ad a b
ad ad ad

التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن.. تداعيات مرتقبة على المواجهة مع «داعش»

الأحد 03/سبتمبر/2023 - 04:20 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

في إطار المساعي العراقية لتعزيز القدرات الأمنية والدفاعية، أجرت بغداد حوارًا مع واشنطن بهدف دعم التعاون الأمني المشترك، إذ أصدرت وزارة الدفاع العراقية ونظيرتها الأمريكية بيانًا مشتركًا حول الحوار الأمني المشترك، الذي أكدا خلاله التزامهما بالتعاون الأمني واهتمامهما المشترك بالاستقرار الإقليمي.


ووفق البيان؛ ناقش وفد من جمهورية العراق، برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، ووفد أمريكي برئاسة مساعد وزير الدفاع سيليست والاندر، مجموعة من القضايا الدفاعية الثنائية وفقًا لاتفاقية الإطار الإستراتيجي الأمريكية العراقية لعام 2008، وكجزء من شراكة شاملة بزاوية 360 درجة.

مواجهة داعش

البيان المشترك الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية، أكد أن وزارة الدفاع الأمريكية رحبت خلال استقبال الوفد العراقي في واشنطن بالتنفيذ الكامل للحوار الإستراتيجي، مؤكدين أنه لا توجد قوات أمريكية لها دور قتالي في العراق، وأن جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين لا يزالون في العراق بدعوة من الحكومة للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة، وتبادل المعلومات الاستخبارية لدعم معركة العراق لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.


وأوضح البيان أن الجانبين استعرضا التحديات والفرص المشتركة للتعاون، مع التركيز على إنجازات حملة هزيمة داعش، لافتًا إلى أن حوار التعاون الأمني المشترك يعكس الشراكة الإستراتيجية الثنائية الناضجة ويبني على الأساس الذي أرسته المناقشات الثنائية السابقة، بما في ذلك الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق في يوليو 2021 ولجنة التنسيق العليا الأمريكية العراقية في فبراير 2023.


التعاون الأمني بين

دلالات التوقيت

المحلل السياسي العراقي، الدكتور أنمار الدروبي، يوضح في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أبعاد الاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن زيارة وفد من وزارة الدفاع العراقية للولايات المتحدة الأمريكية وعقد عدة لقاءات مع وزير الدفاع الأمريكي وقيادات "بنتاجون" يأتي ضمن اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي عقدت ببن الجانبين في نوفمبر عام 2008.

يضيف الخبير العراقي أن الوفد العراقي يضم شخصيات عسكرية وأمنية مهمة، فبالإضافة إلى وزير الدفاع ضم الوفد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ونائب قائد قيادة العمليات المشتركة ورئيس أركان الجيش، ومن هنا يعد المحور الأمني، والذي يتمثل في قضية مكافحة الإرهاب ومجابهة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وملاحقة باقي فلول التنظيم والقضاء عليه نهائيًّا، من أهم دوافع هذا اللقاء، وبالتالي سينعكس هذا بدوره على الحالة الأمنية بصورة ايجابية.


ويؤكد "الدروبي" أنه في حال وجود تعاون أمني واستخباري بشكل حقيقي وجدي وتحديدًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمتمثلة في وزارة الدفاع الأمريكية، فسيكون له انعكاسات إيجابية في الحرب ضد داعش والقضاء على التنظيم، الذي تلقى عدة ضربات خلال الفترة الماضية، ويمر بأوقات صعبة خلال المرحلة الحالية.


وعن دلالات توقيت الخطوة والمساعي للتعاون المشترك بين الجانبين، يقول "الدروبي" إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أسست لهذه العملية السياسية في العراق بعد إسقاط النظام في عام 2003، وتعتبر الراعية لهذه العملية السياسية بكل تفاصيلها، عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا.


ووفق المحلل السياسي العراقي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تترك العراق لقمة سائغة يعبث به الإرهابيون وفي الوقت نفسه فإن الأمريكيين في صراع منذ سنوات مع الإيرانيين على مسألة توغل النفوذ في العراق، لاسيما أن هذا التوغل جاء بسبب أخطاء السياسة الأمريكية، كما أن ثابت العباسي وزير الدفاع العراقي، تسلم مهام منصبه حديثًا مع تشكيل حكومة محمد شياع السوداني فكان من الضروري أن يزور الولايات المتحدة الأمريكية ويعقد مجموعة من اللقاءات العسكرية والأمنية.

"