باكستان تغازل حكومة طالبان بورقة الاعتراف الدولي.. فهل تنجح؟
شهدت العلاقات بين كل من باكستان وأفغانستان حالة من التوتر بعد صعود حركة طالبان في منتصف أغسطس الماضي، خاصة على المعابر الحدودية بين الدولتين، رغم أن باكستان كانت إحدى أكبر القوى الداعمة للحركة، وأول من اعترف بنظامها عام 1996م.
علاقات تاريخية
ترتبط حركة
طالبان بباكستان منذ نشأتها في أوائل تسعينيات القرن الماضي، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي
السابق من أفغانستان، ورغم نفي باكستان دورها في تأسيس الحركة، إلا أن ظهورها بدأ في المعاهد الدينية بباكستان، والتي تُمول في الغالب من مصادر خارجية غير مصرح بها،
وظل قيادات الحركة يترددون بين باكستان وأفغانستان نظرا لارتباط الحركة الديني
والسياسي بباكستان.
وكانت باكستان
ملاذا آمنا لقيادات الحركة بعد سقوطها عام 2001، ومن بينهم الملا "أختر منصور" الذي قتل
في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2015 بإقليم بلوشستان الباكستاني، وكذا
الملا "هيبة الله اخوندزاده" الذي تواترت أنباء عن مقتله منذ عام في باكستان.
شروط باكستان
وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي"، والقائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني "أمير خان متقي"، ونائب رئيس
الوزراء فى حكومة طالبان "عبد السلام حنفي"، خلال زيارته التي أجراها الخميس 21 أكتوبر 2021م إلى
العاصمة الأفغانية كابول، أكد قريشي استعداد بلاده لتقديم المساعدات الطبية
والإنسانية اللازمة لأفغانستان.
وخلال اللقاء
أكد قريشي أنه أبلغ قيادات الحركة بالإجراءات اللازمة للاعتراف الدولي بحكومة
طالبان، منها:
تشكيل حكومة موسعة
واحترام حقوق المرأة وحاجة الفتيات للتعليم ومكافحة المنظمات الإرهابية الدولية.
وقال وزير
الخارجية الباكستاني خلال مؤتمر صحفي: "إذا أظهروا بعض التقدم بشأن هذه القضايا
فإن المجال للاعتراف سيصبح أسهل بالنسبة لهم"، مضيفا أن "البيئة تتحسن"
من أجل الاعتراف بنظام الحركة.
من جهته، علق وزير
خارجية طالبان "أمير خان متقي" في مقطع فيديو قائلا : "لدينا أمل شديد بان كل مشاكلنا
التجارية ستحل قريبا جدا وان الحدود ستفتح مجددا"، معتبرا ان اللقاء كان
"ايجابيا جدا".
ودعا نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان "عبد السلام حنفي" مجددا الى الاعتراف بالنظام، ما سيتيح رفع العقوبات والافراج عن أصول أفغانية واستئناف المساعدة الدولية التي تعتمد عليها البلاد بشدة.
وقال: "عزلة أفغانستان ليست في مصلحة أي من الأطراف. ولقد ثبت هذا الأمر
في السابق".
أزمة باكستان
رغم توافق الشروط الباكستانية للاعتراف بحكومة طالبان مع شروط الكثير من دول العالم خاصة الولايات المتحدة إلا أن هناك اتهامات أمريكية لباكستان بدعم الجماعات الإسلاموية في أفغانستان، فكثيرا ما اتهمت واشنطن أجهزة الاستخبارات الباكستانية بدعم هذه الجماعات على مدى عشرين عاما في معركتهم ضد قوات حلف شمال الأطلسي والحكومة الأفغانية السابقة التي كانت مدعومة من الغرب، وبالتالي يظل اعتراف باكستان بحكومة طالبان غير مؤثر دوليًا بشكل كبير.





