«الإصلاح».. خنجر الغدر والتجويع في اليمن
الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 07:42 م

الغدر والتجويع فى اليمن
سارة رشاد
لم تتمكن إذًا الترسانة العسكرية
التابعة لميليشيات «الحوثي» من إحكام السيطرة على المشهد اليمني المشتعل،
فبينما دفع الحوثيون بتكتلات عسكرية وميليشيات نسائية، على مدار الأيام الأخيرة،
للتصدي لدعوات التظاهر المنتشرة في أوساط اليمنيين، وعبر فضائهم الإلكتروني، واصل
الناشطون اليمنيون إصرارهم على التظاهر، مستدعين جرائم الميليشيات المدعومة
إيرانيًا في تأزيم الوضع الاقتصادي.

ثورة الجياع
وتحت مسمى «ثورة الجياع» تداول النشطاء تدوينات تحفز على التظاهر ضد الحوثيين وفرع جماعة الإخوان في اليمن، «حزب الإصلاح»، محملينهم مسؤولية «تجّويع» الشعب اليمني.
واتساقًا مع ذلك، انتشرت معلومات، أمس الأحد، تفيد بتورط الحوثيين في سرقة المساعدات الإنسانية الواردة من منظمات دولية، وتوزيعها على المحتاجين مقابل مبالغ مالية، وفي التوقيت ذاته، انقلبت الساحة اليمنية على حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، إذ تداول نشطاء تحت عنوان «الإصلاح خنجر الغدر»، معلومات عن تعاون الحزب مع الحوثيين، وتورطه في سرقة مساعدات غذائية وعسكرية قادمة من التحالف العربي، لصالح ميليشيا الحوثي.
وتناولت وسائل إعلام يمنية الدور الإخواني في اليمن عبر «الإصلاح» ، مسمية اياه بـ«حزب قطري على أرض اليمن»، في إشارة إلى عمله لصالح قطر وحليفها التركي ضد قوات التحالف العربي.
ونشرت «الحقيقة» (مبادرة إعلامية شبابية معنية بنشر مقاطع فيديو حول المشهد اليمني)، معلومات عن تورط «الإصلاح» في عمليات نهب لليمنيين، إذ قالت إن الحزب سرق 671 ألف سلة غذائية كانت مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة في تعز، إلى جانب الاستيلاء على مليار ريال كانت قادمة من التحالف العربي كمخصصات علاجية.
وتابعت أن «الإصلاح» حصل على 3 مليارات ريال قدمتها السعودية لتحرير مدينة تعز، بالإضافة إلى 100 مليون ريال سرقات قالت «الحقيقة» إن الحزب سرقها لصالح الحوثي، لافتة إلى أن هذه السياسات التي يتحرك فيها الحزب بمعرفة تركيا وقطر، إلى جانب سياسات الحوثي، تسببت في تعريض 10 ملايين يمني للمجاعة بنهاية العام الجاري.
ولضخامة هذا الرقم، استنفرت شريحة من الشعب اليمني، للتخلص من الحوثي، وعن ذلك يقول، المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إن المظاهرات المشار إليها لتصحيح ما حدث في 2011، في إشارة إلى ما يعرف بـ«مظاهرات الربيع العربي»، مضيفًا أن هذا الربيع تسبب في ضرب أمن اليمن واستقراره، واعتبر أن مظاهرات «ثورة الجياع» جاءت لتعديل المسار.

حرم جامعة صنعاء
ارتباك الصفوف
ويبدو الحوثيون مرتبكين أمام هذا الغضب الشعبي، وربما أبرز ما يشير إلى ذلك، هو استعانة الحوثيين بعناصر نسائية لقمع المتظاهرات، أحدث هذه الوقائع، كان دفعهم بميليشيات نسائية اقتحمت، أمس الأحد، بيوت طالبات والقبض على عدد منهن.
قبلها بيوم فقط، دفع الحوثيون بميليشيات من رجال ونساء إلى حرم جامعة صنعاء، وقبضوا على 50 طالبًا وطالبة، ضمن محاولات قمع ما عُرف بـ«هبّة صنعاء».
ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية «سبأ» فإن الميليشيات النسائية التابعة للحوثي، استعانت بالصعق الكهربائي في تعرضها للطالبات، فيما تعتمد قوات الحوثي على هذه الميليشيات النسائية في عمليات استخباراتية وتفتيش النساء.

صورة أرشيفية
«الإصلاح» لن يفر من مركب الحوثيين
كعادة جماعة الإخوان القفز من المركب الغارقة، تبنى حزب الجماعة في اليمن، موقف الدعم الظاهري للتظاهرات، متجاهلًا كل الاتهامات الموجهة له ، كونه جزءًا من تعقيد المشهد الاقتصادي.
وفي هذا السياق، وقّع الحزب اليوم، على بيان صدر عن الائتلاف الوطني الجنوبي، دعا إلى التعجيل بعقد إصلاحات لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
ووافق الحزب على دعوات عقد مؤتمر اقتصادي لإنقاذ اليمن، محذرًا من استخدام الأزمة الإنسانية في أجندات سياسية.
ولا ينفي ذلك الارتباط بين الحوثيين و«الإصلاح» برعاية إيرانية قطرية، إذ دفعت الدوحة الحزب الإخواني إلى التعاون مع الحوثيين بعدما كان قد أعلن في بداية عمل التحالف العربي في اليمن، الوقوف إلى جانبه.
وينسب لـ«الإصلاح» تسليمه، خلال الأسبوع الأول من انطلاق «عاصفة الحزم»، مدينة المُكلا لتنظيم القاعدة الإرهابي، كما تورط الحزب في تفجير معسكر التحالف في مأرب، إلى جانب عمليات اغتيالات استهدفت قيادات بارزة في صفوف قوات التحالف.