ad a b
ad ad ad

قراءة في مؤشر العمليات الإرهابية بأفريقيا خلال شهر سبتمبر 2023

الخميس 19/أكتوبر/2023 - 09:59 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

 حالة من الاضطراب سيطرت على مؤشر العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2023؛ إذ اختلفت بداية الشهر عن نهايته، حيث هبطت العمليات في بداية الشهر، بينما دقت الأيام العشرة الأخيرة نواقيس الخطر من استفحال النشاط الذي تمارسه جماعات العنف والإرهاب في ربوع القارة، خاصة حركة الشباب الصومالية التي تسعى بشتى الطرق لاستغلال انسحاب بعثة الاتحاد الإفريقي، بجانب الضربات المتفرقة التي توجهها التنظيمات الإرهابية التي تطمع في فرض سيطرتها على الساحل غربًا ودخول بعض الميليشيات المسلحة على خط المواجهة.


انخفاض نسبي


وبحسب دراسة أعدها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، سجل شهر سبتمبر 2023م في مجمله انخفاضًا نسبيًّا مقارنة بشهر أغسطس من العام ذاته بمعدل 3.1%؛ حيث وقعت 31 عملية إرهابية، أسفرت عن سقوط 757 ضحية، و120 مصابًا، واختطاف 9 آخرين، بينما بلغ عدد العمليات في شهر أغسطس 32 عملية إرهابية، خلفت وراءها 219 ضحية، وإصابة 74 شخصًا، واختطاف 55 آخرين.


وعلى الرغم من انخفاض عدد العمليات الإرهابية الشهر الماضي، فإن عدد الضحايا فاق العدد المسجل في شهر أغسطس من العام ذاته، بما يمكن التعبير عنه بانخفاض معدل العمليات مقابل تفاقم دمويتها.


وفسرت دراسة مرصد الأزهر ذلك بأن الهجمات كانت أكثر فتكًا، لا سيما الهجمات التفجيرية وأن عددًا غير قليل من تلك الهجمات استهدف تجمعات أو أماكن مزدحمة كما حدث في الصومال في الجمعة الأخيرة من الشهر عندما استهدفت حركة الشباب الإرهابية سوقًا محليًّا بولاية هير شبيلي بوسط البلاد.


وجاءت منطقة شرق إفريقيا بحسب الإحصائية في المركز الأول من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهدت بمفردها 16 حادثًا إرهابيًّا، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للعمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال الشهر، بما يعادل 51.6%، خلفت وراءها 534 من الضحايا، و88 من المصابين.


وكان للصومال النصيب الأكبر بواقع 13 عملية إرهابية، بينها خمس عمليات تفخيخ، ما أسفر عن سقوط 518 ضحية، و70 جريحًا.


أما كينيا فقد تعرضت لثلاثةعمليات إرهابية أدت إلى مقتل 16 شخصًا، وإصابة 18 آخرين.


حالة من الاستنفار


وأكدت الدراسة أن الصراع الدائر بين القوات الحكومية في الصومال وحركة الشباب الإرهابية يشهد حالة من الاستنفار؛ حيث يشتعل القتال ضد الحركة بمؤازرة ميليشيات عشائرية مسلحة، فضلًا عن دعم قوات بعثة الاتحاد الإفريقي، وتارة أخرى تخبو جذوة الصراع معها، وما يجري حاليًا لا يعدو عن كونه حربًا بين قوى غير متكافئة من ناحية التنظيم والتكتيكات والقدرة على البقاء في ساحة الحرب، فتكمن الإشكالية في افتقار الحكومة إلى آلية تنفيذ إستراتيجية الحرب الشاملة التي أعلنتها الحكومة ضد حركة تعد الأقوى والأكثر تنظيمًا في شرق إفريقيا.


بينما احتلت منطقة الساحل الإفريقي المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات وما أسفرت عنه من ضحايا؛ حيث شهدت المنطقة خلال شهر سبتمبر المنصرم، 13 هجومًا إرهابيًّا أي بما يعادل 41.9% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل 204، وإصابة 32 بجراح.


كما تعرضت مالي وحدها لسبع عمليات إرهابية أدت إلى مقتل 77، وإصابة 10، وتعرضت بوركينا فاسو لأربع عمليات أسفرت عن مقتل 6، وإصابة 10 بجراح، بينما تعرضت النيجر لعمليتين إرهابيتين أسفرتا عن مقتل 45، وإصابة 12 آخرين.


وأرجعت الدراسة ذلك إلى أن منطقة الساحل الإفريقي تشهد أزمات سياسية وتوترات أمنية متداخلة نتيجة انتشار التنظيمات المسلحة العابرة للحدود وعصابات الجريمة المنظمة، وانخراط بعض الدول في المواجهات للوصول إلى الموارد والثروات الطبيعية وفرض السيطرة والنفوذ.


وجدد المرصد تحذيره من مغبة تردي الأوضاع الأمنية، وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها بعض دول الساحل، والذي قد يطال دولًا أخرى كانت من قبل بمنأى عن التهديدات الإرهابية.


كما جاءت منطقة غرب إفريقيا في المرتبة الثالثة، حيث تعرضت لهجومين إرهابيين، أي بما يعادل 6.4% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، وقع أحدهما في نيجيريا، ما أدى إلى مقتل 10، واختطاف 9. فيما وقع الهجوم الآخر في غانا التي لم يصلها خطر الإرهاب بعمق من قبل، حيث أسفر الهجوم عن سقوط 9 من الضحايا، دون وقوع أية إصابات.


في حين تمثل غانا- ضمن مجموعة دول أخرى مطلة على خليج غينيا- حالة استثنائية على خارطة النشاط الإرهابي في المنطقة، فرغم تجاورها مع بوركينافاسو إحدى أكثر دول المنطقة تضررًا من تهديدات التنظيمات الإرهابية، لكنها لم تكن مسرحًا لعمليات إرهابية.


وفي هذا الشهر لم تشهد منطقة وسط إفريقيا وقوع أية هجمات إرهابية – فيما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام الرسمية والموثوقة، غير أن قياديًّا بتنظيم «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، لقي مصرعه أثناء عملية تمشيط قام بها الجيش الكونغولي مدعومًا بالجيش الأوغندي، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن التنظيمات المتطرفة المنتشرة في وسط القارة الإفريقية وجدت حائط صد قويًّا في وجه إجرامها.


وعلى صعيد جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر سبتمبر 913 قتيلًا و473 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 2 آخرين.


وفي منطقة شرق إفريقيا، تمكنت الحكومة الصومالية من تصفية 557 من مقاتلي حركة الشباب الإرهابية، واعتقلت 2، فيما استسلم إرهابيان طواعية لقوات الجيش، من جانبه تمكن الجيش الغيني من اعتقال 6 من عناصر الحركة الإرهابية خلال عملية أمنية بالبلاد. وفي منطقة الساحل، أسفرت جهود القوات الأمنية في "مالي" عن تصفية 6 من العناصر الإرهابية.


وتمكنت القوات البوركينية من تحييد 17 عنصرًا واعتقال 9 آخرين. وفي غرب القارة، أثمرت جهود الجيش النيجيري في مكافحة تنظيمي "بوكو حرام" و "داعش غرب إفريقيا" تحييد 179 من العناصر الإرهابية، واعتقال 456 آخرين.

"