القوات اليمنية تقطع خطوط تهريب السلاح على الحوثيين في باب المندب
تواصل القوات اليمنية حملتها الأمنية لتأمين الشريط الساحلي في مديرية باب المندب غربي محافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء، والتي تستهدف قطع خطوط تهريب السلاح والمخدرات والبشر إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي تسعى إلى استغلال تلك المنطقة الاستراتيجية لزعزعة استقرار الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وبدأت الحملة منذ نحو شهر، بالتعاون مع قوات خفر السواحل، وضمت عدة مناطق متناثرة بالقرب من باب المندب، منها "العمري" و"حوزان" و"الروع" و"الخيشية" و"العبدلي" و"السميل" و"المعقر" و"الجديد" و"الكدحة"، وحتى محاذاة مديرية الوازعية غربي تعز، وأسفرت عن ضبط عدد من سماسرة التهريب، بينهم اثنان من مهربي مادة الحشيش المخدر في ساحل مديرية ذو باب المندب، كما تم نقلهم إلى الجهات المختصة، وإتلاف الكمية المضبوطة.
تأمين الساحل اليمني
من جهته، أكد قائد الحملة الأمنية غربي تعز، العميد حمدون الصبيحي، أن الهدف من تلك الخطوة هو إغلاق كافة المنافذ التي يستخدمها التهريب لتغذية ميليشيات الانقلاب بالسلاح والأفراد والأموال، وكذلك حفظ أرواح المهاجرين غير الشرعيين، وإجهاض مخططات التجارة بالبشر التي تستغل حالتهم.
وأضاف أن الساحل يشكل خط دفاع أول للجمهورية اليمنية، لذلك فإن تأمينه يعدّ أولوية قصوى.
وتأتي تلك الحملة في إطار جهود مستمرة لتطهير سواحل تعز ولحج من نشاطات التهريب، التي كانت تستغلها ميليشيات الحوثي لإدخال أسلحة وصواريخ إيرانية إلى مناطق سيطرتها.
ففي أغسطس الماضي، نفذت قوات خفر السواحل - قطاع خليج عدن حملة أمنية في مديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج، وتمكنت من ضبط 52 مهربًا، وتسليمهم للجهات المختصة.
وتعد سواحل باب المندب من أهم الممرات البحرية في العالم؛ حيث تمر عبرها نحو 4.8 مليون برميل من النفط يوميًّا، بالإضافة إلى 10% من التجارة العالمية.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد الضغط على الميليشيات الانقلابية، التي تواجه انكشافًا دوليًّا لدورها في تعطيل السلام وزعزعة الأمن في اليمن والمنطقة.
الأسلحة المهربة
وفقًا لتقارير صحفية يمنية، فإن الأسلحة التي يتم تهريبها عبر مضيق باب المندب تشمل صواريخ بالستية، وصواريخ مضادة للسفن، وأنظمة دفاع جوي، وطائرات مسيرة، وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وأسلحة كلاشنكوف وقذائف هاون وقنابل يدوية وذخائر مختلفة، وأسلحة تقليدية وغير تقليدية تستخدم في العمليات الإرهابية والقرصنة.
صراعات إقليمية ودولية في باب المندب
يقول الناشط السياسي اليمني سالم محمد: إن مضيق باب المندب يشهد صراعات إقليمية ودولية بسبب أهميته الاستراتيجية والاقتصادية، وخاصة بعد اندلاع الحرب في اليمن؛ حيث تحارب قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المتمردين الحوثيين الموالين لإيران.
وأكد في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن السعودية والولايات المتحدة يتهمون إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ عبر مضيق باب المندب، موضحًا أن المضيق يعاني ضعف الإشراف والأمن؛ حيث تنشط فيه مجموعات قرصنة وإرهابية وإجرامية، تستغل الفوضى، كما توجد فيه شبكات تهريب للمخدرات والاتجار بالبشر، تستخدم المضيق كطريق لنقل البضائع غير المشروعة.





