ad a b
ad ad ad

قراءة في مؤشر العمليات الإرهابية بإفريقيا خلال نوفمبر 2022

الأحد 18/ديسمبر/2022 - 04:43 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
شهدت دول قارة إفريقيا عددًا من العمليات الإرهابية خلال شهر نوفمبر 2022، بلغت نحو 50 عملية ما بين عمليات انتحارية وتفجيرات واغتيالات، أسفرت عن مصرع 208 ضحايا، من بينهم 26 حالة إعدام، فضلًا عن إصابة 58، واختطاف 100 آخرين. 

انخفاض طفيف في عدد العمليات  

شهد شهر نوفمبر 2022، انخفاضًا طفيفًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها في أكتوبر الماضي التي بلغت 51 عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل 351، وإعدام 6، وإصابة 556 بجراح، واختطاف 27 آخرين، وذلك يعود إلى جهود القوات الحكومية في محاربة التنظيمات الإرهابية، فضلًا عن تبنيها إستراتيجيات شاملة فاعلة لصد معظم الهجمات الإرهابية وإحباطها، ما حجم عدد العمليات الإرهابية في هذا الشهر. 

وخلال نوفمبر الماضي كان لمنطقة شرق إفريقيا أكبر معدل لضحايا الإرهاب بعد أن تعرضت لـ26 عملية إرهابية، أي بما يعادل 52% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر، واستحوذ الصومال على نصيب الأسد من عدد العمليات؛ إذ هاجمته حركة الشباب الإرهابية بـ 25 عملية شملت 7 عمليات اغتيال، وهجومًا انتحاريًّا، أدت جميعها إلى مقتل 60، وإصابة 27 آخرين، فيما تعرضت كينيا لعملية إرهابية واحدة أدت إلى اختطاف 4 دون وقوع قتلى أو مصابين.

خطط مغايرة 

ويعد ذلك مؤشرًا خطيرًا إذا ما قيس ببقية المناطق، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك تراجعًا كبيرًا في عدد الوفيات المرتبطة بتلك العمليات مقارنة بشهر أكتوبر الماضي ويعود هذا لأسباب عديدة أبرزها عزم الحكومة الصومالية القضاء على حركة الشباب ومحاصرتها من كل اتجاه، فمن الناحية العسكرية تبنت الدولة الصومالية خططًا مغايرة عما ذي قبل ارتكزت محاورها على التحول من موقف الدفاع إلى الهجوم وتوجيه ضربات استباقية قبل وقوع العمليات الإرهابية.

كما صادرت السلطات الصومال جميع الأرصدة التابعة لعناصر حركة الشباب في البنوك، وعززت من علاقاتها الدولية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، كما عملت على رفع مستوى الوضع المعيشي للسكان، ما ساهم في تقليل انضمام بعض البائسين من الحياة جراء الأوضاع المعيشية الصعبة إلى حركة الشباب الإرهابية وأمثالها من التنظيمات المتطرفة.
 
حلت منطقة الساحل الإفريقي في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية وعدد الضحايا؛ إذ شهدت 12 عملية إرهابية 24% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أسفرت عن مقتل 50، وإصابة 15، واختطاف 8 آخرين، وتأتي بوركينافاسو في مقدمة دول المنطقة التي تعرضت لـ5 عمليات إرهابية خلفت 35 قتيلًا، وإصابة شخص آخر. فيما شهدت مالي 4 عمليات أدت إلى سقوط 11 ضحية، وإصابة 9 آخرين، أما النيجر فقد تعرضت لعمليتين أسفرت عن سقوط 4 ضحايا، وإصابة 5 واختطاف 8 آخرين، وتفرّدت بنين بعملية وحيدة لم تسفر عن وقوع إصابات. 

تنافس داعش والقاعدة 
 
ويتنافس كل من تنظيم "داعش" فرع الصحراء الكبرى وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم "القاعدة" على مناطق النفوذ والولاءات في منطقة الساحل والصحراء، وهذا ما أدى إلى تمدد النشاط الإرهابي إلى البلدان الساحلية التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الهجمات إلى حدّ كبير، مثل البلدان الساحلية في خليج غينيا، مع تمدد الخطر الإرهابي غرب إفريقيا جنوبًا من منطقة الساحل صوب الشريط الممتد من بنين إلى ساحل العاج، لذا يجب على دول الساحل الإفريقي وضع إستراتيجيات أكثر فاعلية، وتخصيص الموارد لوقف تدفق الهجمات التي قد تستهدف دولًا أخرى على المدى القريب. 

أما منطقة غرب إفريقيا، وهي المنطقة المعروفة بتزايد نشاط تنظيمي داعش وبوكو حرام الإرهابيين، نتيجة التنافس بينهما، فقد جاءت في المرتبة الثالثة من حيث عدد العمليات وعدد الضحايا والمصابين؛ حيث تعرضت لـ8 عمليات بنسبة 16% من عدد العمليات الإرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا وأسفرت عن سقوط 25 ضحية، وإعدام 26، وإصابة 13، واختطاف 48.

أما منطقة وسط إفريقيا، فقد جاءت في المرتبة الرابعة من حيث عدد العمليات الإرهابية وعدد الضحايا؛ حيث شهدت خلال هذا الشهر 4 عمليات إرهابية شنّها تنظيم «داعش» الإرهابي عبر فرعه في وسط إفريقيا؛ أي بما يعادل 8% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية في القارة خلال الشهر، وجاءت الكونغو الديمقراطية التي تشهد وضعًا أمنيًا خطيرًا في المقدمة من حيث أعداد الضحايا والمختطفين بعد أن شهدت سقوط 11 ضحية، واختطاف 33.

نشاط عملياتي 

بينما شهدت الكاميرون عملية إرهابية أسفرت عن اختطاف 7 دون وقوع ضحايا ولا مصابين، أما تشاد فقد سقط فيها 10 ضحايا و3 مصابين، جراء عملية إرهابية شنها تنظيم «داعش» الإرهابي عبر فرعه، في محاولة منه للبحث عن انتصار جديد وسط ركام الهزائم التي مُني بها بعد سقوط دولته المزعومة ومقتل اثنين من زعمائه، فالتنظيم يحتاج إلى ما يرفع من خلاله معنويات أتباعه، ولو كان ذلك بالقليل من العمليات، لذا كان اختيار داعش لمنطقة وسط إفريقيا الهشة أمنيًّا نابعًا من هذا الأساس، وهذا ما يؤكده النشاط العملياتي في المنطقة الذي لا يدل فقط على وجود تنظيم «داعش» الإرهابي، بل تمدده أيضًا، بعد نجاحه في تشكيل روابط وشبكة علاقات مع تنظيمات محلية باتت قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق، كتحالف القوى الديمقراطية الذي ينشط في أوغندا والكونغو.

الكلمات المفتاحية

"