الولايات المتحدة تتنافس على دعم موزمبيق في مواجهة الإرهاب
تختبر حكومة موزمبيق أوضاعًا صعبة منذ انتشار الإرهاب على أرضها، ومن ثم تتقدم الدول الكبرى بمبادرات لمساعدتها على تجاوز أزمتها، ومن أبرز الدول الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ناقش وزير الدفاع الأمريكي، لويد اوستن مع الرئيس الموزمبيقي فيليبي جاسينتو نيوسي، سبل تدعيم النظم الدفاعية والإستراتيجيات الأمنية للبلاد؛ وذلك في إطار التعاون بين البلدين في ملف الحرب على الإرهاب.
وقال أوستن على هامش الاجتماع الذي جرى في وزارة الدفاع الأمريكية في 22 سبتمبر الماضي: إن بلاده ملتزمة بمساعدة موزمبيق في إرساء الأمن في المنطقة والقضاء على الصراعات الدائرة بها، مؤكدًا أن الإرهاب لا يزال يمثل تهديدًا لبلاده ومن ثم فإن محاربته في أي بقعة ينتشر بها عالميًّا هو أمر ضروري لاستقرار الأمن.
الإرهاب كمتغير للتعاون الدولي
يأتي الإرهاب كأحد العوامل المهمة في التعاون بين البلاد، ومع انتشار الهجمات العنيفة في موزمبيق على إثر انتشار تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة، استغلت الكثير من الدول الكبرى الأوضاع المحتدمة لتوسيع نفوذها في شرق إفريقيا.
وأعلنت اليابان العام الجاري عزمها دعم موزمبيق في ملف القضاء على الإرهاب، عبر معونات مادية وعسكرية تساعدها في تطوير منظومة الأمن الداخلي لمجابهة الهجمات العنيفة، كما تحاول الدول الكبرى كروسيا والصين تمديد نفوذهما بالمنطقة عبر الملف ذاته.
ثروات موزمبيق الجذابة
وتتميز موزمبيق بثروات طبيعية ثمينة تجعلها محط اهتمام الدول الكبرى سواء لضمها لدائرة النفوذ، أو الاستثمار بها وبالتالي معاونتها على تحقيق الأمن لضمان الاستفادة الكافية، ومن جهة أخرى تتحقق استفادة البعض عبر مجموعات متطرفة تعمل عن بعد لتنفيذ مخططات محددة.
يقول علي بكر، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، في تصريح سابق لـ«المرجع»" إنه لا يستبعد استغلال بعض الدول للجماعات الإرهابية من أجل تحقيق أهدافها الاقتصادية والإستراتيجية، مستغلة ضعف القدرات الأمنية والعسكرية لبعض دول المنطقة.
فيما لفت تقرير أصدرته هيئة الأمم المتحدة في 2018 إلى أن جماعة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تستثمر في مناجم الفحم عالي الجودة بالصومال لصالح إيران.
وتمتلك موزمبيق احتياطيًّا ضخمًا للغاز الطبيعي بمنطقة كابو ديلجاو بشمال البلاد، وكانت شركة توتال الفرنسية تستثمر به عبر مشروعات اقتصادية بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار، ولكنها اضطرت في أبريل 2021 لتعطيل استثماراتها عقب هجمات متكررة من تنظيم داعش، ففي نوفمبر 2019 تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي استهداف شاحنة تابعة للمناجم، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وفي أكتوبر 2019 قتل التنظيم اثنين من رعايا روسيا من العاملين بحقول الغاز.
وتمتلك موزمبيق منطقة ساحلية متميزة بالشرق وبها الكثير من المنتجعات السياحية، ولكن تنظيم "داعش" يهاجم تلك المنتجعات بين الحين والآخر لبث الرعب في نفوس السائحين وتعطيل مورد اقتصادي مهم للبلاد، إلى جانب نيل تغطية إعلامية أوسع.
وفي كتاب «الإرهاب في شرق وغرب إفريقيا175 للباحث والمحاضر في السياسة والأمن بجامعة متروبوليتان البريطانية، نيك ريدلي، أشار إلى أن المعسكرات التي أسسها زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن فتحت المجال لاستقطاب الجماعات الإرهابية وتوسعها في إفريقيا.





