لماذا تتهم جبهة ازادي حركة طالبان بتأصيل الإرهاب والتطرف في أفغانستان؟
منذ استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021م، وتحاول الحركة فرض سيطرتها على البلاد بصورة كاملة، باعتبار أنها السلطة الشرعية في البلاد، لكنها في سبيل ذلك تواجه مجموعة من العقبات، أبرزها عدم الاعتراف بها دوليًّا إلى الآن، إضافة لوجود فصائل المعارضة التي تنشط في كثير من المناطق بصورة واسعة، والتي تكشف بين الحين والحين بعض ما تحاول الحركة إخفاءه عن علاقاتها المشبوهة مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، إضافة إلى تلاعب الحركة في التركيبة الديمغرافية للسكان في بعض المناطق، ومن تلك الفصائل جبهة أزادي التي ألقت الضوء على تلك التصرفات في الشمال.
جبهة أزادي
جبهة أزادي هي أحد الفصائل المعارضة لحركة طالبان، التي نشأت بعد استيلاء طالبان على السلطة، وحملت الجبهة السلاح ضد الحركة، وتعمل الجبهة بصورة منفردة بعيدًا عن جبهة المقاومة الوطنية التي يتزعهما أحمد شاه مسعود، لا تعترف الجبهة بسقوط أفغانستان عسكريًّا في يد طالبان، وتعتبر وجود طالبان حاليًّا مجرد وجود سياسي فقط، وتضم الحبهة جنرالات سابقة في الجيش الأفغاني، بينهم ياسين ضياء رئيس الأركان الأفغاني الأسبق، ودخلت الجبهة في مواجهات مسلحة مع طالبان كان أعنفها خلال أبريل 2022 في جنوب سالانج.
اتهامات الجبهة
وأصدرت جبهة أزادي بيانًا نشرته في 15 يونيه 2023م أوضحت فيه أن حركة طالبان تسعى لتغير التركيبة السكانية شمال البلاد.
وأشار التقرير إلى أن طالبان عملت على توطين مجموعات من غير الأفغان ينتمون إلى الحركة الإسلامية في أوزبكستان، والحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، وجماعة أنصار الله في طاجيكستان، وفي المناطق الشمالية من البلاد، وأكد التقرير أن الحركة تسعى أيضًا خلال المرحلة الحالية لاستضافة مجموعات مماثلة ممن يحلمون أيديولوجيا متشابهة في تلك المناطق، ولاحظت الجبهة أن طالبان نقلت عناصر طالبان الباكستانية إلى المناطق الشمالية من البلاد بعد مقابلة رنا صنع الله وزيرة الداخلية الباكستانية مع إذاعة صوت أمريكا.
واكدت جبهة أزادي أن هناك اتفاقًا بين فصائل المعارضة على الوقوف ضد تصرفات الحركة في هذا الإطار، وأن "جبهة المقاومة" بقيادة أحمد مسعود و"المجلس الوطني للمقاومة لإنقاذ أفغانستان" أيضًا اعتبرت أن طالبان تسعى لتغيير التركيبة السكانية لشمال البلاد.
وأضافت الجبهة أن تلك التصرفات التي تسعى لتغيير التركيبة السكانية للبلاد يقوض أسس التعايش السلمي بين الجماعات العرقية المختلفة في الشمال، وأن طالبان بهذا السلوك تسعى لزرع بذور التطرف والإرهاب في البلاد إلى الأبد.
مخاطر مستقبلية
ويقول الدكتور محمد عبد الرازق، إنه من الطبيعي أن تكون كل تصرفات حركة طالبان في الوقت الراهن تحت أعين المعارضة التي تتوافق مع جبهة المقاومة الوطنية وإن اختلفت المسميات، ورغم أن مثل هذه الأنواع من البيانات ربما تنطوي على جانب من المبالغات فإن لها أصولًا لدى حركة طالبان.
وأضاف في تصريح خاص لـ"المرجع": هناك علاقات قديمة بين حركة طالبان وبين الجهات التي ذكرها البيان، ومن بينها بالطبع أعضاء حركة تركستان الشرقية التي حاولت الحركة التنصل من علاقتها بهم في بداية وصولها للسلطة، حتى تحصل على رضا الهند التي تمارس ضدهم كل أنواع التنكيل، وأعلنت الحركة مبكرًا تخليها عنهم رغم دعمها الواضح لهم، وهو ما قد يثير الخلاف بين طالبان والهند مرة أخرى، والتي كانت تسعى الحركة إلى كسب رضاها مقابل التخلي عن قضية الإيجور.
وأوضح إن علاقة طالبان بالجماعات المسلحة في باكستان ليست جديدة، فهي تعتبر أن تحريك طالبان جزء من الحركة الأفغانية، وقد أثبتت الأحداث مدى التقارب الشديد بين الطرفين منذ اليوم الأول لوصول طالبان إلى السلطة، ولذلك ليس من المستغرب استضافة طالبان عددًا منهم على الأراضي الأفغانية باعتبار أنهم جزء من طالبان، ومحاولة دمجهم في المجتمع الأفغاني متعدد العرقيات.





