«الرمح الذهبي» يقوض طموحات إيران والحوثيين
منذ إطلاق التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، عملية «الرمح الذهبي» لقطع الطريق على عمليات التهريب التي تقوم بها ميليشيات الحوثي، في الساحل الغربي للبلاد، باتت الميليشيا الإرهابية في مأزق شديد؛ إذ تواجه نقصًا في الإمدادات، في الوقت الذي تزداد فيه ضربات التحالف بضراوة، ويزداد وضع الميليشيات سوءًا.
وشملت العملية السيطرة على 107 جزيرة، متناثرة في البحر الأحمر، وفق تقرير إحصائي من الجهاز المركزي للإحصاء اليمني، كانت الزوارق الإيرانية تضع فيها حمولتها من السلاح والعتاد، ليصل في النهاية إلى مقاتلي الميليشيا عبر طرق التهريب، إذ تشكّل تلك الجزر بمواقعها الاستراتيجية، أهمية قصوى من الناحية العسكرية، ولذا ركز التحالف العربي عليها.
كما تحاذي تلك المنطقة أهم خطوط نقل الطاقة العالمية، إذ تعد منطقة «باب المندب» أحد أكثر المضايق التي تمر من خلالها خطوط نقل الطاقة؛ وتعد السيطرة عليها سيطرة على إمدادات الطاقة العالمية، وتهديد للملاحة في البحر الأحمر، خاصة وقد شهدت الفترة الماضية إعتداءات متكررة من قبل الميليشيات على السفن المارة بالمنطقة.
للمزيد .. الساحل الغربي.. رئة الحوثيين في اليمن
وقد انطلقت عملية «الرمح الذهبي» في يناير 2017، وطوال الفترة الماضية واصلت قوات المقاومة تقدمها مدعومة باسناد جوي من طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في مقابل الانحسار التدريجي لسيطرة الحوثيين على طول سواحل البحر الأحمر.
وكانت الأسلحة تدخل البلاد عن طريق الجزر السبع، القريبة من ميناءي المخا وذوباب، اللذين تمت السيطرة عليهما في العملية العسكرية، وبذلك تم منع دخول الضباط الإيرانيين الذين كانوا ينفذون إلى الداخل اليمني عبر تلك المناطق.
حراس الجمهورية
وقد تلقت عملية «الرمح الذهبي» دفعة قوية بعد مقتل الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على أيدي الميليشيات، في ديسمبر الماضي، والذي كان حليفًا للحوثيين طيلة السنوات الماضية، لكن بعد مقتله انضم طارق ابن أخيه إلى معسكر الشرعية، وشكل فرقًا عسكرية بعد حصوله على دعم من دولة الإمارات المتحدة، تحت مسمى «حراس الجمهورية»، وقاتلت تحت لواء المقاومة المشتركة الموالية للشرعية.
وخلقت «حراس الجمهورية» واقعًا جديدًا على الأرض، من خلال تحقيق سلسلة متسارعة من الانتصارات في وقت قصير جدًا، حتى وصل التحالف إلى أعتاب ميناء «الحديدة» الاستراتيجي، والذي تحاول الميليشيات الحفاظ على سيطرتها عليه بمنتهى الاستماتة، إذ تشكل «الحديدة» النقطة الأخيرة على الساحل الغربي، التي بسقوطها ينتهي أي وجود للميليشيات في المنطقة بكاملها.
وكان الاعتماد على التقدم العسكري على الأرض، في مواجهة الحوثيين، على ثلاثي المقاومة وهم: «حراس الجمهورية وألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية»، وخاضت تلك القوات التي عرفت باسم «المقاومة المشتركة» معارك خاطفة وسريعة تمكنت خلالها وفي زمن قياسي من تأمين مناطق شاسعة من الساحل الغربي، بداية من مفرق المخا في الجنوب الغربي وصولًا إلى مفرق الوازعية.
وقد نجحت «الرمح الذهبي» في تطويق الميليشيات وفرض طوق أمني محكم حولها حتى أن عددًا من كبار قادة الميليشيا وعددًا من الضباط الإيرانيين الجرحى لم يستطيعوا الخروج من البلاد للعلاج بسبب هذا الحصار، ولذا كان من أهم شروط الحوثيين للإفراج عن صلاح ومدين ابني الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مؤخرًا، كان عدم تعرض الطائرة التي تقلهما للتفتيش، في محاولة واضحة لاستغلال هذه الفرصة لتهريب من تريد تهريبهم خارج البلاد.
صفقة
وقد أكد القيادي بحزب المؤتمر اليمني، أحمد المكش، أن الحوثيين نجحوا عن طريق تلك الصفقة في تهريب 18 قياديًّا حوثيًّا إرهابيًّا مطلوبين دوليًّا من ضمنهم أخو عبدالملك الحوثي، وعمه وأبناء عمومته مبينًا أنهم حاليًا في العاصمة العمانية «مسقط» وقد تم ترحيل أربعة منهم إلى إيران.
وأضاف في تصريحات لــ«المرجع» أن الميليشيات استفادت من تلك الصفقة في إخراج القادة المهمين لديها دون مساءلة أو محاسبة، وتجاوزوا طوق الحصار المفروض على الميليشيات عبر تلك الواقعة، ما يعكس عجز الميليشيات عن إحداث ثغرة في الحصار المضروب عليها.
وقد بدأ التحالف العربي في شن عملية عسكرية واسعة في 25 مارس عام 2015 لدعم الشرعية في اليمن، وإنقاذ البلاد من المخطط الإيراني للهيمنة عليها عبر وكلائها الحوثيين.





