طموحات «داعش» تتصاعد نحو باكستان وسط تعاون إقليمي لـ«طالبان»
السبت 06/نوفمبر/2021 - 07:04 م
نهلة عبدالمنعم
يمثل تنظيم «داعش» فرع خراسان أهمية خاصة
لخريطة التطرف الدولي تتعلق بحساسية المكان وزخم الارتباطات الزمنية لمجموعة
المصالح المتشابكة بالمنطقة، وبالتالي فأن مستقبل المتطرفين بتلك الولاية المزعومة
يتوقف على أطروحات متعددة حول قدرة الأنظمة على امتصاص الأزمات الناشئة وسط أولوية
الحفاظ على الأمن والمكاسب الاقتصادية والسياسية المرجو تحقيقها.
تتعدد الروايات السياسية حول طموحات «داعش» كجماعة إرهابية ذات طابع دولي تجاه التوسع في المنطقة وتأسيس إمبراطورية كبرى استغلالًا للاضطراب الأمني بأفغانستان، ثم التوسع نحو باكستان كهدف مرحلي قبل الانتشار الآسيوي، ويضمن ذلك بدوره منافسة شرسة بين عناصر داعش ومؤسسي تنظيم القاعدة لحماية معقلهم الجغرافي الأساسي.
طموحات «داعش» نحو باكستان
تمتلك باكستان حدودًا مشتركة مع أفغانستان، التي تحتضن عناصر تنظيم داعش فرع خراسان، إذ استغل التنظيم الاضطرابات المتصاعدة في كابول عقب الانسحاب العسكري للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من البلاد لمضاعفة أنشطته بالمنطقة منفذًا سلسلة من الهجمات الدامية أبرزها تفجير مطار كابول في 26 أغسطس 2021 ما أدى إلى مقتل ما لايقل عن 72 شخصًا وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تفجير مسجد للشيعة في قندهار بجنوب البلاد في أكتوبر 2021 وسقوط عشرات الضحايا.
ويطمح تنظيم «داعش» لتطوير وجوده في أفغانستان من أجل التوسع داخل حدود باكستان محاولًا النفاذ عبر الاضطرابات الأمنية الحدودية من جهة، ومن جهة أخرى مستغلًا الأبعاد المجتمعية لطبيعة المدخل الديني وارتباطاته داخل البنية المجتمعية لإسلام آباد.
نقلت وسائل الإعلام الهندية مثل (Hindustan times) وغيرها في أكتوبر 2021 عن زعماء «داعش» بخراسان تخطيطهم للانتشار نحو باكستان، وذلك لتمديد نقاط وجودهم بالخريطة الآسيوية إلى جانب الحفاظ على بؤرتهم المتصاعدة في أفغانستان عن طريق استهداف التعاون بين الحكومات المتعاقبة لأفغانستان وباكستان.
كما أن توجهات تنظيم داعش للتوسع في باكستان يشمل بداخله أهدافًا نحو منافسة طالبان، ومحاولة زعزعة استقرار حكمها طمعًا في إيجاد نفوذ أوسع في أفغانستان، واحتضان أكبر قدر من العناصر مضطربة الهوية بالمنطقة، عن طريق التشكيك في الرسوخ العقائدي لطالبان، وإنهاك قوتها العسكرية.
آليات التعاون بين باكستان وطالبان لمواجهة داعش
تعول الحكومة الباكستانية وغيرها من الشركاء الإقليميين على حركة طالبان كحاكم جديد لأفغانستان كي تضطلع بمهامها لمواجهة «داعش» وتكون حائط صد أول ضد توجهاته بالمنطقة، فهل ستنجح الشراكة بين إسلام آباد وطالبان في مواجهة المد الداعشي، وإلى أي مدى ستكون تلك العلاقة حاكمة لتطورات المنافسة المتطرفة بالمنطقة.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 24 أكتوبر 2021 أن هناك تعاونًا استخباريًّا بين الحكومة الباكستانية وطالبان لإيقاف خطر «داعش»، ولفتت الصحيفة إلى أن استخبارات باكستان تمد الحركة المتشددة بمعلومات وبيانات خاصة لمساعدتها في إيقاف المد الداعشي.
كما تعمل أجهزة باكستان السرية للتنصت على الاتصالات الهاتفية ورسائل الانترنت لعناصر «داعش» لتحديد هويتهم ومعاونة طالبان في استهدافهم، وبذلك تجتهد إسلام آباد محاولة تحقيق أمنها الإقليمي بالقتال تعاونًا مع الحركة الحاكمة الجديدة.
وحول ردود الفعل المختلفة تجاه تنامي «داعش» في المنطقة في ظل صعود حركة متشددة ذات بعد ديني للسيطرة على حكم كابول بعد سنوات من القتال الدولي ضدها كشريك في هجمات إرهابية كبرى، تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصصة في الشأن الآسيوي، نورهان الشيخ إن تمدد داعش بالمنطقة سيكون سببًا إستراتيجيًا في دعم دولي وإقليمي ستحصل عليه حركة طالبان.
وتشير الشيخ في تصريح لـ«المرجع» إلى أن الدول الإقليمية الكبرى بالمنطقة تعتبر «داعش» عدوها الأول والأكثر خطرًا، فروسيا لديها إستراتيجة متشددة، وخاصة ضد التنظيم الإرهابي، وكذلك الصين التي تتخوف من استمالات متطرفة تؤثر عليها، فيما تخشى إيران من العنف الطائفي الذي قد يضرب استقرارها.





