ad a b
ad ad ad

انشقاقات «القاعدة» تعصف بالاستقرار الأمني في كينيا وسط اضطرابات حدودية

الثلاثاء 05/يناير/2021 - 11:47 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تمكنت الجماعات المتطرفة من تشكيل قواعد لها في أفريقيا، لاسيما كينيا التي تعاني اضطرابات سياسية داخلية وحدودية مهدت لاستقطاب الإرهاب، وخلقت عوامل تمدد لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، المتصارعين على تجنيد العدد الأكبر من المسلحين.

انشقاقات «القاعدة»
انشقاقات القاعدة لصالح داعش كينيا

كشف موقع «All Africa» في تقريره المنشور في 20 ديسمبر 2020 عن وجود انشقاقات مؤثرة في فرع تنظيم «القاعدة» بكينيا والصومال لصالح تنظيم «داعش»، إذ انشق عبد الفتاح أبوبكر عبدي المكنى بـموسى المهاجر عن حركة الشباب الصومالية التابعة للقاعدة، وانضم لتنظيم داعش.

وكان «المهاجر» يشغل منصب نائب رئيس جناح أيمن المكون من المسلحين الأجانب غير المنتمين للصومال، وينتشر هذا الجناح في منطقة لاكتا المتاخمة لغابة بوني في لامو بالساحل الكيني، مُحدثًا فوضى واسعة بهجمات عنيفة ينفذها بالمنطقة.

ويذكر الموقع الأفريقي أن سبب انشقاق الجناح الذي يهدد أمن كينيا عن تنظيم «القاعدة» هو خلافات حول الرواتب التي تتقاضاها العناصر الأجنبية، والتي تكون في الغالب أعلى من تلك التي يتقاضها أبناء المنطقة، ما أجج خلافًا داخليًّا، حاول التنظيم حله، ولكن عن طريق الخطأ، فمقابل المال لم يكن يُسمح لغير الصوماليين أو الكينيين بتولي مهام قيادية في هذا الإطار، ما جعل للخلافات أكثر من عامل تسببت في انشقاقات داخلية.

ويدفع موقع «All Africa» بأن الشباب الكيني المتطرف بات أقرب للانضمام إلى تنظيم «داعش» والتحول عن القاعدة التي تميز في التعامل بينهم وبين الأجانب، بيد أن هذا الانشقاق سيؤثر على الأمن بالمنطقة، ويضاعف من توتره، إذ دأبت «القاعدة» على تنفيذ هجمات بالمنطقة لمحاولة قتل المنشقين، ما نشب عنه عمليات مضادة ضاعفت من العنف.
انشقاقات «القاعدة»

الإرهاب المتصاعد في كينيا


لطالما استغل تنظيم «القاعدة» الاضطرابات السياسية بكينيا لتنفيذ هجمات عنيفة لعل أبرزها هو تفجير السفارة الأمريكية بالعاصمة نيروبي في 7 أغسطس 1998، تلك العملية التي بدأ من خلالها التنظيم استراتيجيته العابرة للقارات، ومن ضمن الحوادث الكبرى التي نفذها التنظيم في المنطقة كان تفجير 16 يناير 2019 الذي استهدف فندق دوسيت بالعاصمة الكينية، ما تسبب في سقوط ضحايا بصفوف الرعايا الأجانب.


ومن جانبه، ذكر مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 (GTI) التابع لمعهد الاقتصاد والسلام بسيدني أن مناطق الصراعات السياسية تُبقي الأرض الخصبة لنمو الجماعات المتطرفة، وتحتل كينيا على ذات المؤشر المركز 23 عالميًّا من حيث عدد الضحايا الناجمين عن العمليات الإرهابية.


وتعاني كينيا والصومال من صراع حدودي تترعرع بجغرافيته عناصر القاعدة المتمثلة بحركة الشباب الإرهابية التي انشق أبرز أجنحتها في هذه المنطقة إلى تنظيم «داعش»، ومن المرجح أن تشهد المنطقة تصعيدًا عنيفًا على خلفية النزاع بين الساسة وبين المتطرفين.

انشقاقات «القاعدة»

الإجراءات الرقابية وكينيا كحلقة تمويل


يمثل المال أهم عنصر في نمو الجماعات المتطرفة وتمددها جغرافيًّا، وهو ما تساعد عليه الإجراءات الرقابية الضعيفة، فبحسب التحقيقات الكينية على خلفية تفجيرات «القاعدة» في المجمع الفندقي دوسيت في 15 يناير 2019، ذُكر أن الهجمات تتم بمساعدة شبكة تمويل كبرى بالبلاد.


وتُسهم هذه الشبكة في تمويل عمليات «القاعدة» في أفريقيا عبر شركات تحويل الأموال، وعلى إثر ذلك قررت المحكمة إغلاق بعض فروع شركة (M Pesa) التابعة لشركة سفاري كوم لضلوع الوكيل التابع لها ويُدعى نور في شبكة «القاعدة» للتمويل الإرهابي بالقارة السمراء، وتضمنت التحقيقات القبض على موظفين بأحد البنوك ويدعى Diamond Trust .


ويعني ذلك أن استفادة تنظيم «القاعدة» من الاضطرابات السياسية بالمنطقة لم يتوقف عند التمدد الجغرافي أو حتى إتاحة الفرصة للعناصر من أجل التدريب على استهداف المصالح الأجنبية الكبرى بالمنطقة وحسب، بل وظفتها من أجل التربح المالي، وبناء شبكات للتمويل المشبوه.


المزيد.. «الشباب الصومالية» تنتهك حدود كينيا

"