ad a b
ad ad ad

الإرهاب يهدد غرب إفريقيا وسط اضطرابات سياسية وعسكرية

الثلاثاء 05/سبتمبر/2023 - 10:46 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعاني منطقة غرب إفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية في بعض دولها، ما يخلق منافسة شرسة بين المتطرفين حول مقدراتها وثرواتها، ويؤثر بدوره على الأمن والاقتصاد ونسب التحاق شباب هذه الدول بصفوف الإرهابيين، وهو ما يوطد لبيئة متطرفة تتجدد وفقًا للعوامل المواتية.

التأثيرات الدامية للإرهاب في غرب إفريقيا

يقول رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «ECOWAS»، عمر توراي: إن الستة أشهر الأولى من عام 2023 شهدت وقوع 1800 هجوم إرهابي في غرب إفريقيا، ما يدل على التأثيرات السلبية المروعة لانتشار التطرف بالمنطقة، وخلال تلك الشهور وقعت 4593 حالة وفاة جراء الهجمات الإرهابية منها 2725 في بوركينا فاسو و 844 في مالي و 77 في النيجر و 70 في نيجيريا، بالإضافة إلى هجمات عنيفة وقعت في بنين وتوغو تشكل تزايد التهديدات ضد الساحل.

التبعات الإنسانية للتطرف العنيف

وأشار رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «ECOWAS» في تصريحات في 26 يوليو 2023 إلى أن نصف مليون شخص من مواطني المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والتي تشمل 15 دولة هم من اللاجئين، إلى جانب حوالي 6.2 مليون مشرد في الداخل.

وحول تأثيرات الإرهاب على الأمن الغذائي في المنطقة لفت رئيس المفوضية إلى أن قدرات المجموعة تكفي خلال الوقت الحالي لتغطية احتياجات 30 مليون شخص، وذلك بمساعدات دولية وتعاون في هذا الصدد، ولكن مع نهاية أغسطس المقبل سيزداد عدد المحتاجين للغذاء في المنطقة إلى 42 مليون شخص بحسب التقديرات الأولية لنتائج استمرار العنف في المنطقة.

متغيرات الاضطراب الأمني ومآلات العنف

مع تزايد رقعة الإرهاب باتت منطقة غرب إفريقيا بيئة خصبة للتمرد المسلح وعصابات الجريمة المنظمة وتهريب البشر والاتجار في السلاح والمخدرات، وذلك بحسب المجموعة الاقتصادية «ECOWAS».

وطبقًا لمؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بأستراليا، نفذت الجماعات الإرهابية هجمات عنيفة في غرب إفريقيا خلال الأعوام الماضية، كان من أبرزها هجوم ولاية برنو في نيجيريا في 22 مايو 2022 والذي راح ضحيته 50 شخصًا، ونفذه تنظيم داعش الذي ضرب البلاد ذاتها بهجوم عنيف آخر في 21 مايو 2022 قتل على أثره 30 شخصًا.

وأضاف المعهد أن الاضطرابات السياسية في المنطقة أسهمت في إضعاف القدرات العسكرية والقتالية للقوات النظامية ما فتح المجال للجماعات المتطرفة لتقوية شوكتها، واكتساب القدرة على تنفيذ عمليات كبرى.

وضمن التصريحات الأخيرة لعمر تواري رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «ECOWAS»، لفت إلى تخوفه من زيادة الصراع على الحكم في المنطقة بما يشمله من اضطرابات عسكرية وسياسية جراء التناحر بين مؤسسات السلطة، وقد شهدت نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو انقلابات متكررة أسهمت في زعزعة الاستقرار.

وتعاني النيجر خلال الوقت الحالي من انقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، ما ينذر بتفاقم الأزمات في الأمنية في المنطقة، وفي تصريح لـ«المرجع» أشار الباحث في ملف الجماعات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فى القاهرة علي بكر، إلى أن أمن المنطقة تأثر بالتنافس بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة" للتمدد في المنطقة فيما أسهم التراجع العسكري في استفحال الأزمة.

"