قوات أحمد.. هل تشجع الجماعات الإسلامية على الانتقال إلى أوكرانيا بعد أزمة فاغنر؟
ظهرت في الصورة خلال أزمة تمرد قوات فاغنر الروسية، مجموعة أخرى ذات طابع عسكري، وأعلنت عن وجودها ليس فقط على جبهات القتال في أوكرانيا، لكن داخل الأراضي الروسية نفسها، ولم يكن الإعلان ذاتيًّا هذه المرة لكنه جاء بمباركة من السلطات الروسية نفسها، وكأن قوات أحمد التابعة لدولة الشيشان المسلمة نشأت في الأساس برعاية روسيا، وصنعت على عينها لتظهر في الوقت المناسب كفصيل إسلامي يدافع عن روسيا التي كانت عدوة لها حتى وقت ليس ببعيد، فما هي قصة هذه المجموعة؟ وكيف نشأت؟ وهل تكشف عن وجود فصائل إسلامية أخرى تقاتل مع روسيا في الحرب الأوكرانية؟.
حرف z
خلال الحرب الروسية الأوكرانية أثار انتباه المراقبين معدات وآليات
عسكرية تحمل حرف Z، الأمر الذي أثار حالة من الجدل حول رمزية
هذا الحرف الذي اختلفت التفسيرات حول نسبته وإلى ماذا يرمز، هل هو رمز لوحدة
عسكرية منفصلة ذات طابع ومهام خاصة؟ أم أنه شعار عام للقوات الروسية؟ لكن الغريب
في الأمر أن الرمز أو الشعار لم يكن مكتوبًا على كل المعدات أو الآليات العسكرية
المشاركة في القتال.
ظل الشعار مجهولًا واختلفت تفسيراته بين من
يرى أنه يعني من أجل النصر أو من أجل السلام، أو من أجل الحقيقة، أو من أجل روسيا،
لكنه ظهر بوضوح مرة أخرى على الملابس الرسمية لقائد قوات أحمد الشيشانية خلال أزمة
تمرد مجموعات فاغنر، مما أثار التكهنات بكون الشعار خاص بتلك القوات أو أنها تدين
بالولاء للجيش الروسي الذي تعاقد معها قبل عام من الآن لتعمل بالتوازي مع القوات
الروسية وقوات فاغنر في الحرب الأوكرانية.
نشأة كتائب أحمد
في 26 يونيه 2022 أعلن الرئيس الشيشاني رمضان
قديروف التوقيع مع وزارة الدفاع الروسية على إنشاء فصيل مسلح يعمل تحت لواء الجيش
الروسي رسميًّا، وجاء التوقيع بعد أنباء عن رفض قوات فاغنر التوقيع على عقد مماثل
خلال تلك الفترة، وهو ما يشير إلى أن الأزمة بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية ليست
جديدة، بل لها جذور تمتد قبل عام.
تتكون المجموعة الشيشانية المسلحة من 4 كتائب،
يطلق عليها أسماء بحسب الاتجاهات: كتيبة أحمد الشمال، وكتيبة أحمد الجنوب، وكتيبة أحمد الشرق، وكتيبة أحمد الغرب.
وذكر الرئيس الشيشاني وقت تأسيس الكتائب
الأربعة أن اختيار الاسم جاء تيمنًا باسم الرئيس الشيشاني السابق أحمد قيدروف الذي
كان مواليًا للحكومة الروسية رغم الحرب الشيشانية خلال التسعينيات، والتي كانت من
أشرس الحروب التي وقع فيها الشعب الشيشاني مع الروس، الأمر الذي عارضه المجاهدون
الشيشان بشدة في ذلك الوقت، نظرًا لما عاناه الشيشانيون من ويلات الآلة العسكرية
الروسية التي استدعت الاستغاثة بالمجاهدين المسلمين في العالم للتدخل في تلك
الحرب.
ترفع كتيبة أحمد خلال معاركها شعارات إسلامية،
وعند تحقيق أي تقدم على جبهات القتال في الحرب الأوكرانية التي شاركوا فيها منذ
عام يبدأون في صلاة الفاتح، وهي إحدى الصلوات التي تأتي بعد تحقيق النصر.
ولم يعلن عن تلك الكتائب بصورة كافية إلا بعد
مرور عام على تشكيلها ومشاركتها في الحرب الروسية، وظهورها في ذكرى تأسيسها داخل
الأراضي الروسية، مما يؤكد سرعة صعودها، واهتمام الجيش الروسي بها.
تساؤلات ومخاطر
وأثار ظهور تلك الكتائب التي ترفع شعارات
إسلامية تساؤلات حول وجود كيانات إسلامية شبيهة في الحرب الأوكرانية بجانب القوات
الروسية.
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية ظهرت
بالفعل مؤشرات على ذلك، وظهر مقاتلون من مناطق مختلفة غير الشيشان، وقد نشرت
تقارير دولية عن جنسيات المقاتلين الأجانب في الحرب، إذ تعتمد القوات الروسية بشكل
أساسي على المرتزقة الأجانب في صفوف وكلائها، كما هو الحال مع قوات فاغنر.
فقد نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في مارس
2023 تقريرًا عن تلك الحالة أفاد فيه أن عشرات الآلاف من الميليشيات المسلحة السورية
على أهبة الاستعداد للقتال في الحرب الأوكرانية، وأكد التقرير أن العشرات منهم
توجهوا بالفعل للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لكنهم عادوا إلى سوريا مرة أخرى لتلقي
التدريبات اللازمة تحت إشراف روسي.
وتؤدي مشاركة مثل تلك التشكيلات القتالية إلى
نوع من المخاطر، فهؤلاء المقاتلون قد يجدون ملاذًا آمنا في تلك المناطق المشتعلة
لنقل نشاطهم بعيدًا عن المناطق التي حوصروا فيها أو باتت غير مناسبة لوجودهم، سواء
كان سبب وجودهم الفتال بجانب الروس أو الأوكران، ففي أبريل الماضي نشرت وسائل
إعلام روسية تقريرًا مصورًا يظهر مقاتلين يحملون شعار تنظيم داعش على جبهات القتال
بجانب القوات الأوكرانية.





