حرب محتملة.. أمريكا تزيد من استعداداتها العسكرية لمواجهة تهديدات إيران
قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، الجمعة، إن وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شاناهان، وافق على نشر صواريخ باتريوت في الشرق الأوسط، في أحدث رد من جانب الولايات المتحدة على ما تراه تهديدًا متناميًا من قبل إيران.
ويأتي القرار بعد أن عجلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نشر حاملة طائرات ومجموعتها القتالية، وإرسالها قاذفات إلى الشرق الأوسط عقب دلائل رأت أنها تشير إلى احتمال استعداد إيران لشنِّ هجوم.
وكانت صحيفة الإيكونوميست، البريطانية، وصفت الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بأنه متصاعد، ويبدو أن «طبول الحرب تقرع مرة أخرى» بين البلدين.
وقالت الصحيفة، إن مجموعة مهاجمة أمريكية (حاملة طائرات) تُبث باتجاه الخليج، وتنضم إليها قاذفات بي 52، وذلك بعد تهديدات غير محددة من إيران.
ويقول جون بولتون، مستشار الأمن القومي: إن أي هجوم على أمريكا أو حلفائها «سوف يقابل بقوة لا هوادة فيها»، فيما يقول الرئيس حسن روحاني في الوقت نفسه إن إيران لن تلتزم بعد الآن بشروط الصفقة الموقعة مع أمريكا والقوى العالمية الأخرى.
وكانت إيران وافقت على فرض قيود صارمة على برنامجها النووي مقابل الإغاثة الاقتصادية، في الاتفاق الذي وقعته مع باراك أوباما في 2015، لكن تبدو إيران الآن مهيأة لاستئناف مسيرتها البطيئة والثابتة نحو القنبلة- مما يمنح الصقور الأمريكيين مثل بولتون المزيد من المظالم، بحسب إيكونوميست.
وقبل أربع سنوات فقط كانت أمريكا وإيران تسيران في طريق مختلف، بعد أن عرض باراك أوباما مد يده إذا «أزال قادة إيران قبضتهم»، وهنا التقى الجانبان؛ ما أدى إلى الصفقة النووية، وهو ما وعد بتراجع البرنامج النووي الإيراني بأكثر من عقد، وربما لكسر حلقة التهديد والتهديد المضاد التي تعطلت العلاقات منذ الثورة الإيرانية قبل 40 عامًا.
وفي سياق متصل، قالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية، اليوم، إن إيران قد تستهدف سفنًا تجارية أمريكية، بما يشمل ناقلات نفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط، في إطار التهديدات التي تمثلها طهران لمصالح الولايات المتحدة، معلنة أن قاذفات من طراز بي-52 وصلت إلى قاعدة أمريكية في قطر.
وكان الجيش الأمريكي قال إنها سيُرسل جزءًا من قوات إضافية بالشرق الأوسط، ولدى الإعلان عن الخطوة هذا الأسبوع أعلن الجيش الأمريكي إن ذلك يهدف للتصدي لما تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها «مؤشرات واضحة» على تهديد للقوات الأمريكية هناك من إيران.
ووصفت إيران المزاعم الأمريكية بوجود خطر بأنها «معلومات مخابراتية كاذبة».
وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية في مذكرة نشرت الخميس، إن احتمالات اتخاذ إيران أو وكلائها في المنطقة إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت منذ بداية مايو.
وأضافت أن تلك المصالح تشمل البنية التحتية لإنتاج النفط، بعد أن هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمرًّ منه نحو ثلث الخام المنقول بحرًا في العالم.
وقالت إدارة الملاحة «إيران ووكلاؤها قد يردون باستهداف السفن التجارية، بما يشمل ناقلات النفط، أو السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو الخليج».
وأضافت «التقارير تشير إلى جاهزية إيرانية متزايدة لتنفيذ عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية».
وتمر الملايين من براميل النفط يوميًّا عبر الممرات البحرية من الدول المنتجة في الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية.
وتزايد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أن قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قبل عام، وبدأت في إعادة فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.
وقال نائب الأميرال جيم مالوي، قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، لرويترز: إن القوات الأمريكية رفعت حالة الاستعداد على الرغم من أن جيش بلاده لا يسعى لخوض حرب مع إيران ولا يعد لذلك.
وطالبت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية السفن التي ترفع العلم الأمريكي على التواصل مع الأسطول الخامس، الذي يتولى حماية السفن التجارية في المنطقة، قبل يومين على الأقل من الإبحار عبر مضيق هرمز.
وشددت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران هذا الشهر إذ ألغت الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول بشراء نفطها؛ بهدف وقف صادرات الخام الإيراني بالكامل.
وردت إيران بتخفيف القيود عن برنامجها النووي، فيما يتعلق بمخزونات المواد النووية، لكنها ملتزمة بالحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي بالحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم.





