كشفتها تصريحات «حكمتيار».. خريطة النفوذ الإيراني في أفغانستان
سياسي أفغاني مخضرم لعب دورًا كبيرًا في مرحلة الحرب ضد الاتحاد السوفييتي، ثم مرحلة الصراع ضد حركة «طالبان» الأفغانية وما بعد سقوط الحركة، حذر من سيطرة وتغلغل اذرع نظام الملالى في إيران داخل أفغانستان، كما كشف وجود لوبي للحرس الثوري داخل القصر الجمهوري في كابل.
رئيس الوزراء الأفغاني السابق زعيم «الحزب الإسلامي»، قلب الدين حكمتيار، أكد أن إيران كان لها الدور الأكثر سلبية في أفغانستان منذ زمن، فهي توظّف أموالها لاستمرار الحرب فى البلاد ومنع استقرارها، مشددًا على أنها أكثر دولة أضرت بأفغانستان وشعبها، وهي التي تتلاعب بأمن أفغانستان.
وأضاف «حكمتيار» في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة منحت إيران الكثير من المصالح في أفغانستان، واصفًا هذه المنح بأنها «على طبق من ذهب».
وشدد على أن «الولايات المتحدة لم تحقق أيًّا من أهدافها في أفغانستان، بل أن إيران هي التي استفادت أكثر من أي دولة أخرى»، مضيفًا: «أصبحت خلال هذه الفترة هناك قاعدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني داخل القصر الجمهوري في كابل، وأصبح هناك دور للحكومة الإيرانية في تشكيل الحكومة الأفغانية والقوات الحكومية، ولم يكن هناك جهد عربي لدعم القوى المضادة للدور الإيراني في أفغانستان».
ووجه زعيم «الحزب الإسلامي»، انتقادات لتراجع الدول العربية عن لعب دور داخل الخريطة السياسية الأفغانية، قائلًا: «للأسف انحسر دور الدول العربية في أفغانستان، وهذا كان لصالح الدور الإيراني».
تصريحات «حكمتيار» تؤكد لعب إيران دورًا في دعم حركة طالبان الأفغانية، وكذلك وجودهم في تأثير على القرار السياسي للحكومة الأفغانية، وكذلك علاقتها بشيعة «الهزارة» شيعة أفغانستان، وتجنيد الكثير منهم في «لواء فاطميون».
وقرر «مركز استهداف الإرهاب»، الذي يتضمن عددًا من الدول العربية والأجنبية، من بينها السعودية والإمارات والبحرين والولايات المتحدة، إدراج اسم 9 أشخاص على قوائم الإرهاب، إلا أنه رغم اختلاف توجهات الإرهابيين، بين مناصب في إيران، وقيادات في حركة طالبان الأفغانية، لكن المصالح المشتركة جمعتهما، فضمت قائمة الأسماء كلًّا من محمد إبراهيم أوحدي، إسماعيل رضوي، وهما قياديان في الحرس الثوري الإيراني، وتم تعيين الإرهابيين ممثلين عن فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني؛ لمساعدتهما في تقديم الدعم المالي أو التكنولوجي وخدمات أخرى لطالبان، وفقًا لبيان موقع الخزانة الأمريكية.
ميليشيات شيعية أفغانية
كما دعمت إيران فكرة إنشاء ميليشيات شيعية أفغانية؛ لأغراض متنوعة، منها مواجهة الاحتلال السوفييتي، وعدم ترك الساحة للتنظيمات السُّنية، وأخيرًا تدريب الشيعة عسكريًّا لمواجهة التحديات المقبلة، وتعزيز موالاتهم لإيران التي تدعمهم عسكريًّا وماليًّا.
كما كان هناك تغلغل سياسي إيراني في أفغانستان؛ إذ دعمت طهران تأسيس حزب الوحدة الإسلامي، في عام 1989 أي في مرحلة ما بعد الغزو السوفييتي، ويعد الحزب السياسي الممثل للطائفة الشيعية، ويتخذ من قبيلة هزارة مصدرًا لدعمه وتأييده.
كما سعت إيران لتأسيس مراكز ثقافية لها في كل المدن الرئيسية الباكستانية والأفغانية؛ إذ أقامت 300 معهد ديني في باكستان، وخلال الفترة من 2002 و2013 أنشأت 54 جامعة مذهبية، وفي أفغانستان تم افتتاح العديد من مقار الجامعات الإيرانية في مدن: كابل وهرات ومزار شريف، مثل جامعة آزاد وجامعة المصطفى، وكذلك مدرسة «خاتم النبيين» التابعة لرجل الدين البارز آصف محسني في غرب كابل، كما مولت إيران أجهزة إعلامية في أفغانستان، مثل محطتي «تمدن» و«راه فردا».
وحول وجود «داعش» في أفغانستان، قال «حكمتيار»: «داعش لم يأتوا من العراق وسوريا، هم من أعضاء «طالبان» السابقين، وحين ظهر «داعش» في العراق انشق عدد من «طالبان» وغيّروا رايتهم إلى راية التنظيم وحدث بينهم قتال شديد».
ويري أن الحوار طريق الخروج للأزمة بين طالبان والحكومة الافغانية، مؤكدًا أنه لا يمكن إقصاء حركة طالبان عن المشهد في افغانستان، قائلًا: «الأمريكيون لم يكسبوا شيئًاً من أهدافهم، ولم يحققوها، فلم يقضوا على «الحزب الإسلامي» ولن يستطيعوا القضاء على «طالبان».
سيطرة إيرانية
يري الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية، أن إيران تسعى للسيطرة على أفغانستان، عن طريق اختراق النخبة والقصر الجمهوري في كابل، بشراء الولاءات، وعبر السيطرة على شيعة «الهزارة»، ومد علاقتها بالتنظيمات السُّنية وفي مقدمتها حركة طالبان، لتمسك بأفغانستان بفكي كماشة، هم الساسة في كابل، وحركة طالبان.
وطالب «بناية» في تصريح لـ«المرجع»، الدول العربية بلعب دور قوي في الخريطة السياسة الأفغانية، وعدم ترك الساحة لإيران؛ نظرًا لما تمثله أفغانستان من أهمية استراتيجية في مواجهة النفوذ الإيراني، وتحجيمه، عبر الضغط على طهران من أفغانستان.
ورأى الخبير في الشأن الإيراني، ضرورة التنسيق مع دول جوار أفغانستان مثل باكستان؛ لأن هذا يوحد الرؤية في مواجهة النفوذ الإيراني في أفغانستان.





