ad a b
ad ad ad

إيران بين نارين.. التفاوض مع البلوش أو نسيان جنودها المختطفين

الخميس 03/يناير/2019 - 11:09 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

مازال النظام الإيراني يحاول حل أزمة الجنود المختطفين من قِبَل «جيش العدل» البلوشي المعارض في أكتوبر الماضي؛ حيث قامت الحركة باختطاف  12 جنديًّا من قوات التعبئة وحرس الحدود في مدينة ميرجاوه، شرقي إيران، واتهمت السلطات الإيرانية المعارضين البلوش بنقلهم إلى باكستان، لكنّ الحركة نفت هذه المزاعم.

 

وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على تلك الواقعة فإن النظام الإيراني مازال عاجزًا عن استرداد الجنود المختطفين، وهو ما يُشير إلى ضعف قبضة أجهزة النظام عن ذي قبل، خاصة بعدما أعلن  وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت سابق بأن كبار المسؤولين الباكستانيين وعدوا بتكثيف جهودهم الرامية لتحرير حرس الحدود الإيرانيين المختطفين.

 للمزيد.. السنّة البلوش في إيران.. ثلاثية «القمع والإفقار والتهميش»

إيران بين نارين..

مفاوضات جديدة

 من ناحية أخرى، جدد قائد حرس الحدود الإيراني، العميد قاسم رضائي، الثلاثاء 1 يناير 2019، الحديث عن المساعي الإيرانية لتحرير الجنود المختطفين؛ حيث ألمح إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة مع جماعة بلوشية تحتجز عناصر من «الحرس الثوري» بواسطة عدد من زعماء القبائل المحلية.

 

ويُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تطالب إيران بوساطة وجهاء العشائر البلوشية لإطلاق جنود تختطفهم المعارضة البلوشية، وقالت الجماعة عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي إنها تريد إطلاق سراح عدد من السجناء السياسيين مقابل الجنود الإيرانيين، وبعد أسبوع من اختطاف الجنود ناشدت الجماعة المعارضة لإيران منظمات دولية التوسط لإجراء مفاوضات، معلنةً استعدادها عن إطلاق شروط لإطلاق الجنود الإيرانيين.

 للمزيد.. ثورة «البلوش».. المسمار الأخير في نعش «الملالي»

إيران بين نارين..

الخيار المُر

الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، منذ أن تأسست المقاومة البلوشية المسلحة ضد النظام الإيراني، والتي تمثلت أولًا في تنظيم «جند الله» الذي أسسه عبدالملك ريجي عام 2002، ثم جيش العدل الذي تأسس بعد أشهر من إعدام ريجي عام 2010، والقوات الإيرانية تتعرض للعديد من العمليات التي تستهدفهم إما بقتلهم أو أسرهم من قبل عناصر المقاومة البلوشية التي تُحاول بمختلف الطرق إجبار النظام الإيراني على الدخول معهم في مفاوضات مباشرة لتحقيق تطلعات الشعب البلوشي في إيران، والذي يبلغ عدده تقريبًا نحو ثلاثة ملايين نسمة 90%، منهم من المسلمين السنة الذين يتعرضون لعمليات تهميش وإقصاء واضطهاد لا مثيل لها من نظام شيعي طائفي.

 

وأشار الهتيمي إلى أن المقاومة البلوشية تمكنت من تنفيذ العديد من عمليات الاختطاف طيلة السنوات الماضية، وهو ما كان يدفع إيران إلى انتهاج عدة سياسات لتحرير رهائنها أو الرد على عمليات المقاومة، ومنها ممارسة ضغوط شديدة على المقاومة عبر بعض الدول التي تتحرك المقاومة على الحدود معها؛ حيث الامتدادات العرقية للبلوش مثل باكستان وأفغانستان، وهو ما أثمر مرارًا عن تحقيق ما تسعى إليه إيران الذي يبرز ضمن ذلك تسليم باكستان لإيران عبدالحميد ريجي شقيق عبد الملك ريجي من قبل للسلطات الإيرانية وإعدامه، فيما بعد، أو أن يقوم النظام الإيراني بالتواصل مع شيوخ ووجهاء العشائر البلوشية للتوسط عند رجالات المقاومة وإطلاق سراح المختطفين، ويصحب ذلك بالطبع ممارسة المزيد من الضغوط حيث الانتهاكات والاعتقالات في صفوف النشطاء أو ذوي العناصر المسلحة.

 

وتابع، أن كل هذه الأمور ستُدخل العناصر الإيرانية في دوامة يصعب السيطرة عليها في ظل ظروف وأوضاع سياسية واقتصادية بالغة الصعوبة، ومن ثم فإن خيار التفاوض مع المقاومة البلوشية ربما يكون الخيار المر الذي تحاول به إيران «لملمة» أزمة المختطفين والخروج منها وكأنها منتصرة، خاصة أنه في الأغلب، أن إطلاق سراح هؤلاء المختطفين سيكون في مقابل إطلاق سراح معتقلين من البلوش الذين لا تتوقف إيران عن اعتقالهم بين الحين والآخر.

للمزيد.. بعد عملية جابهار.. «البلوش» صداع مزمن في رأس الملالي

"