأس العالم 2018، المقامة حاليًّا في روسيا.

ربما يكون هناك بعض الديماجوجية لدى رجال السياسة وصناع القرار بتهافتهم على ملاعب الكرة، ولكنها طبيعة السياسة في كل مكان، ولعلنا نشهد مزيدًا من الإثارة في الأيام المقبلة بعد المباراة النهائية لمونديال روسيا.
"