شح الأدوية واستهلاك الكحول.. أزمات تضرب حكومة الملالي
ما زال الشعب
الإيراني يعاني تحت حكم النظام الإيراني الحاكم بقيادة المرشد الأعلى «علي
خامنئي»، جراء فشل سياسات هذا النظام في سد الاحتياجات الرئيسة لمواطنيه، فعلى
مدار سنوات لم تستطع أي حكومة إيرانية حل أزمة نقص الأدوية في البلاد، فضلًا عن
رفضها لوضع سياسات صارمة تحدد من المتاجرة بالأدوية بالسوق السوداء، ورفع تكلفتها
بشكل لا يتحمله المواطن الإيراني الذي يعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية جمة، جراء
العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، يأتي هذا بجانب تزايد استهلاك الكحوليات
في الأراضي الإيرانية.
شح الأدوية
يأتي هذا في سياق
إعلان عضو إدارة لجنة الصحة، التابعة للبرلمان الإيراني «محمد علي محسني بندبى» في
30 يونيو الماضي، أن عدد الأدوية النادرة في البلاد قد وصل إلى أكثر من 200 دواء
في المستشفيات والصيدليات، محذرًا بأنه في حال عدم توفير هذه الأدوية، قد تحدث أزمة سياسية
بل واجتماعية وصحية واقتصادية، وأضاف أن ثلاثة عوامل هي السبب في عملية نقص
الأدوية في البلاد، وهما "الاحتكار والتهريب والتسعير"، وهو الأمر الذي
أدى إلى وجود ما أطلق عليه بـ"مافيا الدواء في إيران"، لأن الأدوية التي
لا توجد بالصيدليات، متوفرة بالسوق السوداء ولكن بسعر عالٍ، ودفع ذلك بعض شركات
الأدوية للخروج من إيران والهجرة إلى بلدان أخرى لغياب المراقبة بالأراضي
الإيرانية.
وفي الوقت الذي تعاني فيه طهران من عملية شح الأدوية، فإنها تشهد تزايد في استهلال الكحوليات، وهو ما كشفه عضو لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني «همايون نجف آبادي» في تصريحات صحفية له، في 28 يونيو الماضي، قائلًا: "استهلاك الكحول في إيران أكثر بالمقارنة مع البلدان التي لا تمنع استهلاكه"، وهو ما دفعه للمطالبة بوضع شروط أمام استهلاك الكحول بشكل غير قانوني في البلاد.
ويكشف ما تقدم، أن النظام الإيراني لا يهتم بما يحدث لمواطنيه، وأنه فشل على مدار السنوات الماضية في حل أزمة نقص الأدوية، بل وترك الشعب فريسة لتجار السوق السوداء، وأن جميع الشعارات التي يطلقها مسؤولو الملالي باحترام الحكومة للمواطنين وعملها المستمر من أجل تلبية احتياجات المواطن، لا تخرج عن كونها مجرد شعارات؛ لأن نظام الوالي الفقيه لا يهتم سوى بكيفية تنفيذ مخطط "تصدير الثورة"، وتوفير الدعم اللازم لميليشياته المنتشرة بدول المنطقة.
سياسة فاشلة
وحول ذلك، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إن أزمة نقص الأدوية التي تسببت في معاناة الإيرانيين، موجودة منذ سنوات في إيران جراء العقوبات الأمريكية، وهو ما دفع بعض التجار الإيرانيين في السوق السوداء لاستغلالها من خلال احتكار الأدوية، بل وبيعها بأسعار مرتفعة، وغياب الرقابة وعدم وجود سياسات واضحة لمواجهة تلك الأزمة، كان سببًا رئيسًا في تفاقمها.
ولفت «إبراهيم حسن»
في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن نقص الدواء كان من ضمن الأسباب الرئيسية في احتجاجات
كثيرة ضد نظام الملالي، وعليه فإن استمرار تلك الأزمة سيكون مؤشرًا على استمرار
الاحتجاجات بالشارع الإيراني، خاصة أن التأمين الصحي لا يغطي تكلفة الدواء، وهو ما
يتحمله المواطن الإيراني، ولذلك كان هذا سببًا في غضب الشعب الإيراني من سياسات
نظامه.
تغييب الوعي
وأضاف أن إيران تستهلك أكثر من روسيا والولايات المتحدة في شرب الخمور رغم قانون بالجمهورية الإيرانية يحرم شرب الخمور ويجرمه بعقوبة تصل إلى الإعدام، إلا أن ذلك لا يُنفذ، فهو محاولة عن عمد من النظام الإيراني لتغييب وعي النظام الإيراني عن الفشل المتردي الموجود بالساحة السياسية الإيرانية، وهو ما نجم عنه تزايد نسبة الوفيات جراء ارتفاع استهلاك الكحوليات المغشوشة، وهو ما قد يؤدي إلى انقلاب الشعب الإيراني على الحكومة الإيرانية خلال الفترة المقبلة.





