ad a b
ad ad ad

انقلاب النيجر.. مسلسل لا ينتهي في الدولة الحبيسة

الأربعاء 02/أغسطس/2023 - 09:45 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
نالت النيجر استقلالها من فرنسا في مطلع ستينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ شهد البلد الذي تشكل عرقية "الهوسا" نصف سكانه إضافة إلى العرب والطوارق وقبائل التوبو، أربعة انقلابات عسكرية، كان آخرها تحرك الأمن الرئاسي ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، في يوليو 2023.

وبذلك، تدخل النيجر في دائرة جديدة من عدم الاستقرار تسهم في تفاقم أزماتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية خلال الفترة المقبلة.

وظلت التركيبة الإثنية في النيجر مولدًا للأزمات السياسية في البلد المترامي الأطراف، فقد سبق للطوارق أن نظموا تمردًا في شمال الدولة عولج بمحاصصة كبيرة لمصلحة هذه الأقلية.

ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، شهدت النيجر 4 انقلابات ناجحة، ومحاولات انقلاب فاشلة، نرصد أبرزها في ما يلي:

عام 1974، شهدت النيجر أول انقلاب عسكري بعد الاستقلال، بقيادة الجنرال سيني كونتشي قائد أركان الجيش آنذاك، والذي أطاح بالرئيس ديوري هماني، كما قتل الانقلابيون زوجة الرئيس رميًا بالرصاص.

في 27 يناير 1996، أطاح انقلاب ثانٍ بأول رئيس مُنتخب ديمقراطيًّا وهو ماهاماني عثمان، بعد نحو 3 سنوات في السلطة، كما اعتُقل رئيس الوزراء هاما أمادو في الانقلاب، وجرى تنصيب إبراهيم باري مناصرة رئيسًا.

في 9 أبريل 1999، حدث الانقلاب الثالث الذي أطاح بمناصرة بعد ثلاث سنوات من الحكم، وجرى تنصيب داودا مالام وانكي رئيسًا.

في 18 فبراير 2010، شهد النيجر انقلابًا رابعًا قاده العقيد آدامو هارونا، على الرئيس تانجي مامادو. وبعد ذلك تمّ تشكيل "المجلس الأعلى لاستعادة الديمقراطية" برئاسة سالو جيبو.

وعام 2016، اعترف 4 ضباط من الجيش بالتخطيط لمحاولة انقلاب.

وفي عام 2021، أعلنت الحكومة إحباط محاولة انقلاب عسكري، قبل يومين من أداء الرئيس المنتخب محمد بازوم اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا للبلاد خلفًا للرئيس محمد يوسوف.

وتولى بازوم رئاسة النيجر في فبراير 2021، لكنّه واجه محاولة انقلاب ثانٍ في مارس 2023، خلال زيارة له إلى تركيا.

ومن جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن الصراع القائم في النيجر الآن، ليس صراعًا محليًا، وإنما هو صراع دولي من الأساس بين روسيا من جانب والتي تسعى بكل قوة محاولة إزاحة كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا من جانب آخر؛ حيث روسيا أعلنت الحرب على الوجود الأمريكي والفرنسي بالقارة السمراء في الآونة الأخير، بل وأصبحت هي الشريك البديل للدول الإفريقية، ومن الواضح أن روسيا ما زالت تحارب لتحل محل الدول الغربية داخل القارة الإفريقية؛ حيث تتزامن أحداث النيجر مع فاعليات القمة الروسية الإفريقية، والتي ستتناول ملفات الأمن الإفريقي كأولوية على أجندة القمة.

وأكدت نورهان في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن النيجر تعتمد على في اقتصادها على خام اليورانيوم، وتعد هي الدولة الأغنى في المنطقه بهذا الخام، والذي يُعد مطمعًا اقتصاديًّا كبيرًا لعديد من القوى الاقتصادية السياسية، وبعد أحداث الانقلاب في النيجر، أصبحت البلاد صيدًا سهلاً ومطمعًا أمام العديد من الباحثين عن اليورانيوم، فرغم تحذيرات جانبي الأزمة من التدخل الخارجي، إلا أن عدم الوصول إلى اتفاق واحد سيجعل البلاد تدخل في نفق مظلم لا يخلو من حرب أهلية بين داعمي الانقلاب من الحرس الرئاسي وبين داعمي الرئيس الحالي من الشعب.

وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أما عن استغلال الأخطار الجارية في دخول الجماعات الإرهابية إلى البلاد، فالنيجر كانت قاعدة للعمليات العسكرية الدولية لسنوات؛ حيث وسع المتطرفون نطاق انتشارهم في منطقة الساحل، ومن بين هؤلاء جماعة بوكو حرام في نيجيريا وتشاد المجاورتين، لكن التهديد الأكثر إلحاحًا يأتي من النشاط المتزايد في مناطق النيجر الحدودية مع مالي وبوركينا فاسو من تنظيمي داعش والقاعدة في الصحراء الكبرى، كما أن منطقة الساحل في غرب إفريقيا أصبحت واحدة من أكثر مناطق العالم التي تعاني من التطرف، وقد يمتد التهديد المتطرف للتوسع جنوبا نحو دول مثل غانا وساحل العاج.
"