ad a b
ad ad ad

صراع النفوذ.. إيران تبحث عن موطئ قدم في مالي

الإثنين 29/أغسطس/2022 - 05:26 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الإثنين 22 أغسطس الجاري، جولة أفريقية تشمل ثلاث دول هي: مالي وتنزانيا وزنجبار، بدأت الجولة بزيارة مالي، التي تعاني من عزلة دولية إثر انقلاب أغسطس 2020.

وتأتي الجولة في إطار استمرار إيران في محاولة ترسيخ نفوذها في القارة السمراء، خاصة بعدما تحولت ساحة تتصارع فيها القوى الدولية، ويبدو أن السلطات العسكرية في مالي تتجه صوب فك العزلة بتوثيق علاقاتها بدول جديدة مثل روسيا وإيران، خاصة بعدما سحبت فرنسا قواتها من مالي خلال الفترة الأخيرة.

دعوة رسمية

وفق وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، فإن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان وصل إلى العاصمة المالية باماكو، الثلاثاء، وكان في استقباله فور وصوله نظيره المالي عبدالله ديوب، حيث من المقرر أن يجتمع مع المسؤولين في هذا البلد.

ونقلت الوكالة الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني» قوله خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: إن زيارة أمير عبداللهيان إلي مالي تأتي بدعوة رسمية من نظيره في هذا البلد، مبينًا أن وفدًا سياسيًّا واقتصاديًّا يرافق وزير الخارجية في جولته الأفريقية الأولى.

واضاف كنعاني: «توسيع العلاقات بين إيران والدول الأفريقية، كان على الدوام من أولوياتنا»؛ لافتًا إلى أن الجولة الأفريقية لوزير الخارجية تشمل مالي وتنزانيا وزنجبار.

وتأتي زيارة «عبداللهيان» في ظل اتهامات من مالي لفرنسا بالفشل في مواجهة الإرهاب، حيث كشفت تقارير أن الحكومة المالية استعانت بقوات «فاغنر» الروسية بعد اتهام الجيش الفرنسي بالفشل في محاربة الإرهاب رغم مكوثه 9 سنوات بمالي؛ وهو ما فجَر أزمة بين الجانبين انتهت بانسحاب الفرنسيين.

ويبدو أن زيارة «عبداللهيان» تسعى إلى ترسيخ العلاقات، حيث انعقدت خلال الزيارة أول دورة للجنة المشتركة للتعاون المالية - الإيرانية، بحضور وزيري خارجية البلدين، فيما سبق أن اجتمع خبراء البلدين، لتحضير الملفات التي ستناقش الاتفاقيات التي ستوقع خلال الدورة، كما أن الوفد المرافق لـ«عبداللهيان» يضم عدة مسؤولي وزارات وهيئات حكومية، إضافة إلى بعض الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال.

تعاون وثيق

وأبدت «باماكو» ترحيبها بزيارة وزير الخارجية الإيراني، حيث أعرب وزير خارجية مالي عبدولاي ديوب عن ارتياح حكومة بلاده لزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عيداللهيان، وتم إجراء مباحثات بين الجانبين.

ووفقًا لبيان مشترك نشرته وزارتا الخارجية المالية والإيرانية، فإن وزير الخارجية المالي أعرب عن «تقارب في وجهات النظر» بين رئيس المجلس العسكري المالي الذي نُصّب رئيسًا انتقاليًّا للبلاد الكولونيل أسيمي جويتا، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي «بشأن مسائل أساسية وحيوية على صلة خصوصًا بالسلام والأمن والتنمية والسيادة في البلدين»، كما أشار وزير الخارجية الإيراني إلى وجود «تقارب تام» بشأن المواضيع نفسها، وأكد الوزيران نيّة بلديهما تعزيز التعاون المشترك.

وتأتي العلاقات المالية مع إيران في إطار السياسة التي تنتهجها السلطة العسكرية في «باماكو»، والتي ألغت في مايو الماضي الاتفاقات الدفاعية مع باريس وشركائها الأوروبيين، وأبدى قادة المجلس العسكري انفتاحًا على روسيا، مؤكدين استمرار مساعيهم في تنويع تحالفاتهم.

الكلمات المفتاحية

"