يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الساحل الغربي.. رئة الحوثيين في اليمن

الإثنين 23/أبريل/2018 - 06:58 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
يُعَدُّ الساحل الغربي لليمن من أهم المناطق الاستراتيجية التي يُجرى التنازع حولها، نظرًا لكون تلك المنطقة تحديدًا هي الرئة التي يَنْفذُ منها الحوثيون إلى العالم الخارجي، والجزء الشمالي لليمن، وقد شهد الأسبوعان الماضيان تصعيدًا كبيرًا في القتال بين المقاومة الشعبية المدعومة من التحالف العربي (تقوده المملكة العربية السعوديَّة)، والميليشيات الحوثيَّة المدعومة من إيران، بعد تكثيف التحالف عملياته العسكريَّة بالساحل الغربي المُطل على البحر الأحمر؛ بهدف قطع الدعم الإيراني الذي يأتي إلى الميليشيات بحرًا، وحصار المواقع التي يتمركزون بها في داخل البلاد.
وفي المقابل كثّف الحوثيون من هجماتهم في البحر الأحمر، واحتجزوا عددًا من السفن التي تنقل المساعدات إلى الشعب اليمني.
وأعلن محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، أمس الأوَّل، أن الحوثيين يحتجزون 19 سفينة، تحمل نحو 200 ألف طن من المشتقات النفطيَّة، قبالة ميناء الحديدة، ويفرضون عليها إتاوات تصل إلى مليون دولار عن كل سفينة مقابل إفساح المجال لها للرسو في الميناء، محذرًا من استهداف السفن وتدميرها، وهو ما سيفجر كارثة بيئية في البحر الأحمر، حال حدوثه.
وتتصدى قوات العميد طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، للميليشيات مدعومة بإسناد جوي من التحالف العربي، ما استدعى نشر الحوثيين مزيدًا من القوات على الجبهات الغربيَّة، خشية سقوطها بيد أتباع صالح، الذين حققوا تقدمًا ميدانيًّا على الأرض في عدة أماكن تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي دفع الميليشيات للتقهقر وترك بعض مواقعهم.
من جانبه أكد الباحث اليمني، محمود الطاهر، أن أفراد قوات طارق صالح كانوا يعملون ضمن قوات مكافحة الإرهاب، التابعة للحرس الجمهوري، وهي وحدات مدربة تدريبًا عاليًا على الاشتباكات واقتحام المواقع والإفلات من القصف، ويبلغ عددها عشرة آلاف مقاتل، وتتلقى دعمًا كبيرًا في الفترة الأخيرة من أجل مواجهة الميليشيات، وتحمل اسم «حراس الجمهورية»، وخلال 24 ساعة من انطلاق عملياتها ضد الحوثيين حررت القوات مناطق كثيرة، واستولت على نقاط استراتيجية مهمة، وقطعت الإمداد عن الحوثيين، ومن المقرر قريبًا أن تُعلن معركة تحرير ميناء «الحديدة» من قبضتهم.
وأضاف في تصريحاته لـ«الـمَرْجِع» أنه منذ استيلاء الحوثيين على ترسانة الأسلحة التي كانت بحوزة أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومنها الصواريخ الباليستية، وهم يطلقونها يوميًّا على المملكة العربية السعودية، بعدما حصلوا على مساعدات فنية من إيران، لأنهم لا يمتلكون خبرة في استعمال تلك الصواريخ، مشيرًا إلى أن عددًا من أتباع الرئيس السابق من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي، موجودون داخل مناطق سيطرة الحوثيين، لكنهم لا يستطيعون معارضتهم الآن خوفًا من بطش رجال الميليشيات، ويتحينون الفرصة للانقضاض عليهم عندما تتغير موازين القوى على الأرض، وهذا ما يخشى منه الحوثيون حال واصلت قوات طارق صالح التقدم داخل مناطق سيطرتهم.
"