ad a b
ad ad ad

«الاثنا عشرية».. عقيدة «البداء والتقية» عند الشيعة الإمامية

الخميس 12/يوليو/2018 - 10:15 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
تعد «الاثنا عشرية» أكبر الفرق الشيعية انتشارًا في العالم، إذ يعني لفظ «الشيعة» عند إطلاقه هذه الطائفة على وجه الخصوص، وتُطلق عليهم هذه التسمية لأنهم يتبعون اثني عشر إمامًا، ويلقبون أيضًا بـ«الإمامية» لاعتبارهم «الإمامة» من أركان الإسلام، وكذلك بـ«الجعفرية» نسبة إلى أبرز أئمتهم الفقهاء، الإمام السادس جعفر بن محمد، ويُطلِق عليهم مناوئوهم لقب «الرافضة»، وهو المسمى الذي تذكره بعض الكتب الشيعية أيضًا، رغم عدم شيوع استخدامه في أدبياتهم المعاصرة، ويفسر وصفهم بـ«الرافضة»، أنه بسبب رفضهم إمامة زيد بن علي بن الحسين، فلذلك سُموا بالرافضة، وسُمي أتباع زيد بـ«الزيدية».
«الاثنا عشرية»..
يعتقد «الجعفرية» أن مذهبهم تأسس منذ بداية الإسلام نفسه، في حين يذكر علماء السنة أن مؤسسها الحقيقي هو عبدالله بن سبأ، الملقب بـ«ابن السوداء»، الذي نشر فكرة الغلو في علي بن أبي طالب، ويُنكر الجعفرية المعاصرون وجود «ابن سبأ» من الأساس.

ومعقل الطائفة الرئيسي في إيران -التي ينص دستورها على اعتبار الجعفرية مذهبًا رسميًّا للدولة- كما تنتشر أعداد منهم في العراق وباكستان ولبنان وأفغانستان وشرق المملكة العربية السعودية، كما تُنسب إليهم أسر حاكمة عديدة عبر التاريخ كـ«الفاطميين» الذين حكموا مصر والمغرب العربي، و«البويهيين» الذين حكموا إيران والعراق، و«الصفويين» الذين كان لهم الدور الأكبر في فرض المذهب على سكان إيران وغرب أفغانستان، وارتكبوا في سبيل ذلك عددًا من المذابح ضد السكان المحليين، وتوسعت دولتهم إلى أن اصطدمت بـ«العثمانيين» في موقعة «جالديران» على الحدود الإيرانية - التركية عام 1514.

 روح الله الخميني
روح الله الخميني المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الأسبق
العقيدة الاثنا عشرية
يُقدس «الاثنا عشرية» الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وأحد عشر إمامًا من نسله، آخرهم الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري، إذ يعتقدون أنه اختبأ في سرداب سري منذ أكثر من 11 قرنًا، وأنه سيعود في آخر الزمان؛ ليملأ الأرض عدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا، في حين يعتقد أهل السنة والجماعة بعدم وجود شخصية بهذا الاسم، على اعتبار أن الإمام الحادي عشر، الحسن العسكري لم يُنجب من الأساس.

ويتبنى «الجعفرية» عقيدة «البَداء»، التي تعني أنه قد يبدو شيء لله عز وجل لم يكن عالمًا به؛ حيث أورد «محمد بن يعقوب الكُلَيني»، أحد كبار فقهاء ومحدثي الشيعة الإمامية، في كتابه «الكافي» حديثًا يقول: «ما عُبِدَ الله بشيءٍ مثل البداء»، كما يؤمنون بـ«التَّقِيَّة»، التي يعرّفها علماؤهم بأنها: «قولُ أو فعلُ غير ما تعتقد»، ويؤمنون بأنه «لا دين لمن لا تَقِيَّةَ له» بحسب كتاب «الكافي»، ويتبنون تفسيرات مختلفة للقرآن تتمحور حول قضية الإمامة.

ويزعم عدد من علمائهم تحريف المصحف، مثل محمد باقر المجلسي، الذي يقول في كتاب «مرآة العقول»: «إنّ كثيرًا من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره، ومتواترة المعنى»، ونعمة الله الجزائري، الذي يقول في كتاب «الأنوار النعمانية»: «الأخبار مستفيضة بل متواترة، وتدل بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلامًا ومادةً وإعرابًا»، وألف الإمام «حسين النوري الطبرسي» كتابًا عنوانه: «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب الأرباب»، يحشد فيه الأدلة على إثبات وقوع التحريف بالقرآن، إلا أن كثيرًا من مراجعهم المعتمدين ينكر هذا الأمر تمامًا، كـ«الصدوق القمي، وأبي القاسم الخوئي، ومحمّد حسين آل كاشف الغطاء».

ووفقًا لما ذكره روح الله الخميني المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الأسبق، في كتاب «الحكومة الإسلامية»: فإن للأئمة «مَقامًا محمودًا، ودرجةً سامية، وخلافةً تكوينيةً تخضع لولايتها وسيطرتها جميعُ ذرّات هذا الكون.. ومَقامًا لا يبلغه مَلَك مقرَّب ولا نبيّ مُرسَل» وأن «تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن»؛ لأنهم «لا يُتَصوَّر فيهم السهوَ والغفلة».

والإيمان بالإمامة هو الركن السادس الذي لا يتم إيمان المسلم -وفق اعتقاد الجعفرية- إلا به، ففي كتاب «الكافي»، أورد الإمام «الكليني» حديثًا: «ليس على ملّة الإسلام غيرُنا وغيرُ شيعتنا».

ويختلف الشيعة مع السنة في طريقة أداء العبادات، فـ«الجعفرية» لا يسجدون على حجارة من طين مدينة كربلاء العراقية، كما يصلون ثلاث مرات يوميًّا فقط، وتختلف طريقة أداء الصلاة والصيام والوضوء في بعض التفاصيل، ويفضل بعضهم الحج إلى مدينة كربلاء العراقية المقدسة لديهم، ويبيحون الزواج المؤقت المعروف بـ«زواج المتعة».

«الاثنا عشرية»..

الخلاف مع أهل السنة
منذ تأسيس التشيُّع في عهد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، والنزاعات قائمة بينهم وبين جمهور المسلمين، إذ يواظب «الجعفرية» على سب ولعن الخلفاء الراشدين والصحابة الذين لهم منزلة عالية لدى طائفة السنة، ما يُؤجج باستمرار العداوات بين الطرفين.

ويُؤمن أتباع المذهب الشيعي بوجود صراع بين الصحابة وآل البيت النبوي، وهو عكس ما يعتقده أهل السنة تمامًا، وينص المذهب «الجعفري» على أن الصحابة ارتدّوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، إلا بضعة أفراد، وتكن الطائفة كراهية خاصة للخليفة عمر بن الخطاب، الذي يقول عنه «الخميني» في كتاب «كشف الأسرار»: «إنّ أعماله نابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفات لآياتٍ ورد ذكرها في القرآن الكريم».


الثورة الإيرانية وولاية الفقيه
ظل الفقه الجعفري يحظر على أتباعه تأسيس دولة خاصة بهم، انتظارًا لظهور المهدي الغائب حتى يقودهم بنفسه، إلى أن جاء الفقيه الإيراني، «الخميني»، بنظرية ولاية الفقيه، التي تعني تولي أحد الفقهاء المعصومين النيابة عن المهدي حال غيبته، وعلى هذا الأساس قام بثورة في إيران عام 1979، وعَيَّنَ نفسه فقيهًا معصومًا نائبًا عن المهدي، وأسس دولة ثيوقراطية (دينية) تخضع للفقهاء الجعفريين، ومنذ ذلك الحين تأسست الكثير من المنظمات التبشيرية الجعفرية في أنحاء العالم لنشر المذهب بين الناس.

"