السويد تخطب ود تركيا بملف الإرهاب
يعد ملف الإرهاب محور خلاف بين كلٍ من السويد وتركيا، التي ترفض حتى الوقت الراهن، منح الدولة الأوروبية، الضوء الأخضر للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بذريعة دعمها للأكراد على أراضيها؛ وخاصة «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة كجماعة إرهابية.
كسب ود أنقرة
هذا الأمر دفع بالسويد إلى المضي قدمًا في خطوات جدية بالبدء في تسليم تركيا عشرات الأشخاص، في محاولة منها لكسب ود أنقرة.
وأعلنت محكمة ستوكهولم المحلية في 6 يوليو 2023، الحكم بالسجن على كردي من أصل تركي لمدة أربع سنوات على أن يُجرى ترحيله فور الإفراج عنه، وذلك بعد إدانته بجرائم من بينها محاولة تمويل الإرهاب لصالح «حزب العمال الكردستاني»، واعتقل الرجل صاحب الأربعين عامًا في يناير الماضي بعد تهديدات أطلقها بسلاح ناري خارج مطعم في العاصمة السويدية.
وهذه هى المرة الأولي التي تطبق فيها السويد قوانين الإرهاب المحدّثة، وهي القوانين الصارمة التي تبناها البلد الأوروبي في 2017، حينما ارتكب طالب لجوء أوزبكي موالٍ لتنظيم «داعش» هجومًا بشاحنة في شارع تسوق في ستوكهولم، ما أسفر عن خمسة قتلى.
ويجتمع أعضاء الحلف الدفاعي الغربي، في 11 يوليو الجاري، في ليتوانيا، وعليه، تأمل السويد أن يتضمن هذا الاجتماع، عملية انضمامها إلى الحلف وذلك بعد الموافقة على انضمام فنلندا أبريل الماضي.
ويأتي الحكم على الرجل الكردي بعد أقل من شهر، على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 14 يونيو الماضي، إن التعديلات الدستورية في السويد لا تكفي لمعالجة مخاوف بلاده، ووقتها شدد بشكل غير مباشر على أن بلاده لن تلبي رغبة ستوكهولم للانضمام إلى الحلف خلال القمة المقبلة، ما لم تنفذ سياسة أكثر صرامة في التعامل مع الإرهابيين على أراضيها.
تحذير «أردوغان» سبقه، إعلان المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم كالين» في مايو الماضي، كشف فيه أن بلاده ناقشت في اجتماع ثلاثي مع السويد وفنلندا مسار انضمام ستوكهولم إلى حلف الناتو، وركز الاجتماع بشكل خاص على تدشين آلية ثلاثية لمتابعة قانون مكافحة الإرهاب السويدي الجديد وذلك بعد دخوله حيز التنفيذ مطلع يونيو الماضي.
مغازلة سويدية لتركيا
يقول هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن السويد تحرص على أن تمتص غضب تركيا بعد إبداء مسؤوليها الغضب تجاه حادث حرق المصحف الشريف، ولذلك تريد الحكومة السويدية احتواء تداعيات هذا الحادث حتى لا ينعكس على أمنها الداخلي ويتسبب في عمليات ثأرية من إسلاميين متطرفين، ولذلك سارعت بتسليم مرتكب الواقعة للعراق لمحاكمته بعدها اتخذت هذا الإجراء الذي تغازل به السلطات التركية.
دوافع أوروبية
من جهته، يقول الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن حكم المحكمة السويدية يأتي من منطلق تعامل الدول الأوروبية مع ظاهرة "الذئاب المنفردة"، خاصة أن الدول الأوروبية تضع ملف الإرهاب على رأس أولوياتها، فهذه الدول تتعامل مع الأعمال الإرهابية من منطلق جدي بما يسهم في الحفاظ على أمن الدول الأوروبية، ومع ذلك، يمكن القول أن السويد قد تستغل هذا الحادث إعلاميًّا في ضوء عملية انضمامها إلى "الناتو"، ولكن لا يمكن استغلاله سياسيًّا بشكل مطلق، لأن العلاقة بين الدول الأوروبية وتركيا قائمة على "مبدأ البرجماتية".





