ad a b
ad ad ad

كيف تتعامل أوكرانيا مع فشل هجومها المضاد على القوات الروسية؟

السبت 01/يوليو/2023 - 06:08 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

باتت أوكرانيا في موقف لا تُحسد عليه بعد الفشل الذي نال هجومها المضاد على الأراضي الروسية، إذ لم تحقق أي نجاح يُذكر، مقارنة بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها، فيما تراوح حجم خسائرها بين 25 إلى 30%.

وحسب بيانات روسية فقدت كييف 360 مركبة مدرعة ودبابة أثناء الهجوم المضاد، واعترف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بعد مرور 10 أيام على الهجوم المضاد بأن القتال الذي تشنه قواته ضد الجيش الروسي بمنطقة العملية العسكرية الخاصة صعب.

هجوم لم يحقق أهدافه

يؤكد جمال عبد الحميد، الخبير في العلاقات الدولية، أن الهجوم الأوكراني المضاد لم يُحقق أيًّا من أهدافه حتى الآن، فالقوات الأوكرانية لم تنجح في اختراق أي من الخطوط الدفاعية الروسية، إذ إن القتال ما يزال بعيدًا عنها بنحو 16 إلى 20 كيلومترًا، ما يُعد هزيمة مدوية لنظام زيلينسكي الذي يراهن عليه الغرب لتنفيذ مخططهم الرامي بمحاصرة روسيا، والاستيلاء على الأراضي التي سيطرت عليها منذ عام 2014، بالإضافة إلى الأراضي التي خسرتها منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022.

وأضاف الخبير الدولي أن فشل الهجوم الأوكراني المضاد حتى الآن لم ينل كييف وحدها، بل امتدت آثاره إلى الأسلحة الغربية التي تم إحاطتها بهالة من الدعاية الغربية حول قوتها ومتانتها وكفاءتها في جميع الأدوار الدفاعية والهجومية، ولذا عمدت روسيا إلى نشر مقاطع فيديو توضح حجم الخسائر التي تعرضت لها كييف، وتدمير المركبات الغربية، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير منظومة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز باتريوت باستخدام صواريخ كينجال الفرط صوتية، كما نجحت كذلك في تدمير منظومة الدفاع الجوي الألمانية إيريس تي، والمخصصة لمواجهة الطائرات والصواريخ والطائرات المسيرة، باستخدام الطائرة المسيرة الروسية لانتسيت - 3، ما يكشف نجاح موسكو في تدمير نظم الدفاع الغربية، ومن ثم ضمان قدرتها على السيطرة على الأجواء الأوكرانية، وصاحب ذلك تعليق ساخر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيه: «دبابات ليوبارد الألمانية ومركبات برادلي الأمريكية تحترق بشكل ممتاز، وتنفجر ذخيرتها بداخلها».

وأكد عبد الحميد أنه رغم فشل الهجوم الأوكراني المضاد فإن الأخيرة وحلفاءها مستمرون فيه مهما بلغت التضحيات والخسائر، أملًا في إحراج الجيش الروسي، وإجبار الرئيس الروسي فلاديميير بوتين على الجلوس على مائدة المفاوضات، مقابل تسوية الصراع بالطرق السلمية، وهذا يفسر الدعم الغربي غير المحدود لكييف، وأكبر دليل على ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أكد فيها أن الدعم العسكري الأمريكي مستمر، وتبعه إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس استمرار دعم أوكرانيا بالدبابات والمدفعية ومضادات الطائرات، وعلى دربه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الأوكراني المضاد مستمر حتى يحقق أهدافه.

حرج الغرب

وأشار الخبير في الشؤون الدولية إلى أنه رغم الدعم الغربي غير المحدود فإن أوكرانيا مطالبة بتحقيق انتصار كبير حتى لا يتم إحراج الدول الغربية أمام شعوبها التي تضغط بقوة بضرورة وقف هذه الحرب التي تضغط على مستوى المعيشة في بلادهم، لا سيما بعد تراجع كفاءة القوات الأوكرانية، وسرعة فرارها وانسحابها من أمام القوات الروسية، واستسلام كثير منها تاركين الأسلحة والذخائر في قبضة الجيش الروسي، وذلك كما وثقته مقاطع الفيديو التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية، ما يحذر دول الناتو من خطورة تسليم الجيش الأوكراني أسلحة غربية متقدمة، نظرًا لأنها تسقط بسهولة في يد الجيش الروسي.

"