يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«فن الموت».. تاريخ الإخوان الدموي تحت مسمى الجهاد

الثلاثاء 10/يوليو/2018 - 08:15 م
المرجع
حور سامح
طباعة
«الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، تعد أول الشعارات التي ينادي بها الإخوان (أسسها حسن البنّا في مصر 1928)، ما يعني أن الموت أسمى أماني تلك الجماعة.

وتحت عنوان: «صناعة الموت»، كتب «البنّا» مقالًا في جريدة الإخوان عام 1934، وأعاد نشره عام 1940 بعنوان: «فن الموت»، عندما نشط التنظيم السري للجماعة؛ ليدعو البشرية إلى الموت، متناسيًا دعوة الدين الإسلامي للبشرية كلها بنشر السلام والمحبة بين الناس.

«فن الموت».. تاريخ
وفي كتابه «رسالة الجهاد»، قال «البنّا»: «إن الأمة التي تُحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهم الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة».

الموت وفق هذا الرأي ليس مقدرًا للإنسان أو مصيرًا محتومًا، وإنما هو صناعة وحرفة يتعلمها الإنسان ويُجيد قواعدها وأحكامها، وعلى هذا الأساس يدعو «البنّا» إلى تعمد الإقبال على الموت والاستعداد له والعمل على تحقيقه.

تلك الجماعة التي تدعو للموت، لم يكن غريبًا أن تنبذها المجتمعات وتصنفها «إرهابية»، فمنذ أن نشأت الجماعة، واسمها مرتبط بحوادث الاغتيالات والتفجيرات، وفيما يلي نعرض أبرز حوادث الاغتيالات والتفجيرات التي نفذها الإخوان.

«فن الموت».. تاريخ
اغتيالات إخوانية سياسية 
في صباح يوم 22 مارس عام ١٩٤٨، كان المستشار أحمد الخازندار -قاضٍ مصري- خارجًا من منزله بشارع رياض في منطقة حلوان (جنوبي القاهرة)، ليستقل القطار المتجه إلى وسط القاهرة حيث مقر المحكمة.

وكان في حوزته ملفات قضية، وتُعرف بقضية «تفجيرات سينما مترو»، والتي اتُّهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان، وما إن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بعضوي جماعة الإخوان «حسن عبدالحافظ، ومحمود زينهم» يطلقان عليه وابلًا من الرصاص.

وأصيب «الخازندار» بتسع رصاصات فسقط صريعًا، وحاول الجناة الهرب، لكن سكان حي حلوان طاردوا المجرمين، وتمكنوا من القبض عليهما.

وفي الرابع من ديسمبر من العام نفسه، اغتال عناصر من جماعة الإخوان، حكمدار العاصمة اللواء سليم زكي، أثناء مروره أمام كلية طب قصر العيني؛ حيث ألقيت عليه قنبلة من فوق سطح الكلية.
«فن الموت».. تاريخ
وفي  العام نفسه، لكن صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر، بينما كان محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر الأسبق، يسير في فناء وزارة الداخلية، متجهًا إلى مكتبه وحوله مجموعة من الضباط والجنود، تقدم شاب مرتديًا ثياب ضابط برتبة ملازم أول، وصوب مسدسه نحو ظهر الفقيد، وأطلق عليه رصاصتين فسقط مضرجًا فى دمائه، ولم تمضِ دقائق حتى فارق الحياة، وتمكن رجال البوليس وقتها من اعتقال القاتل.

وفي ذكرى المولد النبوي، تحديدًا يوم 19 نوفمبر عام 1953، اغتيل المهندس السيد فايز عبدالمطلب؛ حيث أرسلت له جماعة الإخوان صندوق حلوى بمناسبة المولد النبوي، وما إن فتح الصندوق إلا وانفجر في وجهه، إذ كان ملغمًا، ما أسفر عن مقتله هو وشقيقه، كما أن حائط الحجرة سقط على طفلة كانت تسير بالشارع فأودى بحياتها. 

ورغم أن السيد فايز، كان عضوًا بالإخوان، ولكن نتيجة الصراعات الداخلية مع القيادات، قررت الجماعة التخلص منه.
«فن الموت».. تاريخ
وفي الـ29 من يونيو 2015، خلال تحرك موكب المستشار هشام بركات، النائب العام المصري سابقًا، من أمام منزله بشارع عمار بن ياسر بمنطقة النزهة في القاهرة، تم اغتياله؛ حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف بجوار الموكب، وفارق الحياة في أعقابها.

وتمكنت وزارة الداخلية فيما بعد من القبض على عناصر الخلية الإرهابية التي استهدفت موكب المستشار هشام بركات.
«فن الموت».. تاريخ
التفجيرات 
وفي يوليو 1946 ببورسعيد، ألقى الإخوان ثلاث قنابل على حزب الوفد، ما أدى لمقتل عدد من الأشخاص، وذلك نتيجة الصراع السياسي القائم بين الإخوان والوفد وقتها، واتهام الوفد للإخوان بالخيانة وتأييد الملك.

وفي الثالث من ديسمبر عام 1946، شنت الجماعة هجومًا بالقنابل على أقسام شرطة، «الموسكي، والجمالية، والأزبكية، مصر القديمة، والسلخانة»، ولكن لم يسفر الهجوم عن خسائر في الأرواح.

وفي يوم عيد جلوس الملك فاروق على عرش مصر، تحديدًا في السادس من مايو عام 1947، انفجرت قنبلة أثناء زحام الدار بالرواد، ما أسفر عن وفاة خمسة أفراد، وإصابة العشرات، وتهدم جزء من الدار.

«فن الموت».. تاريخ
وفي ذات العام، فجّر عناصر من الجماعة، فندق «الملك جورج»، وثبت في التحقيقات أن أحد أفراد الجماعة ألقى القنبلة، وأصيب من شظاياها عدة أشخاص. 

وفي الخامس من يونيو 1948، استخدم الإخوان عربات مفخخة؛ حيث تم زرع عربية محملة بمواد متفجرة في حارة «اليهود»، وتم تكرار العملية نفسها يوم 19 يوليو 1948، وأدى التفجيران إلى مقتل 20 مواطنًا، وإصابة 61 آخرين، وانهيار 4 منازل وتصدع 9، وتبع تفجير حارة اليهود تفجيرات في عدة حواري بالقاهرة منها «شيكوريل، وبنزيون». 

وفي وسط القاهرة، بتاريخ 12 نوفمبر 1948، تم تفجير شركة الإعلانات الشرقية، ما نجم عنه هدم وتخريب في المباني، ومقتل بعض الأهالي ورجال الشرطة، وجرح عدد غير قليل من الأشخاص.

ويوم الـ13 من يناير 1949، أعدَّ الإخوان قنبلة ناسفة، وضعت في المحكمة، ولكن انفجرت الحقيبة خارج المحكمة، وأصابت 25 مواطنًا بإصابات بالغة، وكان الهدف إتلاف أدلة تدين الجماعة.

تلك الاغتيالات والتفجيرات، وغيرها الكثير من المحاولات التي لم تستطع الجماعة تنفيذها، يؤكد أن انتهاج العنف والدم لدى الجماعة جاء من خلفية ثابتة ويقين تام بأن الموت صناعة وحرفة لا بد من إتقانها من أجل أن تعيش الجماعة.
"