ad a b
ad ad ad

الحشد العسكري الأمريكي لردع إيران.. هل يعيد حرب الناقلات؟

الأحد 03/سبتمبر/2023 - 07:28 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
تتزايد مؤشرات التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في أعقاب إرسال واشنطن قوات إضافية إلى البحر الأحمر، وذلك في محاولة لردع إيران وتحجيم سلوكها في المنطقة، وتعطيل الملاحة الدولية بحسب ما ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي ردت عليه إيران بالتهديد باحتجاز سفن أمريكية.

قوات إضافية وتهديد إيراني

وصل أكثر من 3000 جندي أمريكي إلى البحر الأحمر على متن سفينتين حربيتين، في رد فعل من جانب واشنطن عقب احتجاز إيران لناقلتين، بحسب ما أعلنته البحرية الأمريكية، وهو مايزيد الحشد العسكري الأمريكي المتزايد في الممرات المائية الخليجية المتوترة والحيوية لتجارة النفط العالمية، وهو الأمر الذي اعتبرته طهران دفع إثارة حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

ويقول الجيش الأمريكي إن إيران إما احتجزت أو حاولت السيطرة على ما يقرب من 20 سفينة ترفع علمًا دوليًّا في المنطقة خلال العامين الماضيين، وقال الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية في بيان إن البحارة ومشاة البحرية الأمريكيين دخلوا البحر الأحمر الأحد بعد عبورهم قناة السويس في تحريك معلن عنه مسبقًا.

وتأتي هذه الخطوة الأمريكية بعد أيان من إعلان واشنطن أنها سترسل مقاتلات إضافية من طرازي إف-35 وإف-16 إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد تعرض سفن شحن تجارية للاحتجاز أو المضايقة من جانب إيران في الأشهر القليلة الماضية. ويجدد الحشد العسكري الأمريكي احتمالية تكرار سيناريو 2019؛ حيث وقعت سلسلة من الهجمات على سفن في مياه الخليج الإستراتيجي في أوقات توتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي أول رد فعل إيراني على الحشد الأمريكي حذّرت إيران من أنها ستحتجز السفن الأمريكية في حالة وقوع أي "أذى" بتحريض من الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكره العميد رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني خلال مراسم إحياء يوم الصحفي الإيراني قوله: "نشكر الله أن إيران وصلت إلى مستوى من القوة والقوة يمكننا مواجهة كل عمل أمريكي وأذى، مثل الاستيلاء على السفن، والرد بالمثل بالاستيلاء على سفنهم"، بحسب وكالة أنباء فارس الحكومية.

مناوشات مرتقبة

الدكتور محمد بناية، الباحث الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، يرى في تصريحات خاصة لـ"المرجع" أن الهدف من هذه الخطوة تأكيد الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط والتلويح بردع أي تهديدات إيرانية.

ووفق "بناية" فإنه رغم تأكيد واشنطن عدم السعي للدخول في حرب مع الجمهورية الإيرانية، وأنها تريد فقط زيادة الضغط على إيران لإجبارها على التفاوض والتوقيع على اتفاق نووي جديد يشكل برنامجها الصاروخي وسلوكها في المنطقة، فإن هذه الخطوة توحي باستمرار الولايات المتحدة في التزامها بتعهداتها بشأن توفير الأمن لدول المنطقة لاسيما بعد الحديث عن خفض أعداد القوات الأمريكية بالمنطقة والتركيز على الحرب الباردة مع الصين وروسيا، وقناعة دول المنطقة بتخاذل واشنطن في ردع إيران بعد سلسلة عمليات هجومية استهدفت منشآت وناقلات نفطية في الخليج.

وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أنه في المقابل ردت إيران بتنفيذ مناورات عسكرية بحرية في جزيرة أبو موسى في رسالة واضحة للولايات المتحدة ودول الخليج بخطورة الاحتكاك مع إيران على الاستقرار في المنطقة، وبالتالي يمكن القول إن إجراء هذه المناورات إنما يعكس استمرار السياسات الإيرانية في الخليج.

ويختتم الدكتور محمد بناية تصريحاته بالقول، بأنه تأسيس على كل ما سبق فإن الفترة المقبلة لن تخلو من مناوشات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وربما محاولات استهداف ناقلات تابعة لواشنطن أو الاتخاد الأوروبي ما يهدد بعودة "حرب الناقلات"، لاسيما بعد الاستفزازات الإيرانية الأخيرة للحكومات الخليجية التي أعلنت مؤخرًا الانفتاح على الجمهورية الإيرانية.
"