ad a b
ad ad ad

استراتيجية جديدة لمحاربة التنظيم.. مخرجات الاجتماع للتحالف الدولي ضد داعش

السبت 14/مايو/2022 - 03:37 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
انتهى الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، والذي انعقد الأربعاء 11 مايو 2022 في مدينة مراكش المغربية إلى وضع استراتيجية جديدة في محاربة التنظيم الإرهابي تقوم على خطة متعددة الأطراف، ونهج أكثر فاعلية، ومواكبة للتهديدات التي بات يمثلها إقليميًّا ودوليًّا، وخاصة في القارة الأفريقية.

وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن التحالف تمكن من تكثيف عمله والحد من الإرهاب خلال الفترات الماضية، وتوسيع العضوية، بما بات يمثل قوة إضافية تعكس التطور المهم للتوجه الاستراتيجي لدول التحالف، مشيرًا إلى أن بعض الجهود تحققت، ومنها تعزيز هزيمة تنظيم داعش في الشرق الأوسط، واستتباب الاستقرار في العديد من الدول، وأن هذه الجهود باتت بارزة.

وبمشاركة 79 دولة، شكل الاجتماع نقلة مهمة في التنسيق الدولي لتحديد استراتيجيات المواجهة مع الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أضحى يمثل تهديدًا جديًّا للقارة الأفريقية، وهو ما لفت إليه وزير الخارجية المغربي الذي حذر من أن تهديدات داعش لم تتراجع بعد، خاصة أن التنظيم أصبح الجماعة الأكثر فتكًا بالآلاف حول العالم، وأن أفريقيا أصبحت الهدف الأول للتنظيم بعدما شهدت العدد الأكبر من الهجمات خلال الفترة الماضية.


وأوضح بوريطة أن نسبة العنف في أفريقيا تتزايد ما بين 40 إلى 60%، فيما نزح نحو 1.4 مليون شخص داخليًّا، وأن 48% من الوفيات إثر العمليات الإرهابية وقعت في جنوب الصحراء عام 2021، حيث وصل عدد الضحايا إلى 3.461 ضحية، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية 171 مليار دولار خسارة بسبب الكيانات والعمليات الإرهابية، مشيرًا إلى وصول التنظيمات الإرهابية وداعش إلى الساحل الأطلسي وخليجي غينيا، والعديد من المناطق، بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى.

ووفق الوزير المغربي، فإن مجموع القتلى بلغ 30 ألف شخص في هجمات إرهابية في المنطقة على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية، لافتًا إلى أنه لوحظ تطور التكتيكات الإرهابية من خلال زيادة استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض كل من الاستطلاع والهجوم، وكذلك استخدام التكنولوجيات الجديدة للقيام بعمليات التمويل، مثل استعمال العملات المشفرة.

وبينما سلط مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 الضوء على تنامي التهديد في القارة، موضحًا أن 48 في المئة من إجمالي الوفيات العالمية بسبب الإرهاب السنة الماضية سُجلت فيها، وأنها أصبحت مركزًا عالميًّا للإرهاب، أعلن وزراء خارجية الدول الـ85 الأعضاء في التحالف توجيه دعم خاص لمكافحة النشاط الإرهابي المتصاعد في أفريقيا.

تأتي خطوة التحالف من خلال دعم مجموعة التركيز على أفريقيا التابعة له، والجهود الوطنية التي تبذلها الدول الأعضاء، وحذر وزراء الخارجية من دور الشركات الأمنية الخاصة، في إشارة من دون تسمية إلى نشاط مجموعة «فاغنر» الروسية، التابعة لشخصيات مقربة من الكرملين، والمتهمة بالانخراط في الصراعات وأدوار مشبوهة في الساحة الأفريقية، وهو ما تنفيه موسكو.


وأكدت واشنطن التزام التحالف الدولي القضاء التام على التنظيم، خصوصًا في سوريا والعراق، وكذلك على مستوى القارة الأفريقية والعالم ككل. 

وأوضحت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أن عمل التحالف يشمل تحرير الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في العراق وسوريا، وتحديد مناطق العالم التي قد تشكل أرضًا خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية ومعالجة الأسباب الجذرية.

وقالت نولاند، التي شاركت في الاجتماع، نيابة عن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، الذي تغيّب بسبب إصابته بفيروس كورونا، إن بلادها تبذل جهودًا بالتنسيق مع شركائها في غرب أفريقيا لمواجهة التحديات التي أسهمت في تكاثر هذه الجماعات، مؤكدة عزم واشنطن تقديم دعم يناهز 119 مليون دولار لصالح أفريقيا جنوب الصحراء، من أجل تحسين قدرات قوات النظام المدني والنظام القضائي، بهدف القبض على الإرهابيين ومقاضاتهم وإدانتهم في جميع أنحاء القارة.

وتأسس التحالف في العام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من 110 آلاف كلم مربع بين العراق وسوريا، ويضم 84 عضوًا بين دول ومنظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية، وتعتبر البنين أحدث الدول المنتمية إليه في اجتماع مراكش.

وتحتاج الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية إلى جهود دولية واسعة للتصدي للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنـظيم داعش الذي يتحرك في دول عدة من بينها النيجر ومالي وبوركينافاسو ونيجيريا والكاميرون وصولًا إلى جنوب ليبيا، كما يستغل بعض الفجوات التي تحدثها الحركات الانفصالية للتغلغل في الحواضن الاجتماعية، والانطلاق منها في تنفيذ هجوماته.
"