انشقاقات «القاعدة» تعصف بالاستقرار الأمني في كينيا وسط اضطرابات حدودية
تمكنت الجماعات المتطرفة من تشكيل قواعد لها في أفريقيا، لاسيما كينيا التي تعاني اضطرابات سياسية داخلية وحدودية مهدت لاستقطاب الإرهاب، وخلقت عوامل تمدد لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، المتصارعين على تجنيد العدد الأكبر من المسلحين.
الإرهاب المتصاعد في كينيا
لطالما استغل تنظيم «القاعدة» الاضطرابات السياسية بكينيا لتنفيذ هجمات عنيفة لعل أبرزها هو تفجير السفارة الأمريكية بالعاصمة نيروبي في 7 أغسطس 1998، تلك العملية التي بدأ من خلالها التنظيم استراتيجيته العابرة للقارات، ومن ضمن الحوادث الكبرى التي نفذها التنظيم في المنطقة كان تفجير 16 يناير 2019 الذي استهدف فندق دوسيت بالعاصمة الكينية، ما تسبب في سقوط ضحايا بصفوف الرعايا الأجانب.
ومن جانبه، ذكر مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 (GTI) التابع لمعهد الاقتصاد والسلام بسيدني أن مناطق الصراعات السياسية تُبقي الأرض الخصبة لنمو الجماعات المتطرفة، وتحتل كينيا على ذات المؤشر المركز 23 عالميًّا من حيث عدد الضحايا الناجمين عن العمليات الإرهابية.
وتعاني كينيا والصومال من صراع حدودي تترعرع بجغرافيته عناصر القاعدة المتمثلة بحركة الشباب الإرهابية التي انشق أبرز أجنحتها في هذه المنطقة إلى تنظيم «داعش»، ومن المرجح أن تشهد المنطقة تصعيدًا عنيفًا على خلفية النزاع بين الساسة وبين المتطرفين.
الإجراءات الرقابية وكينيا كحلقة تمويل
يمثل المال أهم عنصر في نمو الجماعات المتطرفة وتمددها جغرافيًّا، وهو ما تساعد عليه الإجراءات الرقابية الضعيفة، فبحسب التحقيقات الكينية على خلفية تفجيرات «القاعدة» في المجمع الفندقي دوسيت في 15 يناير 2019، ذُكر أن الهجمات تتم بمساعدة شبكة تمويل كبرى بالبلاد.
وتُسهم هذه الشبكة في تمويل عمليات «القاعدة» في أفريقيا عبر شركات تحويل الأموال، وعلى إثر ذلك قررت المحكمة إغلاق بعض فروع شركة (M Pesa) التابعة لشركة سفاري كوم لضلوع الوكيل التابع لها ويُدعى نور في شبكة «القاعدة» للتمويل الإرهابي بالقارة السمراء، وتضمنت التحقيقات القبض على موظفين بأحد البنوك ويدعى Diamond Trust .
ويعني ذلك أن استفادة تنظيم «القاعدة» من الاضطرابات السياسية بالمنطقة لم يتوقف عند التمدد الجغرافي أو حتى إتاحة الفرصة للعناصر من أجل التدريب على استهداف المصالح الأجنبية الكبرى بالمنطقة وحسب، بل وظفتها من أجل التربح المالي، وبناء شبكات للتمويل المشبوه.
المزيد.. «الشباب الصومالية» تنتهك حدود كينيا





