الضغوط المضادة وراء إلغاء إيران اعتماد مفتشي الوكالة الذرية
خطوة مثيرة للجدل أقدمت عليها إيران بإلغاء اعتماد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ حيث أعلن رئيس الوكالة رافائيل جروسي، أن طهران أبلغت بقرار منها إلغاء اعتماد العديد من مفتشي الوكالة الذين يقومون بتفتيش منشآت تخصيب اليورانيوم.
ودان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قرار إيران بإلغاء اعتماد مفتشي الوكالة، مشيرًا إلى أن هؤلاء المفتشين هم من بين خبراء الوكالة الأكثر خبرة، ويتمتعون بمعرفة فريدة بتقنيات التخصيب. وقد أجروا أعمال تحققٍ مهمةً في منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية بموجب ضمانات الوكالة.
ردود أفعال غاضبة
أثارت الخطوة الإيرانية ردود أفعال غاضبة دوليًّا، إذ دعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إيران إلى التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد بيان مشترك للدول الأربع ضرورة تراجع إيران عن قرارها بمنع عدد من مفتشي الأمم المتحدة من العمل في البلاد، لتمكين الوكالة من تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تمامًا.
وفي سياق ردود الأفعال الغاضبة؛ حث الاتحاد الأوروبي إيران على التراجع عن قرار بسحب اعتماد عدد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحذر من أن الخطوة الإيرانية تؤثر على قدرة الوكالة على القيام بأنشطة التحقق المتعلق بالبرنامج النووي لطهران.
وتقول السلطات الإيرانية إن القرار اتخذ في إطار الرد على سعي الدول الغربية إلى "تعكير" أجواء التعاون بينها وبين الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
واستمرارًا لردود الأفعال الداعية إيران إلى التراجع عن موقفها جدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان مشترك دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وردًا على هذه الدعوات، اعتبر الجانب الإيراني أن هذا الإجراء نوع من الرد على سعي الدول الغربية إلى "تعكير" أجواء التعاون بينها وبين الوكالة التابعة للأمم المتحدة؛ حيث جاء التحرك الإيراني ردًّا على دعوة، قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لطهران للتعاون فورًا مع الوكالة في قضايا بينها تفسير سبب وجود آثار يورانيوم عُثر عليها في مواقع غير معلنة.
ضغوط مضادة
الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، يرى في تصريحات خاصة لـ"المرجع" أن هذه الخطوة من قبل إيران باتجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعكس إصرارًا إيرانيًّا على ممارسة ضغط مضاد تستهدف به الرد على مطالبات غربية للوكالة بالكشف عن آثار يورانيوم في موقعين نوويين، وهو ما يعني أحد احتمالين إما أن إيران تريد تمرير تلك القضية التي يمكن أن تفضح تطويرًا نوويًّا غير معلن وإما أنها تريد إيهام الغرب بهذا التطوير بما يدفع الغرب للعودة للاتفاق النووي كأحد أهم آليات الحد من هذا التطوير.
ويتابع الباحث في الشأن الإيراني، ان ذلك يؤكد أن إيران اتخذت هذه الخطوة رغم إدراكها مدى أهمية علاقتها مع الوكالة كونها هي من تقدم التطمينات اللازمة بأن برنامجها يستخدم لأغراض سلمية الأمر الذي يعني أن غياب الوكالة ومفتشيها سيوتر العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي.
وعن أبرز التداعيات التي يمكن أن تلحق بإيران جراء هذه الخطوة، يرى "الهتيمي" أن تلك التداعيات تتمثل في التقييم السلبي لتقارير الوكالة حول التعاون الإيراني معها، فضلًا عن تخلي بعض القوى الغربية عن المرونة في إعادة النظر حول العقوبات التي يفترض رفعها مع انتهاء مهلتها وفق المتفق عليه في اتفاقية العمل الشاملة المشتركة.
واختتم الباحث في الشأن الإيراني تصريحاته بالقول: أنه ربما تنظر إيران باستخفاف شديد تجاه مثل هذه التداعيات المحتملة ذلك أنها تعاني بالفعل من العقوبات الأمريكية المقررة منذ أغسطس ٢٠١٨ في إطار ما عرف وقتها بسياسة الضغوط القصوى، ومن ثم فلن يكون بقاء العقوبات الخاصة ببعض الدول من عدمه، لن يكون ذا تأثير يذكر فيما أن خطواتها يمكن أن تدفع الغرب لتحقيق هدف الاستجابة لشروطها حول استئناف العودة للاتفاق النووي.





