طباخ السم يتجرعه.. جماعة «جيش العدل».. خطر يهدد نظام الملالي
هجوم
إرهابي
يأتي هذا بالتزامن
مع إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني في 8 يوليو 2023، بمهاجمة مجموعة من أربعة مسلحين
لمركز للشرطة في منطقة زاهدان عاصمة إقليم سستان وبلوخستان المضطربة بجنوب شرقي إيران،
حيث قام المهاجمون بتفجير حزامين ناسفين في مدخل مركز الشرطة، كما استخدموا
"قنابل يدوية" أيضًا في هذا الهجوم، وهو ما نجم عنه مقتل شرطيين، ومصرع
أربعة مهاجمين خلال مداهمات واشتباكات مع قوات الشرطة، وفقًا لوكالة الأنباء
الإيرانية الرسمية "إرنا".
وفي مساء اليوم 8
يوليو الجاري، قد أعلنت جماعة "جيش العدل" المسلحة، والتي تنشط بجنوب
شرقي إيران مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وأفادت بأن ذلك جاء ردًا على "قتل قوات الأمن
للمحتجين في 30 سبتمبر الماضي"، وذلك إبان الاضرابات والاحتجاجات التي اندلعت
بمنطقة زاهدان جراء مقتل الشابة الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الأخلاق
الإيرانية لعدم التزامها بقواعد لباس الحجاب الإيراني، وإبان هذه الاحتجاجات قد
كشفت منظمة العفو الدولية، أن قوات الأمن الإيراني قد قتلت ما لا يقل عن 66 شخصًا من
المحتجين.
جماعة
جيش العدل
وهذه الجماعة قد
ظهرت بهذا الاسم عام 2012، من رحم تنظيم كان يعرف باسم "جند الله" وكان
مؤسسه "عبدالمالك ريغي" ولكنه أعدمته السلطات الإيرانية عام 2010، وتنشط
على الحدود الإيرانية الباكستانية الأفغانية، وتصنفها كل من واشنطن وطهران بأنها
"جماعة إرهابية"، وتسعى هذه الجماعة التي نشطت بكثرة مؤخرًا من خلال تنفيذ
أعمال إرهابية عدة بالداخل الإيراني بين فترة وأخرى موجهة ضد عناصر نظام الملالي،
لاستعادة "دولة البلوش" التي تقول إنها انقسمت بين إيران وباكستان
وأفغانستان عام 1839، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي ألفي مقاتل.
تمييز
عنصري
وحول دلالات هذا
الهجوم، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» إن الهجوم له أساس عرقي وطائفي،
نظرًا لكونه بمدينة زاهدان وهي عاصمة إقليم بلوشستان الذي يشهد عنصرية من قبل
النظام الإيراني، لأن أغلب سكانه من أهل السنة، وهو السبب في تنامي العداء بين هذه
الأقلية والنظام الإيراني الذي حرم هذا الإقليم من أغلب حقوقه في الصحة والتعليم، فضلًا عن أن أكثر نسبة بطالة موجودة في
إيران توجد بهذا الإقليم.
وأفاد «إبراهيم
حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» بأن هذا الهجوم نتيجة للعنف المتزايد من النظام
الإيراني تجاه الأقليات العرقية والدينية الموجودة بإقليم بلوشستان، الذي يسعى
سكانه بشدة إلى الانفصال وإقامة دولة مستقلة، وهو ما يرفضه نظام الملالي، لأن هذا
الإقليم يقع على بحر العرب وهو مصدر للسفن والموانئ القادمة من الخليج وانفصاله
يشكل تهديدًا للتجارة الإيرانية.
وأضاف أن عنف نظام الملالي هذا تجاه طائفة البلوش، هو ما دفع بظهور جماعات مسلحة مناهضة لهذا النظام، مثل، جند الله المعروفة بجيش العدل، و"الحرية من أجل البلوش"، وجماعات أخرى مناهضة لنظام الملالي، قامت بعدة هجمات ضد قوات الحرس الثوري الإيراني الموجودة على الحدود، فضلًا عن هجمات على مراكز الشرطة الإيرانية.





