ad a b
ad ad ad

الجفاف يضرب عرش «الملالي».. إيران تنتظر كارثة والعطش يهدد بقاء النظام

الثلاثاء 08/يناير/2019 - 01:59 م
الملالي
الملالي
محمد شعت
طباعة

  تلقي أزمات الجفاف المتلاحقة بظلالها على مزارعي إيران؛ وذلك بسبب ندرة المياه والعطش اللذين يهددان محاصيلهم الزراعية؛ ما أدى لانفجار الغضب لدى المزارعين في أكثر من محافظة إيرانية؛ ليخرجوا في مظاهرات مستمرة منذ بداية العام الماضي للبحث عن حل لهذه الأزمة.

 


الجفاف يضرب عرش «الملالي»..

وبدأت موجة الاحتجاجات الأخيرة منذ  أكثر من 15 يومًا؛ حيث نظم مزارعو أصفهان فعّاليات احتجاجية بسبب تكرار الأزمة، وهتف المزارعون المحتجون في مدينة ورزنة بشعارات ضد من تسببوا في شح المياه بالمحافظة، مطالبين بسرعة التحرك لإنقاذ محاصيلهم والأراضي من البوار.

 للمزيد: بعد اتساع دائرة الغضب.. ننشر خريطة التظاهرات الفئوية في إيران


أزمات متلاحقة

 ويعاني مزارعو إيران من أزمات متلاحقة؛ بسبب التحديات التي تواجههم والتي يأتي على رأسها ندرة المياه؛ حيث بدأت الاحتجاجات منذ بداية العام الماضي، واستمرت على شكل موجات احتجاجية لم تهدأ نيرانها حتى الآن، وامتدت المظاهرات إلى مدن عدّة ضمت نجف آباد، وقهدريجان، وبولادشهر، وفيلو في أصفهان، إضافة إلى مدن الأحواز وأذربيجان الغربية.

 

وتجددت الاحتجاجات في سبتمبر الماضي؛ احتجاجًا على عدم تحقيق وعد توفير المياه لزراعة الخريف في مناطق مختلفة من المحافظة، وفي بعض المدن، قاموا بتوقيف الجرارات والآلات الزراعية الأخرى في الساحات العامة، وفي بعض المدن، ظل المزارعون طوال الليل في خيام أقاموها، للمطالبة بتوفير المياه لزراعة الخريف، وأعرب المحتجون عن غضبهم؛ بسبب مراوغة المسئولين الحكوميين في قضية شح المياه، مشيرين إلى أن مياه الزراعة ذهبت للقطاع الصناعي.


وتزداد حدة الاحتجاجات من وقت لآخر بين المزارعين، خاصة في ظل الاتهامات التي وجهوها للنظام بتحويل مجاري المياه عنهم، مطالبين بضرورة تحرك أركان النظام لتوفير المياه اللازمة لزراعة أراضيهم، والحفاظ على المحاصيل، خاصة في ظل المعاناة التي يعانيها الشعب الإيراني؛ بسبب ارتفاع الأسعار.

 للمزيد: عمال «الأحواز» ينتفضون ضد فساد نظام الملالي في إيران


الجفاف يضرب عرش «الملالي»..

سياسات خاطئة

 

الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن نظام الملالي يواجه أزمة مياه كبرى في البلاد، تصل إلى حد الشح المائي في أغلب محافظات الجمهورية الإيرانية؛ ويرجع سبب هذه الأزمة إلى عوامل عدة، أبرزها السياسات الخاطئة للحكومات الإيرانية، ونفاذ مياهها الجوفية، فضلًا عن السدود التي يبنيها الحرس الثوري من دون رؤية أو خطة؛ ما يتسبب في خسائر كبيرة، كما حدث لنهر كارون، والذي ارتفعت فيه نسبة الملوحة بدرجة كبيرة، بعد إقامة الحرس الثوري لسد قريب من أحواض ملحية.


وأشار عبادي إلى أن ذلك يأتي بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، والذي يتسبب في تلف الأراضي الزراعية؛ ما ينعكس على أوضاعهم المعيشية، الصعبة أصلًا، وتأتي الاحتجاجات في سياق إلقاء المسؤولية على عاتق الحكومة الإيرانية التي تترك الشعب يواجه مصيره بقطاعاته كافة، فقد انطلقت العشرات من التظاهرات بسبب نقص المياه في العديد من المدن، خصوصًا في أصفهان ومنطقة كازرون، إضافة إلى التظاهرات العارمة في الأحواز المحتلة؛ بسبب سرقة مياهها وجفاف أنهارها.


وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أن الحكومة اعترفت بالأزمة الكبرى التي تواجهها البلاد على مستوى المياه، فقد وصف هيسي كلانتري، رئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة، بأن المياه العذبة قد تنعدم في إيران خلال 50 عامًا، وأن 70% من الشعب الإيراني سيكون معرضًا لنقص المياه، وهذا ما ينذر بأزمات شح مياه كبيرة ستضرب البلاد قريبًا.

"