«داعش» يوظف هجماته وإعلامه ضد شيعة أفغانستان
تعرضت أقلية الهزارة في أفغانستان لهجمات مروعة خلال السنوات القليلة الماضية، كان أحدثها في 13 أكتوبر الجاري، إذ قُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وأصيب آخرون جراء تفجير استهدف مسجدًا للشيعة في شمال أفغانستان.
وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي المسؤولية عن الحادث الذي ضرب مسجد إمام الزمان في مدينة بل خمري بولاية بغلان شمال البلاد عبر منشور بثته وكالة أعماق على موقع التواصل الاجتماعي تليجرام.
دعاية داعش والأهداف المرجوة من خراسان
ويعتمد تنظيم "داعش" على آليات الدعاية والوسائل الإعلامية لتحقيق أهدافه في المناطق التي ينتشر بها، إذ حرصت "ولاية خراسان" المزعومة على نشر بيانات متتالية حول العملية الأخيرة كان أبرز ما جاء فيها هو عدد القتلى، ففي الوقت الذي قالت فيه وسائل الإعلام الأفغانية إن القتلى سبعة فقط، نشر "داعش" أن عدد القتلى الذين راحوا ضحية العملية بلغ 50 شخصًا.
ويسعى التنظيم بهذه الأخبار للترويج لقدراته المتزايدة حول تنفيذ هجمات كبرى تحصُد الكثير من الأرواح، إلى جانب خلق حالة من التشكيك في مصداقية البيانات الرسمية الصادرة عن حركة طالبان الحاكمة للبلاد، وبالأخص مع وجود تسريبات إخبارية حول تكتم الحركة على الأعداد الحقيقية لقتلى العمليات التي ينفذها تنظيم داعش.
كما حرص التنظيم على نشر تقارير عن أعداد هجماته المتزايدة ضد الشيعة في البلاد، ذاكرًا أنه بات يستطيع تهديد أمنهم على الرغم من التشديدات الأمنية التي تفرضها حركة طالبان الحاكمة فى البلاد على أماكن تجمعات الطائفة الشيعية، ويكشف هذا الخطاب مساعي التنظيم للتقليل من الجهود التي تبذلها الحركة لضبط الأمن وكذلك قدراتها على حماية الأقليات.
وتُمثل حماية الأقليات وتحقيق الأمن في البلاد مرتكزًا مهمًا لعلاقة حركة طالبان بالقوى الدولية الكبرى التي تتعامل معها كحامٍ لمصالحها في البلاد، فالاتفاقية الموقعة بين الحركة والولايات المتحدة الأمريكية في فبراير 2020 كان من أهم بنودها ألَّا تكون أفغانستان معسكرًا للإرهاب يهدد مصالح الغرب.
هجمات دموية ضد الأقلية الشيعية
ونفذ تنظيم داعش الكثير من العمليات ضد الأقلية الشيعية منذ وصول حركة طالبان للحكم في منتصف أغسطس 2021، ففي أبريل 2022 استهدف التنظيم مسجدًا للشيعة في مدينة مزار شريف شمال البلاد، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين.
ومن جانبها نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في 20 مايو 2023 إحصائية حول الهجمات التي نفذها داعش ضد الشيعة قبل وصول طالبان للحكم وبعدها، وجاء بها أن عدد الهجمات قبل طالبان كان 262 خلفت 399 قتيلًا و724 إصابة، ولكن بعد طالبان نفذ "داعش" نحو 283 عملية خلفت 671 قتيلًا و1214 إصابة، فيما استهدف التنظيم مدرسة دينية في أيبك، جنوب شرقي مزار شريف ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة آخرين، ويسعى داعش للترويج بفشل طالبان على إرساء الأمن وبأنه قادر على تنفيذ هجماته بغض النظر عن الإجراءات المتبعة.
وكانت طالبان حريصة منذ اليوم الأول لسلطتها الثانية على التأكيد على حماية الأقليات وعدم المساس بأمنهم وحقوقهم، وذلك عبر بيانات إعلامية بثها المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، ومن ثم فإن استهداف داعش المتكرر للشيعة يتسبب في إرباك الحركة.





