توسع أنشطة «داعش» في الساحل يخلق تحديات أمنية لشمال إفريقيا
كثّف تنظيم "داعش" الإرهابي أنشطته في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى في الفترة الأخيرة، الأمر الذي خلق تحديات أمنية متعددة لمنطقة شمال إفريقيا.
ودفعت الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها جمهورية مالي بمئات اللاجئين إلى الحدود مع الجزائر، نظرًا للفراغ الأمني الذي تعانيه الأولى؛ حيث تفتقد الاستقرار السياسي، ما استغله "داعش" لتوسيع أنشطته في المثلث الحدودي مع النيجر وبوركينافاسو إلى حدود الجزائر الجنوبية.
التمركز بالساحل الإفريقي
وبالنظر إلى الضربات الموجعة التي تعرض لها التنظيم الإرهابي بالعراق وسوريا، خاصة بعد مقتل العديد من قادته البارزين، فقد استقر التنظيم على التمركز بالساحل الإفريقي الذي يعيش على وقع التشتت السياسي، لا سيما في ظلِّ عدم اكتراث الولايات المتحدة والتكتل الأوروبي بالوضعية الأمنية بهذه المنطقة الحساسة.
يقول ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن منطقة الساحل تعيش على معضلات اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية، ما جعلها فضاء خصبًا لتمركز عدد من شبكات تهريب البشر والسلاح، الأمر الذي أسهم في تعميق الهشاشة الأمنية، خاصة بعد فشل المقاربات الأوروبية في المنطقة، وهو ما دفع فرنسا إلى الانسحاب من مالي.
أرضية خصبة لداعش
وأوضح أن تنظيم داعش بمنطقة الساحل والصحراء هو امتداد لوجود داعش في سوريا والعراق، وبالتالي فالضربات الموجعة التي تلقاها بهذه المنطقة جعلته يغيّر أجندته، مشيرًا إلى أن منطقة الساحل والصحراء بمثابة أرضية خصبة لداعش، على اعتبار أنها كانت من المناطق الأولى التي تمركزت فيها الجماعات الارهابية على الصعيد العالمي، ذلك أن أول الفروع الذى نشأ في العالم هو فرع تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، وكذا حلفاؤه بالساحل والصحراء.
وتابع الباحث في الشأن الإفريقي، قائلا: إن أزمة الدول في الساحل الإفريقي ساهمت بشكل أو بآخر في اختيار تنظيم داعش منطقة الساحل، خاصة النيجر وبوركينافاسو ومالي، مبرزًا أن بوركينافاسو ومالي تعيشان على وقع الانقلابات العسكرية، بينما تعرف النيجر أزمة دولة.
وأشار إلى أن الدول المحيطة بهذا الثلاثي تعيش الوضعية الأمنية الهشة نفسها، سواء تعلق الأمر ببحيرة التشاد أو الجابون أو نيجيريا، مؤكدًا أن أزمة الدولة في تونس وليبيا ساهمت في انتشار أنشطة الجماعات الارهابية بشمال إفريقيا.





