ad a b
ad ad ad

هل تنجح هيئة التفاوض في ترويض المعارضة السورية؟

الثلاثاء 26/سبتمبر/2023 - 06:34 م
المرجع
محمد يسري
طباعة
أصدرت هيئة التفاوض السورية المعارضة، بيانًا يونيو الماضي في ختام اجتماعاتها بمدينة جنيف السويسرية، أكدت خلاله تمسكها بما سمته إصلاح الأخطاء السياسية للمعارضة والتمسك بالقرار الأممي 2254 الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن في 18 سبتمبر 2015 والذي يقضي بضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.


وطالب البيان بإعادة النظر في الممارسات السياسية للمعارضة والإحجام عن ممارسة التدمير الذاتي، مشيرًا إلى ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني ودعم هيئة التفاوض السورية المعارضة لأي تحرك من شأنه تعزيز استقلالية المجتمع المدني وزيادة فعاليته.


بث الروح


يأتي انعقاد الاجتماع في إطار محاولة لبث الروح من جديد في تحركات الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد الخلافات التي وقعت في انتخاب قائمة المستقلين بالهيئة نهاية عام 2019 في الرياض.


وتتكون الهيئة من 36 عضوًا من ست كتل هي: «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة (8 ممثلين)، والمستقلون، و"هيئة التنسيق" والفصائل المسلحة، و4 ممثلين لكل من منصتي موسكو والقاهرة».

ولم تجتمع الهيئة بسبب تلك الانقسامات على مدار ما يقرب من أربعة أعوام، وجاء الاجتماع الأخير بحثا عن حلول لتلك الانقسامات


مأزق الهيئة


يعلق الدكتور محمد السيد، الخبير في الشؤون الآسيوية على هذا بالقول: إنه من الواضح أن هيئة التفاوض السورية المعارضة، وجدت نفسها في مأزق شديد في ظل التحولات السياسية التي طرأت على المشهد السياسي السوري، وبالتالي فمن الممكن أن يسحب البساط من تحت قدميها سواء في ظل وجود انقاسامات داخلها وظهور تحركات جديدة من قبل النظام السوري الذي يبدو أنه نجح إلى حد كبير خلال الأشهر الماضية في إعادة طرح نفسه على المجتمع الدولي باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.


وأضاف السيد في تصريح خالص لـ «المرجع» أن هناك مستويات أخرى من التحولات السياسية داخل سوريا بدأت تظهر على الساحة تحاول إثبات وجودها من سياسة فرض الأمر الواقع، تتمثل في تلك الفصائل التي نشأت في إطار أيديولوجي وفكري متطرف ولكنها بدأت تتخلص منه رويدًا رويدًا، مثل هيئة تحرير الشام التي تبرأت من انتمائها الفكري لتنظيم القاعدة الإرهابي وبدأت تفرض نفسها في إطار سياسي تعتمد فيه على تحولات سلوكية ناعمة، إضافة إلى مغازلة العالم الخارجي على اعتبار أنها أصبحت فصيلًا سياسيًّا يمتلك من القوة التي تجعله يجلس على موائد المفاوضات السياسية في المستقبل كبديل لكل تلك الفصائل المعارضة.


وأشار الخبير في الشؤون الآسيوية، إلى أن هيئة التفاوض وهي كيان سياسي قديم بات الآن في موضع حرج وليس من السهل عليه ترويض المعارضة السورية، خاصة أنها باتت منقسمة على ذاتها في الأساس، إضافة إلى تلك التحديات التي ظهرت أمامها خلال الأشهر الأخيرة.

"