مدينة تمبكتو التاريخية تستغيث من حصار الإرهاب
تعد تمبكتو مدينة تاريخية أثرية في شمال جمهورية مالي، لها رمزية خاصة؛ حيث إنها واحدة من مدن كبرى عدة سيطر عليها في بادئ الأمر متمردون، ليعود ويسيطر عليها مقاتلون ينتمون لجماعات إرهابية في أعقاب عام 2012، ثم انتهت في 2013 إلى سيطرة قوات فرنسية ومالية عليها.
وأطلق مسؤولون في تمبكتو استغاثة لإنقاذها من وطأة حصار تنظيم إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة منذ أسبوعين، فيما اشتكت قوات حفظ السلام الأممية من صعوبات في تنفيذ المرحلة الثانية من انسحابها من البلد الإفريقي.
ويغري الفراغ الأمني "جماعة نصرة الإسلام" والجماعات المتشددة الأخرى للسعي لجعل تمبكتو عاصمة لإمارتها المستقبلية؛ نظرًا لكبر مساحتها وأهميتها الاستراتيجية في غرب إفريقيا؛ حيث السيطرة على تمبكتو سيمكن الجماعات من التحكم في المنافذ الحدودية مع الجزائرية شمالًا وموريتانيا غربًا، إضافة إلى الحدود الشرقية مع بوركينا فاسو والنيجر.
وتعد مدينة تمبكتو ضمن المدن المدرجة على قوائم التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، وذلك بعد تحريرها من قبل القوات الفرنسية التي كانت موجودة في البلاد في حربها على الإرهاب خلال عام 2013.
وكشف رئيس مدينة تمبكتو، أن الحصار الإرهابي الذي فرضه المسلحون أدى إلى نقص المساعدات الغذائية، ما ينذر بتدهور للوضع الأمني في شمال البلاد.
وخلال عام 2022، تصاعدت العمليات الإرهابية بفضل الجماعات المحلية الموالية للتنظيمات المسلحة "داعش- القاعدة"، وذلك بعد خروج القوات الفرنسية من البلاد.
وكان قائد جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، نشر سابقًا، مقطع فيديو يعلن فيه الحرب على منطقة تمبكتو.
وقال سكان إن جماعة موالية للقاعدة تغلق الطرق المؤدية إلى تمبكتو منذ 13 أغسطس 2023، ما أدى لقطع إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية للمدينة النائية التي يقطنها زهاء 35 ألف نسمة، والتي تضرر اقتصادها بسبب سنوات من العنف.
وقرر مجلس الأمن الدولي إنهاء مهمة حفظ السلام في مالي في 30 يونيو 2023 وسحب 13 ألفا من عناصر الجيش والشرطة بحلول 31 ديسمبر 2023، وفق جدول زمني معقد وغير مسبوق.
وأفاد رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي، أنه مازال هناك وقت للتحول إلى المسار الصحيح لإنهاء المهمة في ديسمبر 2023، مؤكدًا أنه حتى الوقت الحالي تمت إعادة 1096 جنديًّا إلى بلدانهم، مضيفًا لكن ظهرت صعوبات في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الانسحاب التي انتهت الجمعة بإغلاق قاعدة رابعة هي ميناكا شمال شرق البلاد.
وأوضح القاسم، أن القافلة الأخيرة احتاجت وقتًا كبيرًا حتى تصل إلى مدينة تمبكتو؛ بسبب طبيعة المنطقة الخطرة والوضع الإنساني المتفاقم جراء السيول الشديدة، وكذلك إنذار الوضع الأمني، وذلك بعد تعرضها إلى هجومين نفذتهما عناصر إرهابية مجهولة.





