المساعدات الدولية لموزمبيق.. طوق نجاة في مواجهة مد «داعش»
الخميس 13/مايو/2021 - 12:07 م
نهلة عبدالمنعم
تأثرت موزمبيق أمنيًّا واقتصاديًّا بالفرع الداعشي الصاعد على أطرافها الشمالية، إذ تمكنت الجماعة الإرهابية من تنفيذ هجمات كبرى أسهمت في نزوح الملايين ومقتل الآلاف من السكان، وتهديد الاستثمارات الأجنبية.
وأدى الانتشار الإرهابي الكثيف إلى إنهاك للقوات الأمنية التي تعاني تراجعًا على مستوى التدريب العسكري والتمويل اللازم، ومن ثم ارتأت الحكومة ضرورة المعاونة الدولية للسيطرة على التنظيم وحفظ الأمن في البلاد، ومن جهتها وافقت الدول الكبرى على مساعدة موزمبيق لردع المتطرفين، فهل ستنجح الأطراف الدولية في دحر المتشددين أم ستكون بداية لفوضى طويلة بالمنطقة؟.
المساعي الدولية لحفظ الأمن في موزمبيق
تجتهد القوى الكبرى لمساعدة موزمبيق على تخطي الأزمة الإنسانية التي خلفها تنظيم «داعش» بالمنطقة الشمالية، وذلك عبر مساعدات مالية أو عسكرية لاستعادة السيطرة على الأمن، فمن جهته وافق البنك الدولي في 5 مايو 2021 على منح البلاد مائة مليون دولار لتخطي أزمة نزوح السكان جراء هجمات «داعش» المتتالية.
وصرح مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل في 6 مايو 2021 ، بأن زعماء بروكسل من المحتمل أن يرسلوا بعثة للتدريب العسكري إلي موزمبيق، استجابة لطلب الحكومة تجاه حفظ الأمن، مضيفًا أن وضع البلاد أصبح مقلقًا للشركاء الدوليين.
كما تحاول الولايات المتحدة احتواء الأوضاع عبر إجراءات بدأت بإعلان مسؤولي فرع التنظيم كعناصر إرهابية، ففي مارس 2021 أعلنت واشنطن إدراج فرعي التنظيم بموزمبيق والكونغو على لوائح الإرهاب، إلى جانب إدراج قائد التنظيم بموزمبيق أبوياسر حسن على ذات القائمة بما تشمله من عقوبات.
وتعتزم الولايات المتحدة مساعدة الحكومة في موزمبيق عسكريًّا لمواجهة انتشار عناصر تنظيم «داعش» في إقليم كابو ديلجاو بشمال البلاد، عن طريق إرسال بعثات تدريبية.
وفي هذا الشأن يقول، علي بكر الباحث في شؤوون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن تراجع القدرات التدريبية والتنظيمية لقوات الأمن في بعض دول أفريقيا يبقى السبب الرئيسي لتمدد الإرهاب بداخلها.
مضيفًا في تصريح لـ«المرجع» أن الاستمالة التي نجح فيها تنظيم داعش لمتمردي الداخل، تقتضي مواجهة أمنية مدربة على حرب العصابات والشوارع وليس المعارك النظامية، مشيرًا إلى أن توجه «داعش» لموزمبيق يخفي منافسة قوية مع تنظيم القاعدة وفروعه بالمنطقة الأفريقية.
«داعش» يعطل الاستثمارات في موزمبيق
ينتشر تنظيم «داعش» في إقليم كابو ديلجاو بشمال البلاد معطلًا للاستثمارات الكبرى في المنطقة، فمن جهتها تضررت شركة توتال الفرنسية للنفط والغاز من أعمال العنف في البلاد معلنة في فبراير 2021 خسارتها 7.2 مليار دولار خلال عام 2020، فضلًا عن خسائر أخرى للشركات الدولية العاملة بالمنطقة وأبرزها الكيانات الروسية.
ويفرض الانتشار الداعشي في المنطقة الغنية بالنفط تساؤلات حول ماهية الترابط بين الإرهابيين والمشروعات الاقتصادية للدول، إذ دأبت عناصر «داعش» على استهداف العاملين بالمشروعات النفطية ومهاجمة مركباتهم ما أدى إلى تعطيل العمل أكثر من مرة كان أخرها حين سيطر التنظيم في أبريل 2021 على مدينة بالما.
كما أن وجود «داعش» في موزمبيق يؤثر أيضًا على السياحة كمصدر دخل مهم إذ تهاجم العناصر المنتجعات السياحية في كابو ديلجاو وتطرد الموجودين بداخلها، ما يعني خلق أزمات للحكومة على أكثر من جبهة، ونتيجة للاستثمارات الأجنبية المنتشرة بالبلاد يحتمل أن يتدخل التكتل الأوروبي بمساعدة الولايات المتحدة لحماية المصالح الاقتصادية في المنطقة ما قد يفتح الباب لمنافسة دولية جديدة فى جنوب شرق أفريقيا.





