ad a b
ad ad ad

دلالات لقاء وزير خارجية طالبان والمبعوث الباكستاني في أفغانستان

الخميس 28/سبتمبر/2023 - 07:27 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تعاني الحدود الأفغانية ــ الباكستانية بصورة دائمة من أوضاع أمنية غير مستقرة، بسبب الاشتباكات المسلحة بين الحين والآخر من قبل عناصر حركة طالبان بجناحيها الأفغاني والباكستاني، وبين القوات الأمنية الباكستانية، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى سقوط عشرات الضحايا، وإغلاق المعابر الرئيسية بين البلدين، خاصة منذ وصول طالبان أفغانستان إلى السلطة في أغسطس 2021م.

ويأتي اللقاء الذي عُقد مؤخرًا بين وزير خارجية حركة طالبان أفغانستان والمبعوث الباكستاني لدى كابل، ليطرح التساؤل الأبرز وهو مدى تأثير هذا اللقاء مستقبلًا في تلك الظروف الأمنية غير المستقرة في المنطقة.

خلفيات اللقاء

التقى أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة حركة طالبان، آصف علي دوراني الممثل الخاص لباكستان في أفغانستان الجمعة 22 سبتمبر 2023م؛ لمناقشة القضايا العالقة بين كابول وإسلام أباد.

وجاء اللقاء في إطار حالة من الاضطرابات الأمنية المعقدة بين الجانبين، زادت بصورة ملحوظة خلال سبتمبر الجاري، ووصلت حد الاشتباكات المسلحة، وشارك فيها مئات العناصر من حركة طالبان أفغانستان.

وأعلنت الحكومة الباكستانية في السابع من سبتمبر الجاري أن قواتها الأمنية تصدت لهجوم واسع شنه المئات من عناصر طالبان باكستان، على الحدود الباكستانية ــ الأفغانية.

وأكدت التقارير الأمنية الباكستانية أن هؤلاء المسلحين، انطلقوا من داخل الأراضي الأفغانية تحت مرأى ومسمع من حركة طالبان أفغانستان الحاكمة.

وأوضح محمد علي، نائب حاكم منطقة شيترال الحدودية بين البلدين، أن الهجوم شارك فيه مئات المسلحين باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة جنود باكستانيين، وأن القوات الأمنية كانت تراقب تحركات المسلحين قبل ثلاثة أيام من الهجوم.

وتتهم باكستان حكومة طالبان الأفغانية، بدعم مسلحي حركة طالبان الباكستانية، منذ وصولها إلى السلطة في أغسطس 2021م، ويؤيد تلك الاتهامات تصرفات بعض قادة الحركة تجاه باكستان، والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى تكفير الحكومة الباكستانية نفسها، ففي يونيو 2022 ظهر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، في تسجيل مصور تداوله نشطاء أفغان على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيه أن الإطار السياسي الباكستاني لا يمثل نظامًا إسلاميًّا، زاعمًا أن الدين ليس مهمًّا للحكومة الباكستانية.

تفاصيل المباحثات

وفي ظل تلك الظروف المضطربة بين البلدين يأتي اللقاء كمحاولة لتهدئة الأجواء، إذ أكد الجانبان خلاله تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة المشاكل بين البلدين الجارين.

ونشر حافظ ضياء أحمد تاكال، المتحدث باسم خارجية طالبان، تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، قال فيها إن اللقاء ناقش عددًا من القضايا المشتركة على رأسها المشاكل الأمنية الحدودية، وكذلك المعابر الرئيسية بين البلدين بجانب بعض الأمور التجارية المتعلقة بعمليات الاستيراد والتصدير وتسهيل إجراءات السفر للمواطنين.

ومن جهته، طالب أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة حركة طالبان، بوقف التصريحات المعادية بين البلدين، والالتفات إلى حل المشكلات الأمنية العالقة من خلال اللجنة المشتركة.

وأعرب ممثل باكستان فى المحادثات آصف علي دوراني، عن استعداد إسلام أباد للتعاون مع كابل في العديد من القطاعات، مؤكدًا أن بلاده ستسعى لحل المشكلات المتعلقة بالمعابر الحدودية.

دلالات وتداعيات

يقول الدكتور محمد عبد الرزاق في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، إن مثل هذه اللقاءات لا تعدو كونها مسكنات مؤقتة توضع سطحيًّا على جرح عميق، لن ينتهي بسهولة أو في القريب العاجل في ظل تمسك طالبان بجناحيها الأفغاني والباكستاني بتوجهاتها وأيديولوجيتها الإقصائية، فالجانبان لا يعترفان في الأساس بمشروعية الحكومة الباكستانية، وبالتالي فإن أي حل للمشكلات العالقة بين البلدين تعتبر حلولًا مؤقتة.

وأضاف "عبد الرزاق" أن تصرفات طالبان منذ وصولها إلى السلطة في أفغانستان تؤكد تلك الرؤية، فالحركة لا تلتزم بتعهداتها مع باكستان، في إطار عدم التزامها بمخرجات اتفاق العاصمة القطرية الدوحة.

وأشار إلى أن طالبان وإن كانت تبدو موحدة في الظاهر إلا أنها منقسمة لفريقين، أحدهما يؤثر الجانب السياسي، والآخر ملتزم بالنهج الجهادي للحركة، ومن هنا فليس من المتوقع أن تكون هناك كلمة موحدة يمكن الالتزام بها في طريق التهدئة مع الجانب الباكستاني.

"