ad a b
ad ad ad

الإرهاب يضرب الساحل الإفريقي مستغلًا الاضطرابات السياسية

السبت 21/أكتوبر/2023 - 07:39 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتزايد الأزمات الأمنية والسياسية في منطقة الساحل الإفريقي، وما يحيط بها من دول تأثرت بتمدد التنظيمات الإرهابية، ووسط المتغيرات المتلاحقة يفقد الآلاف من المواطنين أرواحهم، وتتراجع الاستثمارات الاقتصادية.

وتتأثر بوركينا فاسو ومالي والنيجر، إلى جانب نيجيريا بعدد كبير من الهجمات الإرهابية سنويًّا، ما يستنزف الدول ومواطنيها، وكذلك أنظمتها العسكرية، فضلًا عن الصراعات السياسية الناشئة حول ثروات المنطقة والنفوذ الدولي داخلها.

الأزمات السياسية وصراعات المنطقة

ويعد انقلاب النيجر من أحدث صور التدهور السياسي في المنطقة، ففي 26 يوليو 2023 احُتجز الرئيس المنتخب محمد بازوم، ونصب قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه قائدًا للمجلس العسكري الجديد.

ونتج عن الانقلاب صراعات وانقسامات حول أوضاع البلاد ومصالحها داخليًّا وخارجيًّا، وفي مالي تتوالى الانقلابات مؤثرة على استقرار البلاد، فيما يجد تنظيم القاعدة في هذه البيئة فرصًا مواتية لتنمية النفوذ والحشد لصفوفه، وذلك عبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية له في البلاد، إذ يعتبر فرع القاعدة بمالي أبرز فروع التنظيم في غرب إفريقيا.

القاعدة يوظف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الساحل

ويعول تنظيم القاعدة على فرع مالي كمركز للعمليات والتدريب العسكري لفرض السيطرة والنفوذ في المنطقة، كما أن صراعات الأزواد ورغبتهم في الانفصال عن مالي  جعلت البلاد بؤرة للاضطرابات المتكررة.

ومن جهته يرى أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة في تصريح لـ«المرجع» أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعمل منذ بداية العام الجاري على توسيع دائرة نفوذ تنظيم القاعدة في منطقة الساحل.

ويشير الباحث إلى أن منطقة الساحل الإفريقي تشهد اضطرابات واسعة منحت جماعات الإرهاب فرصًا أكبر لتعزيز أنشطتها بالمنطقة، إذ تتنافس التنظيمات المتطرفة على مناطق النفوذ في الساحل، وتدور أبرز المنافسات بين تنظيمي داعش والقاعدة.

تأثيرات عناصر داعش على نيجيريا

وينشط تنظيم داعش في نيجيريا مستغلًا تدهور الأوضاع، فبحسب مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023  والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني، تحتل نيجيريا المركز الثامن ضمن أكثر الدول التي خسرت ضحايا نتيجة هجمات إرهابية مدوية، إذ بلغ عدد العمليات الإرهابية بداخلها حوالي 120، ما خلف 385 قتيلًا و147 مصابًا.

بينما ذكر رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «ECOWAS»، عمر توراي في يوليو 2023 أنه خلال الستة شهور الأولى من العام الجاري وقع نحو 1800 هجوم بمنطقة غرب إفريقيا بشكل عام؛ ما أدى إلى وفاة 4593 شخصًا، منهم 2725 حالة وفاة في بوركينا فاسو، و 844 في مالي، و 77 في النيجر، و 70 في نيجيريا.

وطبقًا لمؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 تأتي بوركينا فاسو كثاني دولة على مستوى العالم من حيث خسارة الأرواح كنتيجة مباشرة للعمليات الإرهابية، إذ شهدت البلاد 310 هجوم؛ ما أدى إلى وفاة 1135 شخصًا، وإصابة 496 آخرين، فيما جاءت مالي في المرتبة الرابعة، إذ مُنيت بـ 272 هجومًا أسفر عن 944 حالة وفاة و376 مصابًا.

"