ad a b
ad ad ad

دور «فاجنر» في انقلاب النيجر

الخميس 03/أغسطس/2023 - 10:20 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
كشف الانقلاب العسكري في النيجر، التحركات التي تفعلها روسيا بمنطقة الساحل الإفريقي، عبر بوابة مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، والتي تقوم بتسهيل ودعم الانقلاب في البلدان الإفريقي.

جاء ذلك متسقًا مع إشادة رئيس مجموعة «فاجنر» العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين بالانقلاب العسكري في النيجر ووصفه بأنه «نبأ سار» وعرض خدمات مقاتليه لفرض النظام في ذلك البلد، ولا يزال بريجوجين يمارس أنشطته رغم تمرد، لم يكتمل، قاده ضد كبار الضباط في الجيش الروسي الشهر الماضي.

وورد في الرسالة : «ما حدث في النيجر لم يكن سوى كفاح شعب النيجر ضد مستعمريه، ضد المستعمرين الذين يحاولون فرض قواعد حياتهم عليه وعلى ظروفه وإبقائه في الحالة التي كانت عليها إفريقيا منذ مئات السنين». وكان للمتحدث في الرسالة الصوتية النبرة المميزة نفسها وطريقة تحويل الجمل للغة الروسية مثل قائد مجموعة «فاجنر» لكن «رويترز» لم تتمكن من تأكيد هويته. 

وجاء في الرسالة: «إنهم ينالون استقلالهم اليوم. ستعتمد الخطوات الباقية بلا شك على مواطني النيجر ومدى فعالية الحكم، لكن الشيء الرئيس هو أنهم تخلصوا من المستعمرين».

في السنوات الأخيرة، صارت النيجر محور الجهود الغربية لمواجهة التقدم العنيف للجهاديين في غرب إفريقيا وأيضًا النفوذ العسكري المتزايد لروسيا ومجموعة فاجنر. فقد رافق الانقلابات في الدول المجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو منذ عام 2020 ابتعاد عن الشركاء الأوروبيين، وأخيرًا صدور دعوات لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي للانسحاب.

من جهة أخرى تُعد النيجر أكبر مصدر لليورانيوم في إفريقيا، حيث تقوم الشركات الفرنسية بتعدين وتصدير غالبية خام البلاد، في حين أن هذا لن يتغير بالضرورة بعد نجاح الانقلاب، إلا أن النظام العسكري الجديد قد يطالب بدفع رسوم أعلى. وفي سيناريو أكثر تطرفًا، قد يرفض مثل هذا النظام أيضًا الشراكات الفرنسية لصالح مثيلتها مع روسيا أو الصين، مما يزيد من توجيه النيجر بعيدًا عن الغرب.

في السنوات الأخيرة، كانت النيجر في طليعة الجهود الغربية لمواجهة الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا، في ظل التأثير العسكري المتزايد للجهات الفاعلة الأخرى مثل روسيا ومجموعة فاجنر. وقد شهدت البلدان المجاورة، مثل مالي وبوركينا فاسو، انقلابات، ونأت بنفسها عن الشركاء الأوروبيين، ووجهت دعوات لسحب بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي. وعليه فإن مستقبل أمن منطقة الساحل التي تشكل مُركبًا أمنيًّا بالغ التعقيد والتشابك يبدو غير واضح المعالم في ظل تفاعلات إقليمية ودولية مرتبكة.

ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي، إنه رغم تنامي النفوذ الروسي خلال السنوات الأخيرة من خلال الوجود المكثف لمجموعة فاجنر في عدد من البلدان الإفريقية المضطربة، مثل إفريقيا الوسطى ومالي اللتين كانتا تاريخيًّا من أبرز المراكز الفرنسية في إفريقيا، فإنه من غير المتوقع أن تتخلى فرنسا كليًّا عن نفوذها الأمني الكبير في المنطقة التي أولتها أهمية كبيرة في إستراتيجياتها العسكرية خلال السنوات الماضية.

وأكد عز الدين، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن التنافس الحالي بين فرنسا والولايات المتحدة وروسيا يعكس حالة الاستقطاب الأمني الاقتصادي الإستراتيجي الدولي الحاد، حول البلدان الإفريقية الموغلة في الفقر والغنية بالموارد.

وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن يأتي التدافع من أجل النفوذ في إفريقيا مدفوعًا بالحاجات الجيواقتصادية والجيوأمنية، لتأمين مستقبل ما بعد النفط والتهيئة المسبقة لنزاعات مستقبلية محتملة.






"