انطلاق معركة تحرير «الحُديدة» من الحوثيين
الأربعاء 13/يونيو/2018 - 05:11 م

معركة تحرير الحُديدة
إسلام محمد
أطلقت قوات المقاومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، صباح اليوم الأربعاء، 13 يونيو 2018، عملية عسكرية تستهدف تحرير مدينة الحديدة ذات الميناء الاستراتيجي، التي من المتوقع أن تكون أكبر معركة في الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات؛ من أجل تحرير اليمن ككل من سيطرة ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران.
وأكدت الحكومة اليمنية أنها استنفدت جميع الوسائل السلمية والسياسية لإخراج الميليشيات من الميناء، الذي يقع غرب البلاد، مشيرةً في بيانٍ لها إلى أن «تحرير ميناء الحديدة يُشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات، التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية، وتحرير الميناء يُمثل بداية السقوط للحوثيين، وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة».
وأصدر محمد علي الحوثي، القيادي بالميليشيات، صباح اليوم الأربعاء، تحذيرات إلى التحالف من مهاجمة الميناء، وقال، إن قواته استهدفت سفينة يستخدمها التحالف، مضيفًا في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن النيران اشتعلت في السفينة.
ولم تفلح محاولات مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، ونداءات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أثناء عزم التحالف والمقاومة عن بدء معركة تحرير المدينة والميناء، بزعم التأثيرات السلبية على المدنيين، وزار غريفيث أبوظبي منذ 3 أيام؛ لإثنائها عن القرار، لكن القادة الإماراتيين أبدوا تصميمًا على حسم الأمر في الحديدة، وأمهلوا مبعوث الأمم المتحدة 48 ساعة لإقناع الحوثيين بالانسحاب، وهي المهلة التي انتهت ليلة أمس، دون أي تقدم يُذْكَر؛ ما دفع التحالف لإعلان انطلاق معركة تحرير الحديدة صباح اليوم.
ونجحت المقاومة في حسم المعارك بسرعة على طريق المطار، خلال أقل من نصف ساعة، تحت غطاء جوي كثيف من التحالف العربي، بعد انهيار تحصينات الميليشيات على وقع الهجوم.
من ناحيته، اعتبر محمد عبادي الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، أن معركة تحرير الحديدة تأخرت كثيرًا؛ بسبب مخاوف التحالف من استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية، لافتًا إلى أن المقاومة المدعومة من التحالف العربي حققت تقدمًا كبيرًا في الأيام الماضية، رغم الألغام الإيرانية التي زرعتها الميليشيات بكثافة حول الحديدة، وهي قادرة على حسم الأمور عسكريًّا في أقرب وقت.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الحديدة هي مصدر تمويل الميليشيات وأهم وأخطر منطقة بالنسبة لهم، وبتحريرها سينقطع عنهم الدعم السخي المقدم من إيران، وستضعف بشدة آلة القتل والتخريب التي تستهدف الشعب اليمني ومقدراته منذ سنين.
جدير بالذكر أن ميناء الحديدة يُعدُّ ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن؛ إذ يسيطر على أكثر من 70% من واردات الدولة، ويعد المتنفس البحري الوحيد لملايين اليمنيين.