دعم إيراني مكثف للحوثيين في سبيل حلم «الهلال الشيعي»
الخميس 12/يوليو/2018 - 07:08 م

الحوثيون - أرشيفية
علي رجب
بعد إعلان الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، إحدى الميليشيات الشيعية العراقية، في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، استعداده للقتال في اليمن إلى جانب جماعة الحوثييين، وكذلك تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، باستعداده ليكون جنديًّا ومقاتلًا تحت إمرة «الحوثي»، كشفت تقارير يمنية، عن وصول مقاتلين من الحشد الشعبي، وحزب الله، وخبراء، وأسلحة إيرانية إلى صنعاء لدعم جبهات الحوثي في مواجهة الجيش اليمني وقوات التحالف العربي.

العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية في اليمن
وكشف مصدر مقرب من العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية في اليمن، في تصريحات صحيفة «وصول خبراء إيرانيين وأسلحة إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرات الأمم المتحدة لدعم ومساندة ميليشيا الحوثي الإيرانية بعد الهزائم التي تكبدها الحوثيون في جبهة الساحل الغربي».
وشارك «حزب الله» في دعم جماعة «الحوثي» لوجستيًّا وعسكريًّا منذ بدء الانقلاب على الشرعية حتى اليوم، عبر تدريب عناصر الحوثي على القيام بأفعال تخريبية والوقوف بوجه السلطات المنتخبة.
وفي فبراير 2016، أكد شريط فيديو عثرت عليه القوات اليمنية الشرعية في أحد المواقع التابعة لميليشيات الحوثي بعد تحريرها، ضلوع «حزب الله» اللبناني بدعم المتمردين ومحاولة شن عمليات إرهابية داخل الأراضي السعودية.

الباحث اليمني محمود الطاهر
الهلال الشيعي
من جانبه أكد الباحث اليمني محمود الطاهر، أن وجود خبراء إيرانيين ووصول ميليشيات شيعية عراقية، وحزب الله اللبناني إلى صنعاء دعما للحوثي، يتسق تمامًا مع تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وأبو آلاء الولائي قائد ميليشيا «كتائب سيد الشهداء».
وقال «الطاهر» فى تصريح لـــ«المرجع» إن حديث حسن نصرالله كان واضحًا بإرسال مقاتلين إلي صنعاء، وهو الموقف الذي اتخذه الحشد الشعبي أيضا، وهو موقف يوضح أن معركة الحوثي في اليمن ليست معركته وحده، بل هي معركة محور إيران في المنطقة.
وأضاف الباحث اليمني، أنه قد أصبح واضحًا جدًا التحرك الإيراني من أجل تأسيس الهلال الشيعي من اليمن إلى لبنان مرورًا بالعراق.

أسامة الهيتمي الباحث في الشان الإيراني
من جانبه قال أسامة الهتيمي الباحث في الشأن الإيراني إنه ليس من المستغرب على الإطلاق وصول ميليشيات شيعية من بلاد عدة إلى اليمن، لدعم الحوثيين في معركة «الحديدة» فقد سبق وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، قبل أيام ومن مخبأ سري بأنه يتمنى أن يكون إلى جانب مقاتلي ميليشيات الحوثي في اليمن والعمل تحت قيادة عبدالملك الحوثي، وهو نفس ما أعلنته بعد أيام قليلة أيضا بعض الفصائل الشيعية المسلحة في العراق مثل ميليشيا «كتائب سيد الشهداء»، ذلك أن هؤلاء الشيعة ينطلقون في مواقفهم من اعتقاد واحد إلا وهو أن ما يقوموا به هو تمهيد لعودة الإمام الغائب، وانتصار لنظرية ولاية الفقيه التي تتبناها المرجعية الشيعية الإيرانية، التي هي قبلة أغلبية الشيعية في البلدان العربية وغير العربية».
وقال «الهتيمي» فى تصريح لــ«المرجع» إن وصول مقاتلين من الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية إلى اليمن، يؤكد أن ثمة قرار إيراني اتخذ بتكثيف الدعم المقدم للحوثيين خلال المرحلة الحالية من الحرب.
وأرجع، ذلك لسببين، الأول: هو استشعار النظام الإيراني، ومن خلال تطورات الوضع في اليمن بشكل عام والحديدة بشكل خاص، أن هزيمة الحوثيين وقدرة الجيش اليمني، والمقاومة اليمنية على إزاحة الحوثيين باتت وشيكة.
والهدف الثاني من وجهة نظر الهتيمي، هو العمل وباستمرار على امتلاك القوة التي تصور للمجتمع الدولي وخاصة مبعوث الأمم المتحدة أن الحوثيين رقم كبير في المعادلة اليمنية ومن ثم لا ينظر لهم باعتبارهم الطرف الأضعف.
واختتم الباحث في الشأن الإيراني، قائلا إنه لا يمكن غض الطرف عن علاقة هذه التحركات الأخيرة بما يجري بشأن الاتفاق النووي، إذ ترى إيران أهمية مواصلة مد وبسط نفوذها على العواصم التي سبق وأن أعلن القادة الإيرانيون مرارًا أنها تخضع لسيطرتهم ومن بينها العاصمة اليمنية صنعاء، فمثل هذا النفوذ الإيراني أحد أوراق الضغط المهمة التي لابد وأن تواصل إيران امتلاكها في لعبتها مع أمريكا والغرب عمومًا، ومن ناحية أخرى فإن إيران لا تريد أن تبدو في واجهة الأحداث في اليمن في ظل تصاعد حملات انتقادها بشأن دعم الحوثيين ومدهم بالسلاح ومن ثم فإن أذرع إيران الأخرى كان يجب أن تتحرك معوضة الغياب الإيراني المؤقت.