ad a b
ad ad ad

أنصار التوحيد في بلاد الشام.. من التحالفات إلى العمل الفردي

الإثنين 09/أكتوبر/2023 - 11:24 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

منذ مطلع أغسطس الماضي عاد عدد من الفصائل الأكثر تشددًا في سوريا للظهور مرة أخرى، وسط موجة جديدة من الاحتجاجات التي طالت مناطق متفرقة شمال وشرق البلاد، والتي تُعد أبرز بؤر الصراع في سوريا منذ عام 2011م وإلى الآن.

ومن بين تلك الفصائل المتشددة فصيل "أنصار التوحيد"، الذي دخل في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش العربي السوري في أغسطس الماضي، كانت الأعنف خلال النصف الثاني من العام الجاري، فما هو ذلك الفصيل؟ وما هي خلفياته ونشاطاته ومناطق تمركزه؟.

نشأة أنصار التوحيد

ظهر فصيل "أنصار التوحيد" في قلب الصراعات العنيفة التي اشتعلت بين الفصائل السورية المسلحة في الفترة ما بين عامي 2016م و2018م، والتي شهدت معارك طاحنة بين هيئة تحرير الشام ولواء الأقصى في أرياف حماة وإدلب، والتي أدت إلى مقتل العشرات من الطرفين خاصة في المجزرة التي ارتكبها لواء الاقصى بحق أكثر من 70 عنصرًا من عناصر الفصائل المسلحة في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في فبراير 2017م.

وبعد تلك المجزرة العنيفة بعدة أيام، توصل كل من لواء الأقصى وهيئة تحرير الشام إلى هدنة كان من بين بنودها خروج لواء الأقصى باتجاه مناطق نفوذ تنظيم "داعش" في الرقة، وإطلاق سراح المختطفين من الطرفين.

وفي مارس 2018م، أعلنت مجموعة من لواء الأقصى في بلدة سرمين تشكيل فصيل مسلح جديد من قلب ذلك الصراع تحت اسم "أنصار التوحيد" وصل عدد عناصره لما يقرب من ألف عنصر من العناصر المتشددة.

اندماج وتحالف

لم يمر أكثر من شهر على إعلان الفصيل الجديد باسم انصار التوحيد، إلا وأعلن اندماجه مع تنظيم حراس الدين (أحد أبرز الفصائل السورية المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة) في تحالف جديد تحت اسم "حلف نصرة الإسلام".

وأكد البيان التأسيسي للحلف أن هدفه هو "التعاون على البر والتقوى من أجل إقامة دين الله تعالي وتطبيق الشريعة الإسلامية، ودفع العدو الصائل".

وفي نهاية 2018، انضم أنصار التوحيد إلى تحالف جديد، بمشاركة كل من تنظيم حراس الدين وجبهة أنصار الدين وجبهة أنصار الإسلام وهي فصائل موالية لتنظيم القاعدة، تحت اسم غرفة عمليات "وحرّض المؤمنين" وهدفها استهداف القوات السورية وحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد.

انتماء أنصار التوحيد

تضم غرفة وحرض المؤمنين مجموعة من الفصائل الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا وقد أكد ذلك كل من تنظيم حراس الدين وأنصار الدين في عدد من البيانات الصادرة عنهما، من بينها البيان الصادر في 17 نوفمبر 2018م والذي أكدا فيه أنهما يعملان تحت مظلة تنظيم القاعدة ومعهما تنظيم أنصار الإسلام وأنصار التوحيد.

الهدف من التحالف

كان الهدف الأساسي من إنشاء تحالف (غرفة عمليات وحرض المؤمنين)، هو الاعتراض على الاتفاق الذي توصلت إليه كل من روسيا وتركيا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب محافظة إدلب، فيما عرف باتفاق سوتشي الذي عقد في سبتمبر 2018م.

فك الارتباط

وكعادة تلك الفصائل العنقودية، لم يستمر ذلك التحالف طويلًا ففي الثالث من مايو 2020م، أعلن تنظيم أنصار التوحيد فك الارتباط بينه وبين غرفة وحرض المؤمنين. وقال في البيان الذي نشره على منابره الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي بأن أنصار التوحيد "جماعة مستقلة لا تربطها بيعة تنظيمية خارجية أو داخلية، سرية كانت أو علنية ولا ينضوي تحت أي غرفة عمليات، وأنه ليس له حلف مع أي جماعة أو فصيل، إلا في حلف قد أبرمه في السابق وأنهم في حل منه اليوم".

وشدد البيان على أن هدف أنصار التوحيد هو دفع الصائل، وأن معركته قائمة على الاستقلالية أو التنسيق مع بعض الفصائل.

"