قمع اقتصادي للأفغانيات.. طالبان تغلق صالونات التجميل النسائية
حددت حركة "طالبان" الحاكمة في أفغانستان، موعدًا رسميًّا لإغلاق جميع صالونات التجميل النسائية، معلنة أنها أمهلت الصالونات شهرًا للغلق قبل 27 يوليو الجاري، ضمن سلسلة قرارات قمعية فرضتها "طالبان" على الأفغانيات منذ وصولها للحكم في أغسطس 2021.
ويعد غلق صالونات التجميل النسائية من القرارات الغريبة التي تتحدى النساء، فالحركة منعت الأفغانيات من العمل في المؤسسات التي يوجد بها اختلاط، كما منعت الفتيات من استكمال دراستهن تحت ذرائع مراجعة المناهج وعدم الالتزام بقرارات منع الاختلاط، كما منعت النساء من الذهاب للحدائق العامة وفرضت عليهن اللباس الذي يغطي جسدهن ووجههن بالكامل.
وقد أثار هذا القرار حفيظة صاحبات الصالونات والعاملات في هذا المجال، واللائي تعجبن من ماهية غلق أعمالهن في ظل فرض البرقع على النساء، وعدم وجود رجال بالصالونات، وأعربوا عن مخاوفهن من انخفاض الدخل وتدني مستوى المعيشة والاضطرابات المالية المُرجح أن تحدث لهن بعد تنفيذ هذا القرار.
القرارات القمعية ضد الأفغانيات تهدد معيشتهن
شكلت بعض قرارات "طالبان" القمعية ضد المرأة عبئًا اقتصاديًّا على المجتمع الأفغاني، إذ تعتمد الكثيرات على صالونات التجميل النسائية كمصدر دخل لهن في ظل تدني اقتصادي تعيشه البلاد عقب سيطرة الحركة على الحكم، وما أعقبها من قرارات أمريكية بالتحفظ على الأموال الأفغانية، فضلًا عن رفض المؤسسات المالية الدولية معاونة البلاد لعدم الاستقرار السياسي وعدم الاعتراف الرسمي حتى الآن بسلطة طالبان.
وفي أبريل 2023 منع قطاع الفضيلة والرذيلة، الخياطين الذكور من حياكة ملابس النساء، ما أدى إلى غضب الخياطين الذين أكدوا أنهم يواجهون أزمات مالية عنيفة جراء اضطرارهم لإغلاق محلاتهم التي عملوا بها لسنوات إلى جانب فرض تحديات على معيشتهم تتمثل في البحث عن مهن جديدة مناسبة لعقيدة طالبان وسط اضطرابات اقتصادية يعيشها المجتمع بالفعل.
بينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بحكومة طالبان، حكمة الله شميم: إن الرجال يمكنهم صنع ملابس النساء ولكن المحظور هو أخذ قياسات النساء ممن يأتين لمحلات الخياطة، ولكن شبكة طلوع نيوز الإخبارية أكدت أن الكثير من العاملين في هذا المجال فقدوا وظائفهم خوفًا من بطش طالبان.
قرارات طالبان تهدد الاقتصاد الأفغاني
وبالنظر إلى القرارات الأخرى غير الموجهة للعاملات فهي تؤثر أيضًا على الدخل الاقتصادي للبلاد بشكل عام، فمنع النساء من الذهاب للحدائق العامة مع عمل جدول زمني مقيد بمواعيد لارتيادهن الحدائق، يقلل من المكاسب الاقتصادية للمتنزهات، فالمرأة في مثل هذه المجتمعات تقضي الوقت الأطول مع الأبناء وتهتم بالتنزه وبذهابهم للحدائق، كما أن منع الأسر والتفريق بين أفرادها في التنزه من شأنه أن يزيد العزوف عن الذهاب للحدائق.
وأما قرار منع الفتيات من الذهاب للمدارس والجامعات من شأنه أن يقلل نفقات الأسر على المعاهد التعليمية والأدوات المدرسية ما يضر اقتصاد الصناعات القائمة على التعليم.
قمع الأفغانيات والاعتراف الدولي بطالبان
تعتمد الحكومات الغربية على ملف حقوق الإنسان في تسويق نفسها سياسيًّا، ومن ثم فهي ملتزمة بخطاب حقوقي محدد تجاه شعوبها إزاء علاقاتها الخارجية، وبالأخص عندما تكون الدولة فقيرة وتحتاج إلى مساعدات.
ويحتمل أن يعقد موقف طالبان تجاه المرأة من خطط الاعتراف بها دوليًّا لدى الحكومات الغربية، ولكن فيما يخص الشركاء الإقليميين فستكون المصالح المشتركة عاملًا مهمًّا.





