مصر وتركيا.. مسارات متقاطعة أحيانًا ومتوازية في أحيان أخرى

اختار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحديث عن تحسن علاقة بلاده بمصر، خلال كلمته، التي ألقاها يوم الثلاثاء 19 سبتمبر الجاري، خلال أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفيما أقر رجب طيب أردوغان بتوتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة في مرحلة ما، إلا أنه أكد العمل الجاد على تعميقها، واصفًا المرحلة الحالية التي تمر بها علاقة كل من تركيا ومصر بأنها في تنامٍ مستمر بفضل دعم المصالح المشتركة بين البلدين، حسب قوله.

علاقات متوترة

مرت العلاقات بين مصر وتركيا بتوتر شديد إثر خلافات حول العديد من ملفات المنطقة، بداية من دعم أنقرة لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وانتقالًا إلى التدخل التركي في الشأن الليبي، ثم الحرب السورية وما شاع عن تورط أنقرة في مساعدة المتطرفين في سوريا.

ومع تقارب وجهات نظر عرفتها المنطقة في أكثر من ملف، حدثت بوادر تقارب بين القاهرة وأنقرة انتهت بلقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 10 سبتمبر الجاري، على هامش قمة مجموعة العشرين التي أقيمت بالعاصمة الهندية نيودلهي، في لقاء اعتبره مراقبون "خطوة نحو تحسن العلاقات".

بداية التقارب

بدأ التقارب الفعلي بين مصر وتركيا منذ لحظة مصافحة رئيسي البلدين في 20 نوفمبر 2022، خلال افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في قطر، فيما اتفق البلدان في مايو 2022 على تبادل السفراء، بعد عملية سحب السفراء اعتراضًا من القاهرة على سياسات تركيا الداعمة لجماعة الإخوان.

وفي سياق التقارب زار وزير الخارجية المصري سامح شكري تركيا عقب زلزال مدمر وقع في فبراير الماضي، وفي هذا الزخم أعلنت كل من القاهرة وأنقرة تبادل السفراء في يوليو 2023، تأكيدًا على مواصلة التحسن الذي بدأ قبل عام.

السيناريو الحذر

في هذا السياق، انتهت مايسة خليل حسن الباحثة في فلسفة العلوم السياسية، في دراسة لها بعنوان "العلاقات المصرية – التركية 2014 – 2023: المحددات والأبعاد"، إلى إنه من غير المحتمل أن تتمكن  كل من تركيا ومصر من معالجة خلافاتهما بوتيرة سريعة وتتحسن إلى ما يمكن أن تعود عليه في سابق عهدها، بالرغم من إدراك الطرفين بأن المصلحة في التعاون الجدي.

وتابعت الباحثة إنه الطبيعي أن تمر العلاقات بين مصر وتركيا بمسارات متقاطعة أحيانًا ومتوازية في أحيان أخرى، وهو ما يعرف بـ"السيناريو الحذر"، مرجحة أن يتحكم الوقت والظروف والأوضاع الداخلية والخارجية لمصر وتركيا في طبيعة تفاعلات تلك المسارات وانعكاساتها على تحسن العلاقات بين البلدين.