لاتهامها بتوظيف مقاتلي «داعش».. دعوات لإغلاق مدرسة إسلامية في السويد
كشفت صحيفة «ذا ناشونال»، في تقرير لها، الثلاثاء 10 ديسمبر 2019، أن هناك دعوات مكثفة لإغلاق مدرسة إسلامية تمولها الحكومة السويدية لاتهام إدارة المدرسة بتوظيف مقاتلي داعش كـ«معلمين» بعد عودتهم من سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك مطالبات بإغلاق المدرسة والتي تسمى «الياقوت»، على الرغم من أنها لم تعد تحت إدارة عبدالناصر النادي، المتهم بالتطرف.
واعتقل جهاز الأمن السويدي، في 16 مايو 2019، عبدالناصر النادي، رئيس مجلس إدارة مدرسة فيتنسكاب سكولان الإسلامية، الذي يعتبر أحد الشخصيات المتهمة بالتطرف وفقًا لصحيفة الإكسبريس المحلية.
وقررت الحكومة السويدية، في 17 أكتوبر 2019، طرد «النادي» المصري الأصل، لاعتباره خطرًا للغاية، ولا يسمح له بالبقاء في ستوكهولم، ولم تكشف عن الأفعال التي ارتكبها.
ووفقًا لقانون مراقبة الأجانب الخاص بالبلاد، يحق لمجلس الهجرة أو الحكومة ترحيل الأشخاص من السويد، بشرط أن يشكلوا تهديدًا على أمنها، أو في حال التأكد من ضلوعهم في جرائم إرهابية.
وبحسب تقرير «ذا ناشونال»، فإن هناك 11 مدرسة إسلامية في السويد، يتم تمويلها جميعًا من قبل الحكومة، وكشف جهاز الأمن السويدي، أن 300 من مواطنيها على الأقل سافروا إلى سوريا والعراق بين عامي 2012 و 2017 للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، ويعتقد أن نصفهم عادوا، ولا يزال 100 منهم هناك، وقتل 50.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن السلطات السويدية واجهت انتقادات محلية ودولية متزايدة لفشلها في القبض على مقاتلي «داعش» العائدين ومقاضاتهم.
العائدون.. التهديد الأخطر لأمن السويد
وفقًا لتقرير سابق للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، بعنوان: «السويد .. تحديات عودة المقاتلين الأجانب وكيفية التعامل معهم»، فإن المقاتلين السابقين الذين قاتلوا في صفوف التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وعادوا إلى ستكهولم يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، وأن بعضهم عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.
وأعلن أنديرز ثورنبرغ، رئيس جهاز الاستخبارات السويدي، في يوليو الماضي، أن بلاده أصبحت مأوى لنحو ألفي متطرف إسلامي، مضيفًا أن هناك شبكة واسعة وكبيرة في ستوكهولم تقم على تجنيد وتشجيع الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.
وذكرت الاستخبارات السويدية، أنه من الصعب إثبات ارتكاب جميع العائدين إلى السويد من الذين قاتلوا في صفوف داعش، للجرائم معبرةً عن سعيها للتحقيق مع كل العائدين.
وبحسب المركز، فإن السويد تعيش هاجس الإرهاب، خصوصًا مع تحذيرات جهاز الأمن من تهديدات أمنية جدية، وتجنيد وتشجيع الشباب للانضمام للجماعات المتطرفة، والتي تحصل على تمويل خارجي، موضحًا أن التصدى للجماعات المتطرفة الإسلاموية بات يشكل تحديًا يتعلق بالأمن الإستراتيجي للبلاد.
الجمعيات الإسلامية.. إخطبوط إخواني في قلب السويد
وتنشط في السويد جمعيات إسلامية محسوبة على جماعة الإخوان، من بينها وأقدمها الرابطة الإسلامية في ستوكهولم والتي تأسست عام 1980، غير أن الانقسامات سادت صفوفها، وتسببت في ظهور جمعيات أخرى مثل رابطة الجمعيات الإسلامية «FIFS»، واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية «IKUS»، واتحاد الطائفة الشيعية «ISS».
وتجتمع هذه الجمعيات تجتمع تحت منظومة تسمى «مجلس التعاون الإسلامي»، الذي يضم أكثر من 300 جمعية إسلامية، وأكثر من560 مؤسسة ثقافية وتعليمية، بحسب تقرير المركز الأوروبي.
وكشفت وكالة الطوارئ المدنية في السويد «إحدى إدارات وزارة الدفاع»، في تقرير لها، في مارس 2017، أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى اختراق النسيج التنظيمي للمنظومة السياسية في البلاد، من خلال الأحزاب السياسية.
كما رصدت الأجهزة الأمنية في مايو 2017، ظاهرة تنامي الجماعات المتطرفة في أوساط الجاليات العربية والاسلامية، وأن مجموعات من المتطرفين الإسلاميين تشكلت ونمت داخل استكهولم، مؤيدة نشاطات الجماعات الإرهابية مثل «داعش، و القاعدة».
وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، فإن هؤلاء المتطرفين ينتمون إلى واحدة من الجماعات السلفية الجهادية، والتي دعت مرارًا عبر الشبكة العنكبوتية إلى القيام بأعمال إرهابية انتقامية داخل السويد.





